أبوظبي (الاتحاد)
قال المستشار محمد عبدالسلام، الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، خلال مشاركته في الدائرة المستديرة للحوار بين الأجيال التي عقدتها عن بُعد الشبكة العالمية للأديان من أجل الأطفال (أريغاتو)، إن التفكك الأسري هو أحد أهم أسباب المشكلات التي تواجه أطفال العالم، وهو تفكك ناتج عن ثلاثة عوامل أساسية، وهي الاتجاه للقطيعة مع الأديان التي كانت تنظم العلاقات الاجتماعية، وتقديم الحرية الفردية على المسؤولية الاجتماعية، ونظرة النظام العالمي إلى العالم بمنطق السوق الذي يعتبر فيه الفرد مستهلكاً، وهو ما أدى إلى التركيز على الجسد لإشباع رغباته، وانهيار البنيان الاجتماعي، وضياع الأطفال بسبب غياب الحاضنة الاجتماعية والأسرية.
وأضاف الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، أن المجتمعات التي نجت من التفكك الأسري طالتها ويلات الحروب والصراعات، والفقر وتدني الدخول، وهو ما حرم أعداداً كبيرة من الأطفال من حقوقهم الأساسية في التعليم والرعاية الصحية، بالإضافة إلى تهديد آخر يتسرب إلى البيوت وهو تعرض الأطفال للتحرش الإلكتروني، وهو ما يؤكد ضرورة أن يكون التطور مرتبطًا بالأخلاقيات والقيم الدينية، وإلا أضحى هذا التطور دماراً للإنسانية أكثر من كونه سبباً لتقدمها.
وأوضح المستشار محمد عبدالسلام أنه على الرغم من أن الأطفال هم الأقل إصابة بفيروس كورونا إلا أنهم عانوا كثيراً بسببه، لأن كثيراً منهم فقد العائل الرئيس نتيجة للوباء، بالإضافة إلا أن أعداداً كبيرة من اللاجئين هم من الأطفال الذين تأثر ذويهم بتبعات الوباء، مشيراً إلى أن الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، حرصا أن تتضمن وثيقة الأخوة الإنسانية بنداً يؤكد أن حقوق الأطفال الأساسية واجب على الأسرة والمجتمع، وينبغي أن توفر وأن يدافع عنها، وألا يحرم منها أي طفل في أي مكان، وأن تدان أية ممارسة تنال من كرامتهم أو تخل بحقوقهم، مبيناً أن اللجنة العليا للأخوة الإنسانية توجه جزءاً كبيراً من جهودها إلى التعليم والتثقيف للأطفال، لترسيخ قيم الأخوة والتعايش والمحبة في قلوبهم، كما أن اللجنة حريصة على التعاون مع منظمة أديان من أجل السلام واليونيسيف ومنظمة أريغاتو الدولية والمؤسسات كافة التي تعمل بإخلاص من أجل حماية أطفال العالم.