عدد اليوم
عدن، صنعاء (الاتحاد، وكالات)
حثت ليز غراندي، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، السلطات على تحديد هوية مرتكبي الهجوم المسلح على عيادة طبية متنقلة تابعة لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي بمحافظة تعز، وسرعة تقديمهم إلى العدالة.
جاء ذلك في بيان صادر عن غراندي، مساء أمس الأول، أوضحت فيه أن الهجوم قام به مسلحون مجهولون في منطقة «يختل» بمديرية المخا في 17 نوفمبر أثناء قيام طاقم العيادة بتقديم خدمات طبية لأهالي قرية «المشقر»، وقد اخترق الرصاص السيارة بينما كان العاملون بداخلها. وأشارت إلى أن الهيئات الإنسانية في اليمن تعمل على مدار الساعة كل يوم لتقديم المساعدات المنقذة لأرواح ملايين اليمنيين في واحدة من أصعب البيئات في العالم.
وشددت غراندي على «أن مهاجمة البعض منا والذين يقدمون المساعدة للناس للبقاء على قيد الحياة هو انتهاك مروع للقانون الإنساني الدولي».
واعتبر بيان منسقة الشؤون الإنسانية اليمن واحدة من أخطر بيئات العمل غير المواتية في العالم.
واستعرض جملة من العوائق والصعوبات: «لا يزال العاملون في المجال الإنساني يواجهون أعمال الاحتجاز والمضايقات، ويتم رفض أو سحب تأشيراتهم بشكل تعسفي، وتخضع المنظمات لقيود وعوائق إدارية متعددة ومستمرة، وقد ُحرم ما يصل إلى 9 ملايين شخص ممن يحتاجون إلى المساعدات بسبب هؤلاء». وأضافت غراندي: «يواجه اليمن خطراً حقيقياً يهدد بحدوث مجاعة واسعة النطاق، ونحن بحاجة إلى مانحين لتمويل العملية الإنسانية حتى نتمكن من إنقاذ أرواح الأشخاص الذين سيواجهون الموت جوعاً».
وفي السياق، عبرت السلطة المحلية في مديرية «الخوخة» جنوب محافظة الحديدة، عن إدانتها الشديدة للعمل الجبان الذي تعرض له فريق «الهلال». واعتبرت السلطة المحلية الجريمة «محاولة رخيصة»، قالت إنها كانت تستهدف الحياة والإنسانية، مؤكدة أن أبناء الخوخة، من سلطة محلية ومشايخ وأعيان ومنظمات مجتمع مدني ومواطنين يدينون مثل تلك الأعمال الإرهابية. وطالب البيان الجهات الأمنية بتعقب الجناة لينالوا عقابهم الرادع «فمثل تلك الأعمال دخيلة وتتنافى مع تعاليم الإسلام الحنيف ولا تمت لشعبنا اليمني بصلة ولا هي من أخلاق اليمنيين».
وأكد أن الأفعال تلك «أعمال مشينة يرفضها الشعب ولن تثني أشقاءنا في الإمارات، من قدموا دماءهم الغالية، وامتزجت تلك الدماء مع دماء إخوانهم اليمنيين في معركة واحدة ضد الحوثيين، عن مواصلة الخير والعمل الإنساني النبيل».
وكان فريق طبي تابع للهلال الأحمر الإماراتي، قد تعرض لهجوم مسلح الثلاثاء الماضي، قرب منطقة «يختل» شمال المخا بمحافظة تعز، أسفرت عن حدوث أضرار بالعيادة المتنقلة، وترويع العاملين فيها.
ودانت دولة الإمارات العربية المتحدة الاعتداء، مؤكدةً أن استهداف العاملين في المجال الإنساني يمثل تجاوزاً كبيراً للأعراف والمعاهدات والمواثيق الدولية، التي توفر الحماية الخاصة لعمال الإغاثة والإنقاذ. وشددت على أن استهداف العاملين في المجال الإنساني من شأنه أن يعيق استمرار عمليات الإغاثة وتأثر وصول المساعدات الإنسانية في اليمن، ما قد يؤدي إلى تفاقم المعاناة الإنسانية.
