منذ أن حصل الأميركيون الأفارقة على حق التصويت، سعى الأشخاص الذين خافوا قوتهم السياسية المحتملة إلى حرمانهم من حق التصويت. لكن بعد انتخابات 2020 الرئاسية، هناك وسيلة واحدة على الأقل في مساعي حرمانهم من التصويت لم تعد تجدي نفعاً، وهي الترويج لأن أصواتهم ليست مهمة. والفكرة وراء تثبيط همم الناخبين تتمثل في جعلهم يفقدون الأمل في العملية أو في المرشحين، لدرجة يقررون عندها أن الإدلاء بأصواتهم لا يجدي نفعاً. ومع ظهور شبكات التواصل الاجتماعي، والإعلانات الاستهدافية، صعدت العملية إلى مستوى جديد، فتستطيع الحملات التركيز تحديداً على طائفة من الناس تريد تثبيط همتها، وصنع رسالة وتوصيلها لهم بطريقة يصعب على الأشخاص من الخارج اكتشافها. 
وقدمت الانتخابات الرئاسية لعام 2016 أمثلة كثيرة. فقد أنتجت حملة ترامب مقطعاً لرسوم متحركة لهيلاري كلينتون وهي تقول «كبار الضواري»، بهدف قمع الأصوات عبر توصيل هذه الرسالة إلى المستخدمين السود على فيسبوك. والأجانب الذين تدخلوا في مسار حملات الانتخابات الرئاسية نشروا رسائل متعددة مناهضة لعملية الإدلاء بالأصوات على مواقع التواصل الاجتماعي، بما في ذلك رسالة جاء فيها «أنا لن أصوت. هل ستصوت أنت؟». ومن الصعب معرفة ما إذا كانت مثل هذه الرسائل قد حققت نفعاً، لأن الناخبين السود تقلّصت مشاركتهم في ذالك العام بالتأكيد بعد سنوات طويلة من تزايد المشاركة. 
لكن في عام 2020، كانت القوى المؤيدة للتصويت أقوى وأفضل إعداداً. والانقسام الشديد في الانتخابات حفّز على مشاركة عدد أكبر من الناس في كلا الجانبين. وكانت وسائل التواصل الاجتماعي، وربما وكالات الاستخبارات، أفضل في التنبيه إلى المحتوى المشكوك فيه والتعامل مع الدعاية الأجنبية. وقام نشطاء مثل ستاسي أبرامز ومنظمات عملت على تسجيل الناخبين وعمال الاقتراع، بعمل بطولي في مواجهة صيغ كثيرة من القمع المباشر للناخبين رصدها «صندوق الدفاع القانوني» في «الجمعية القومية للنهوض بالملونين»، بما في ذلك الترهيب وظروف التصويت المرهقة والمكالمات الهاتفية الروبوتية التي تقدم تعليمات خاطئة. 
وقد يساعدنا تعزيز الجهود وزيادة الوعي في فهم مشاركة الناخبين السود بدرجة غير مسبوقة، رغم المحاولات الكثيرة لتثبيط هممهم، بما في ذلك مقاطع الفيديو المشوَّهة التي أريد بها منع الناخبين الذين من المحتمل أن يؤيدوا جو بايدن. وفي الولايات المحورية، مثل جورجيا وميتشجان وبنسلفانيا وويسكونسن، حقّق السكان السود في المدن فارقاً حاسماً، بتحويلهم مد التصويت نحو بايدن. ولا نجاوز الحق إذا قلنا إنه من دون الناخبين السود ما كان لبايدن أن يصبح الرئيس المنتخب الآن. ورسالة انتخابات 2020 هي أن لهؤلاء الناخبين نفوذاً محسوساً، وخاصة في الولايات متأرجحة الولاء شديدة الأهمية. وهذا يقودني إلى الاعتقاد بأنهم في انتخابات المستقبل لن ينصتوا لأي شخص يحاول إخبارهم بأن أصواتهم ليست مهمة. 
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»