مع ورود كل خبر يتناول أعمال جماعة «الإخوان المسلمين» في أنحاء المعمورة، يتأكد لدى كل مطلع على خبايا هذه الجماعة الإرهابية خبثها وتطرفها المعروفَين.. كما يَثبُت يوماً بعد يوم صدق أقوالنا حولها، ولعل أحدث ذلك ما ورد على لسان محمود الجمال، القيادي الإخواني المحسوب على جبهة محمد كمال، في إطار الصراع الدائر داخل الجماعة، والذي أكد من خلاله أن «الإخوان» انقسمت إلى أكثر من تنظيم وجماعة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن قادتها التاريخيين ما زالوا يسيطرون على أموالها ومنصاتها الإعلامية، وأنهم وراء الأزمات والانقسامات التي ضربت الجماعة الإرهابية، تلكم الاعترافات للقيادي الإخواني جاءت عبر صحيفة إخوانية ممولة من دول معادية لمصر، وقد قال فيها: «جماعة الإخوان المسلمين الآن لا يمكن أن نقول إنها تنظيم واحد»، مضيفاً: «قد كنّا تنظيماً واحداً حتى عام 2016، لكن اشتد الخلاف»، وأشار الجمّال، الهارب خارج البلاد من أحكام العدالة، إلى أن الانقسامات ضربت أيضاً الجبهات المنقسمة داخل «الإخوان»، منتقداً شيوخ الجماعة الإرهابية، ومؤكداً أنهم السبب الرئيسي وراء الأزمات التي ضربتها، وأوضح أن القيادات التاريخية للجماعة تتصرف في التنظيم كما تشاء وبمخالفة للوائحه الداخلية، وأن الخلافات بينهم وصلت للخصام التام.
وتمثل تلك الاعترافات تأكيداً آخر على ضلالية هذه الجماعة التي لطالما تاجرت بأرواح المسلمين وغررت بشبابهم، مما يوضح خطرها البالغ على الأوطان، كما تمثل تأكيداً على ضرورة قيام الجهود الدولية من أجل متابعة ومراقبة التنظيم الإخواني والنشاطات التي يقوم بها، وهنا لا بد من الإشارة إلى الحادثة الإرهابية التي نُفذت في مدينة نيس الفرنسية مؤخراً على يد الشاب التونسي الذي قام بها، وقد قدِم إلى فرنسا عبر الهجرة غير الشرعية، وإثر ذلك أشادت بعض الصفحات والمواقع الإعلامية التابعة لـ«حزب النهضة» في تونس بمنفذ العملية الإرهابية، مما لاقى معارضةً شديدة داخل البلاد قابلتها حملةٌ تحريضية شرسة من «الإخوان» ضد خصومهم الرافضين للعمل الإرهابي الجبان. ومعلوم أن «إخوان» تونس لديهم جيش إلكتروني يضم خلايا تحرض على اغتيال المعارضين في هذا البلد، وهذا «التحريض البغيض» على حد وصف كثير من التونسيين، قام به علناً عميد متقاعد من وزارة الداخلية كان المتحدث الرسمي باسمها في عهد الوزير الإخواني، علي العريّض، وذلك خلال لقاء له في قناة «الزيتونة» الإخوانية، حيث وجّه العميد المقرب من «الإخوان» اتهامات خطيرة لوسائل إعلام مناهضة لحركة «النهضة»، مثل موقع «كابيتاليس» (ناطق بالفرنسية) وإذاعة «شمس إف إم» وتلفزيوني «الحوار التونسي» و«قناة التاسعة»، وهو تحريض صنّفه رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تونس ضمن خانة التهديد لأمن المؤسسات الإعلامية وللإعلاميين. 
وهنا نتساءل: أما آن للسلطة السياسية والهيئات القضائية في تونس أن تتحرك وتطبق القوانين ضد إجرام «الإخوان»؟ كما قال مختار الخلفاوي، الباحث في الحضارة العربية الإسلامية، عبر موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، فإن ما حصل على شاشة «قناة الزيتونة» يعد دعوة إلى القتل موجهة على الهواء مباشرة، وكأن الدولة التونسية لا ترى ولا تسمع ولا تتكلّم، وهو أمر خطير بحد ذاته، وأضاف الخلفاوي: هنا نضم صوتنا إلى الدعوات الموجَّهة للنيابة العمومية إلى التحرك الفوري، من أجل تتبع تلك الأصوات الداعية للإرهاب والقتل بشكل مباشر وتضليل الشباب واستغلاله لمنبر إعلامي للتحريض على الصحفيين ووسائل الإعلام. 

*كاتب كويتي