باريس للسلام، خطوة نحو الأرض، خطوة نحو سلام مستدام، واستدامة تنمية من أجل عالم لا تشوبه «الأنا» المتغطرسة، ولا تعكر صفوه كراهية متربصة. في كل تجمع إنساني، في كل محفل دولي، في كل نبس من أجل رقي الإنسانية، نجد الإمارات حاضرة بقوة، فاعلة بصرامة، متفاعلة بحزم، تعمل بكل جزم على تأسيس بشرية تفهم معنى وجودها وتعي كيف تحافظ على هذا الوجود من شر ما حقد، وحسد، وتجسد في روح شيطان رجيم، ومعتد أثيم، ومشاء بنميم.
هذه هي الإمارات في سياستها، بقوتها الناعمة تمشي بقوة الضمير، وصلابة المبدأ، وعزيمة المؤمنين بأنه لا حياة إلا للذين وضعوا سلامة العقل من غش المعتقدات الزائفة، موضع الحاجب من الجبين، وموضع الرمش من العين.
في هذا المنتدى الباريسي، وفي أجواء فرنسية تطل على شتاء الأبيض الناصع، وقطر الندى الشهم، أجمع المنتدون على رفض الإرهاب بكل أشكاله، ورفض إلصاق هذا العمل المشين بأي دين أو ملة، بل هو من عمل الشيطان البشري الذي تربص، وتلصص، واستطاع أن يضرب بمخالبه الرثة البلد الجميل، كما طالت أنيابه الصفراء النمسا، وبلداناً أخرى في الشرق والغرب على حد سواء.
منتدى باريس خطوة عالمية باتجاه درء الخطر، وتوجيه النظر إلى عالم يجب أن يتسلح بالوعي، ويخرج من شرنقة تسديد الطلقات ضد الأبرياء، هو منتدى أطلق صرخة مدوية في وجه الإرهاب، وأعلن وقوف العالم مع العالم ضد كل من يسوف الحياة، ويسف، ويستخف، وكل من يستخدم الدين مطية لتنفيذ أجندات سياسية بغيضة وفاسدة، ولا هدف لها سوى نشر الرعب في العالم، وتدمير وجدان الإنسانية بسكاكين الحقد، وتحويل الجمال الإنساني إلى مخلوق مشوه وقبيح، وجعل الأرض البشرية، كتلة من جحيم الأغبياء، والبلهاء، وقطاع الطرق، والمهرطقين، المشعوذين، ناقصي البديهة والدين.
نحتاج إلى منتديات، ومؤتمرات، وتجمعات بشرية على مختلف الصعد، ليظل العالم في حالة وعي دائم بما يحدق به، وبمن يتأهب للإضرار بالناس أجمعين. 
نحن بحاجة إلى صوت عال، وهادر، يدوي في الأسماع والأذهان، ينبه ويحذر من خطر الجهل، بقيمة الإنسان، ومن نفايات التاريخ القديم والتي تقذف في زمن التكنولوجيا دقيقة التصويب.
نحتاج إلى التذكير دائماً، ففي الذكرى تشرق الشمس صباحاً، لكي توقظ الطير، وتغسل وجوه النائمين.