تابعت الهند نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية عن كثب، مثل كثير من دول العالم الأخرى، ومن الواضح أن للهند الكثير مما تهتم به في العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة، وذلك لأن التغير في القيادة الأميركية سيكون له حتماً بعض التأثير على الدولة الواقعة في جنوب آسيا، رغم أن العلاقات الثنائية معها قضية يجمع عليها الحزبان الكبيران في الولايات المتحدة. 
ومثل سائر زعماء العالم، هنَّأ رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الرئيسَ الأميركي المنتخب جو بايدن، وأشار في إطار كلمة التهنئة إلى أيام تولي بايدن منصب نائب الرئيس الأميركي، وتأييده القوي للعلاقات الوثيقة بين الهند وأميركا، وأثناء فترة ولايته كنائب للرئيس الأميركي، لعب بايدن دوراً كبيراً في المساهمة في تعزيز العلاقات، وتتطلع الهند من دون شك إلى استمرار العمل عن كثب مع الرئيس المنتخب حديثاً، وقد ظل بايدن عضواً لفترة طويلة في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، كما ترأس هذه اللجنة لفترة طويلة أيضاً، وخلال هذه الفترة دافع بايدن عن تعزيز العلاقات بين الهند والولايات المتحدة، وكان مؤيداً رئيسياً للصفقة النووية للأغراض السلمية بين الهند والولايات المتحدة أثناء التفاوض بشأن هذه الصفقة التي أُبرمت عام 2006، والتي ساعدت في توطيد العلاقات بين البلدين. 
وشهدت الهند حماساً تجاه الانتخابات الأميركية بفضل شخصية نائبة الرئيس المنتخبة كاملا هاريس التي أثارت أصولها الهندية الكثير من الاهتمام والفضول، فقد تحدثت هاريس أثناء قبولها ترشيح الحزب الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس في أغسطس الماضي عن أصول والدتها التاميلية وعن أهلها الأقربين الذين يعيشون في الهند، مما أثار الكثير من الاهتمام وسط التاميليين في كل مكان، وحتى كلمتها التي ألقتها قبل أيام قليلة، أشارت فيها، بإعجاب، إلى أصل والدتها التاميلي، وهاريس تمتزج فيها حضارات مختلفة، فوالدها (هاريس) كان طالباً من جاميكيا ذهب لتدريس الاقتصاد في جامعة ستانفورد. ووالدتها (شيامالا)، تركت ولايتها الأم «تاميل نادو» في الهند وتوجهت إلى الولايات المتحدة، حين كان عمرها 19 عاماً لتعمل كباحثة في السرطان. 
والأصول الهندية لنائبة الرئيس المنتخبة حظيت بتغطية إعلامية واسعة في الهند، لكن أبرز الأسئلة داخل الهند يتعلق بمدى اختلاف رئاسة بايدن عن رئاسة ترامب، صحيح أنه ليس من المتوقع أن يتغير مسار العلاقات كثيراً، لكن من المحتمل أن تحدث تغيرات في النبرة، وقد حظيت الانتخابات الأميركية بمتابعة واسعة في الهند، ليس لمجرد أنها تتعلق باختيار رئيس القوة الأعظم في العالم، ولكن أيضاً بسبب علاقة الرئيس ترامب برئيس الوزراء مودي، فقد ظهر مودي مرتين مع ترامب في اجتماعات حاشدة، وتعرض أداء مودي في المرتين لانتقادات في الهند بسبب الضرر المحتمل، الذي يُعتقَد أن مودي ألحقه بالدعم من الحزبين الأميركيين الكبيرين للعلاقات بين الهند والولايات المتحدة داخل السياسة الأميركية، وفي فبراير من هذا العام، أثناء زيارة الرئيس ترامب إلى الهند، كال مودي المديح لرئيس الولايات المتحدة في اجتماع حاشد في ولاية الزعيم الهندي الأم (جوجارات)، ويومها وصف مودي الرئيس ترامب بأنه الزعيم «واسع الأفق»، والعلاقة بين ترامب ومودي أظهرت مستوى متانة العلاقات التي بنتها الهند مع إدارة ترامب التي عُرفت بالتقلب، وعدم القدرة على التنبؤ بأفعالها. 
وتتمتع العلاقات مع الهند بدعم الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة، ومع انتخاب المرشح «الديمقراطي»، بايدن، المؤيد للهند، يشعر الهنود بأنهم استطاعوا عبور المياه المضطربة لإدارة ترامب، لذلك يتَوَقَّع استمرار صعود مسار العلاقات الهندية الأميركية، وتَواصل الحرص الأميركي على توطيد العلاقات مع الهند، والعلاقات بين البلدين مرتبطة بتوسع التعاون الدفاعي وبالقلق المشترك من صعود الصين، وكثير من التركيز في الهند ينصب على كيفية تعامل إدارة بايدن مع باكستان والصين، بالإضافة إلى التعامل مع عملية السلام الأفغانية، ولكل هذا تأثير على الهند. 
والرغبة في تعزيز العلاقات الثنائية بدأ بالفعل حين كان بايدن نائباً للرئيس لمدة ثماني سنوات متواصلة، ومع انتهاء ولاية الحكومة «الديمقراطية» السابقة اتضح بجلاء أنها كانت داعمة لتعزيز علاقات أقوى مع الهند، وهذا ما تعزز عبر سنوات ترامب، ويتوقع الآن أن يتواصل في رئاسة بايدن الجديدة، ويتوقع أيضاً أن تكون هناك بعض العراقيل ليس فقط في قضايا التجارة، لكن أيضاً حول قضايا حرية الصحافة وحقوق الإنسان، وقبل كل هذا، قضية كشمير، وتحدث «الديمقراطيون» تقليدياً عن قضايا تتعلق بحقوق الإنسان وكشمير، لكن الهند ظلت شديدة الحساسية أمام أي ملاحظات أجنبية أو إدانة لسياساتها الداخلية، ولذا من المحتمل أن تكون هذه منطقة مثيرة للقلق.