الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«أدنوك» ترسخ مـوقع أبوظبي وجـهة عـالمية موثوقة للاستثمار الأجنبي المباشر

«أدنوك» ترسخ مـوقع أبوظبي وجـهة عـالمية موثوقة للاستثمار الأجنبي المباشر
23 نوفمبر 2020 01:44

مصطفى عبد العظيم (دبي)

أكد خبراء اقتصاديون ومتخصصون في مجال النفط والغاز، أهمية الدور المحوري الذي تلعبه شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» في ترسيخ موقع إمارة أبوظبي وجهة عالمية موثوقة للاستثمار الأجنبي المباشر، والذي ظهر بوضوح خلال الفترة من 2016 وحتى 2020، مع نجاح الشركة في استقطاب استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 237 مليار درهم من صفقاتها واستثماراتها المشتركة.
وتوقع هؤلاء أن تواصل «أدنوك» تعزيز هذا الدور في السنوات المقبلة، مستفيدة من تطبيق برنامجها الذي بدأته منذ عام 2017 لبناء شراكات استراتيجية مبتكرة وتنفيذ استثمارات مشتركة جديدة بمختلف مجالات وجوانب الأعمال في قطاع النفط والغاز، والذي مكنها من إبرام العديد من الشراكات الاستراتيجية التجارية المبتكرة مع عددٍ من المؤسسات المالية الرائدة وصناديق الثروة السيادية العالمية، خاصة خلال عام 2020 الذي تمكنت فيه الشركة من استقطاب استثمارات مباشرة بقيمة 62 مليار درهم، رغم ظروف وتحديات السوق الذي شهد تراجعاً في أسعار النفط، ما يؤكد ويعزز مكانة دولة الإمارات وأبوظبي، وجهة مفضلة للاستثمارات الأجنبية المباشرة في مختلف الظروف.
وأوضح الخبراء أن «أدنوك» ومن خلال الصفقات الاستثمارية الضخمة التي وقعتها خلال الفترة الماضية، رسخت دورها ممكناً رئيسياً في دعم نمو اقتصاد أبوظبي، ودفع عجلة التنويع الاقتصادي، وتعزيز جاذبية الإمارة للاستثمارات الأجنبية المباشرة في قطاع النفط والغاز.
وتوقع الخبير الاقتصادي ومدير مركز المسار للدراسات الاقتصادية، نجيب الشامسي، أن تكون للاكتشافات النفطية الجديدة التي تم الإعلان عنها، أمس، انعكاسات إيجابية، ليس فقط على بيئة الاستثمار في أبوظبي، ولكن أيضاً على مستوى بقية إمارات الدولة، مشيراً إلى أن نجاح أبوظبي في الفترة الأخيرة، وخاصة خلال جائحة «كوفيد - 19» في استقطاب استثمارات أجنبية ضخمة في قطاع النفط والغاز، يعكس المكانة الكبيرة التي تتمتع بها الإمارة على خريطة الاستثمار الأجنبي.
وتوقع الشامسي أن تواصل أبوظبي ودولة الإمارات صدارتها الوجهات الجاذبة للاستثمار الأجنبي في المنطقة خلال السنوات المقبلة، وأن تظل وجهة استثمارية موثوقة للاستثمارات الأجنبية، وذلك بعد أن هيأت بنيتها التحتية الصلبة والتشريعية لاستقطاب المستثمرين من أنحاء العالم كافة للعمل ضمن بيئة استثمارية تمتلك مقومات الاستثمار الناجح كافة، والتي من بينها توافر واستدامة مصادر الطاقة بأنواعها كافة.
وأضاف أنه من شأن الاكتشافات الجديدة بالإضافة إلى الاكتشافات التي تم الإعلان عنها في السابق، أن تعطي ثقة أكبر للاستثمار الأجنبي، خاصة في هذا التوقيت الذي يواجه فيه قطاع الاستثمار الأجنبي المباشر عالمياً تحديات غير مسبوقة نتيجة تداعيات جائحة «كوفيد - 19».
وأشار إلى أن أبوظبي تمتلك مزايا ومقومات استثمارية ضخمة في القطاعات كافة، وخاصة قطاع النفط والغاز الذي استقطب خلال العام الجاري فقط تدفقات استثمارية من خلال شركة «أدنوك» زادت على 47 مليار دولار، متوقعاً أن تسهم الاستثمارات الرأسمالية الجديدة لشركة «أدنوك» خلال السنوات الخمس المقبلة في توفير المزيد من الفرص الاستثمارية الذكية أمام المستثمرين العالميين، بما ينعكس على دعم النمو وترسيخ موقع الإمارة على خريطة الاستثمار الأجنبي.
وخلال شهر سبتمبر الماضي، كشفت «أدنوك» عن إبرام اتفاقية شراكة طويلة الأمد مدتها القصوى 24 عاماً مع تحالف يضم عدداً من المؤسسات الاستثمارية بقيادة شركة أبولو جلوبال مانجمنت «أبولو»، للاستثمار في أصول عقارية لـ«أدنوك» في واحدة من كبرى الصفقات العقارية، بلغت قيمتها 20 مليار درهم (5.5 مليار دولار)، حصلت «أدنوك» بموجبها على عوائد فورية بقيمة 10 مليارات درهم (2.7 مليار دولار). وسبق ذلك إعلان «أدنوك» في شهر يونيو الماضي أيضاً، عن واحدة من أكبر صفقات الاستثمار في أصول البنية التحتية للطاقة في العالم، مع ائتلاف ضم عدداً من كبار المستثمرين العالميين في مشاريع البنية التحتية وصناديق الثروة السيادية والمعاشات، وبحسب الاتفاقية، يستثمر الائتلاف مبلغ 76 مليار درهم (20.7 مليار دولار) في مجموعة محددة من أصول أنابيب الغاز التي تمتلكها «أدنوك».
وتتيح هيكلية الاتفاقية المبتكرة لـ«أدنوك» الاستفادة من رؤوس أموال عالمية مع الاحتفاظ في الوقت نفسه بحق التحكم وملكية الأصول التي يشملها الاستثمار، وتحقق هذه الاتفاقية عائدات فورية لـ«أدنوك» تبلغ 37.1 مليار درهم (10.1 مليار دولار). كما شهد العام الحالي كذلك إبرام «أدنوك» عدداً من الشراكات الاستراتيجية والاتفاقيات الجديدة، ما يدعم أعمال الشركة واستراتيجيتها للنمو الذكي والمستدام، ويعزز من فرص استقطاب المزيد من المستثمرين العالميين للدولة.
من جانبه، قال الخبير النفطي محمد الشطي، إن توجيه «أدنوك» نحو 448 مليار درهم للاستثمارات الرأسمالية ضمن خطة عملها للسنوات الخمس المقبلة سيكون له انعكاس إيجابي قوي على الاقتصاد الإماراتي بوجه عام، وعلى اقتصاد إمارة أبوظبي على وجهة الخصوص، لاسيما أن هذه الاستثمارات ستتجه لمشاريع متنوعة وستسهم في توليد العديد من فرص العمل وتعزز بلا شك من نمو الاقتصاد الوطني.
وفيما يتعلق بالاكتشافات الجديدة، أوضح الشطي أنها تشكل قوة دفع إضافية لتعزيز دور الإمارات في دعم السوق العالمي بالإمدادات النفطية من جهة وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى دولة الإمارات من جهة أخرى، لافتاً إلى أن المستثمر الأجنبي دائماً ما يبحث عن المواقع التي تمتع بالاكتفاء الذاتي في موارد الطاقة والبيئة الاستثمارية الجاذبة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©