خلال الأيام القليلة الماضية كنا أمام صورة ساطعة للانشغال والحرص الإماراتي على سد الفجوة الرقمية «الخطيرة» التي يعاني منها عالمنا العربي، باستضافة مؤتمر ومعرض تكنولوجيات الاقتصاد الرقمي «سيملس 2020» في دبي، ضمن الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي والبرامج المنبثقة عنها التي يرعاها ويدعمها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وامتدادا لمبادرة الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي التي أطلقت ديسمبر 2018 في أبوظبي برعاية سموه.
شهد المؤتمر الذي افتتحه الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، بحضور معالي أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية إطلاق مبادرتين، الأولى كانت المؤشر العربي للاقتصاد الرقمي، والثانية الجامعة الرقمية العربية، لتعزيز العمل العربي المشترك في مجال الاقتصاد الرقمي.
 المتابع لجلسات المؤتمر وما تمخض عنه يلمس الفجوة الرقمية التي يعاني منها عالمنا العربي، والحاجة الماسة للعمل المشترك والسريع لتداركها قبل استفحال النتائج السلبية الوخيمة التي تترتب عليها. ولأن الإمارات تعمل دائما على بث الأمل والتفاؤل، حرصت على دعم هذه التوجهات، وتبني المقاربات الكفيلة بتضييق وتجسير الفجوة القائمة والتصدي لآثارها ونتائجها.
ووفقا لما ذكره الخبير الإماراتي الدكتور علي محمد الخوري، مستشار مجلس الوحدة الاقتصادية العربية ورئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي أظهر تقرير المجلس لعام 2020، احتفظت الإمارات بالمركز الأول رقميا للعام الثاني على التوالي، وتتصدر دول الخليج العربية المشهد على الساحة الرقمية. وصنف التقرير الدول العربية في ثلاث مجموعات: الأولى دول رائدة وضعت استثمارات استراتيجية للتحول الرقمي وفي توظيف التكنولوجيات والأنظمة المتقدمة لدعم خطط التنمية الاجتماعية والاقتصادية. أما المجموعة الثانية فدول واعدة رقمياً، تتميز بامتلاكها بنية تحتية ومعرفية جيدة ولكنها بحاجة لخطط أكثر شمولية للتحول والإدماج الرقمي. أما المجموعة الثالثة فدول تفتقر إلى البنية التحتية التكنولوجية الأساسية من حيث جاهزية الشبكة الرقمية، ومعدلات الوصول إلى الإنترنت على مستوى الأفراد والمؤسسات».
 وتمثل «الجامعة الرقمية العربية» التي تم إطلاقها منصة متكاملة للتعليم والتدريب المهني بتكاليف منخفضة لنشر العلم والمعرفة، ومن المقرر أن تبدأ تجريبياً في النصف الثاني من 2021. إنها الإمارات تقدم النموذج الريادي وتقود الركب دائما لبث الأمل للعرب بأن القادم سيكون دائما أجمل بالابتكار والعمل المشترك.