رغم ظروف جائحة كورونا التي اجتاحت العالم في هذا العام 2020، والتبعات التي جاءت نتيجة الإغلاق في معظم دول العالم، الإغلاق الذي تسبب بأضرار من جميع النواحي وأهمها الناحية الاقتصادية، ورغم الظروف الاجتماعية وتوقف الحياة بشكل كامل في العديد من الدول في العالم، حتى وصلت آثار الجائحة إلى كوارث بالجملة.. فإننا نجد وسط هذا الدمار إنجازات كثيرة استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة تحقيقها، وسط ظروف لم يعرف العالم مثيلاً لها منذ الحرب الكبرى الثانية، ورغم التوقف الذي طال معظم الأنشطة والقطاعات والصناعات، بما فيها صناعة النفط والسياحة والسفر، نجد إنجازات مهمة حققت تحولاً نوعياً لصالح دولة الإمارات ونهضتها في كثير من المجالات. 
ومن تلك الإنجازات، إعلان العام 2020 بوصفه عام «الاستعداد للخمسين» والاحتفال باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2021، الأمر الذي أضفى شعوراً عاماً بالاطمئنان وأوجد حالة من الفرح والسرور في الشارع الإماراتي بكل فئاته، حيث ابتهج الإماراتيون وأكدوا حرصهم العميق على الوقوف خلف قيادة الدولة والمضي بالمسيرة الإماراتية نحو مستقبل مشرق، وعلى مشاركتهم في احتفالات العام القادم بكل حب وسرور. 
وجاء إنجاز جديد من نوع آخر في عام 2020 وهو إنجاز فضائي غير مسبوق، يتخطى حدود الأرض لينطلق بطموحاته إلى الكوكب الأحمر، حيث أطلقت الإمارات مشروع «مسبار الأمل» في أول مهمة عربية إلى المريخ يوم 20 يوليو الماضي، والتي تهدف إلى دراسة الطقس والمناخ في الكوكب الأحمر، ويعد هذا الإنجاز حدثاً غير مسبوق على الصعيد العربي والخليجي.. سيتحدث عنه مَن سمع به وسيذكره مَن شاهده، لأنه مشروع فريد من نوعه بالنظر للمدة الزمنية التي استغرقها إنجازه، وهي نحو ستة أعوام فقط، حيث عادة ما تتطلب مشاريع بهذا الحجم وقتاً أطول لإنجازها، وخلال ذلك تدخل في تفاصيل وتعقيدات لا أول لها ولا آخر.. لكنها هنا تحققت بسهولة ويسر غير مسبوقين، ولا يسعى المشروع لتكرار إنجازات الآخرين من اكتشافات حول الكوكب الأحمر، لأن فريق العمل حدد مهامه لدراسة الكيفية التي تتحرك بها الطاقة في الغلاف الجوي للكوكب الأحمر، من القمة إلى القاع، طوال أوقات اليوم وعلى مدى كل فصول السنة، إضافة إلى الوقوف على أسباب التآكل المستمر في الغلاف الجوي للمريخ، وأسباب فقدانه معظم المياه التي تشير الصور والدراسات إلى أنه كان ينعم بها ذات يوم. 
أما الإنجاز الثالث فهو نجاح بدء تشغيل مفاعل المحطة الأولى في مشروع محطات «براكة» للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة، وذلك بعد حوالي عشر سنوات من بدء البرنامج النووي السلمي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وجاء الإعلان عن هذا الإنجاز الاستثنائي الجديد بفضل رؤية القيادة الرشيدة وعزيمة وإرادة شباب دولة الإمارات الذين لا يعترفون بالمستحيل. 
وعوداً على ظروف جائحة فيروس كورونا، ومنذ اللحظات الأولى لانتشار الفيروس، وفي إطار استجابتها ومواجهتها لتحديات تفشيه، تبذل الإمارات جهوداً كبيرة لتوظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي والحلول الذكية في هذا المجال، ولم تدخر وسعاً في توفير كل ما يلزم لضمان العبور الآمن من الأزمة التي سببتها الجائحة على مستوى العالم كله. 
ويحق لنا أن نفخر بتلك الإنجازات التي تحققت، ونتمنى استمرارها لتكون دولة الإمارات قدوة ونموذجاً لباقي الدول في المنطقة والعالم. 


*كاتب كويتي