من إمارات الخير والمحبة، البقعة المضيئة بأنوار العطاء من عالمنا العربي، حاملة الأمل والحلم بغد أفضل للبشرية، سطعت مبادرة جديدة على يد فارس المبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تمثلت في إطلاق المدرسة الرقمية - أحد مشاريع مؤسسة مبادرات العالمية التي تتشرف بحمل اسمه - كأول «مدرسة رقمية عربية متكاملة ومعتمدة، توفر التعليم عن بُعد بطريقة ذكية ومرنة للطلاب، وبالأخص ممن ينتمون للفئات المجتمعية الأكثر هشاشة والأقل حظاً، واللاجئين في المجتمعات العربية والعالم». 
المدرسة التي ستبدأ تجريبياً بعشرين ألف طالب تستهدف أكثر من مليون طالب في السنوات الخمس الأولى من إطلاقها، لتقدم لهم تعليماً عصرياً، يستند إلى أحدث تقنيات الابتكار والذكاء الاصطناعي.
كما أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد «تحالف مستقبل التعلم الرقمي» لحشد «كافة الخبرات التخصصية، في قطاع التعليم والتكنولوجيا، لدعم وتطوير التعلم الرقمي والإشراف على تأسيس وتطوير المدرسة الرقمية». مؤكداً الرؤية السامية والغايات الجليلة من المبادرة الجديدة بأن «هناك فجوة علمية وتعليمية في عالمنا العربي، مع وجود ملايين الأطفال الذين يفقدون سنوات تعليمية بسبب الظروف الاقتصادية أو النزاعات» و«إذا لم يتحرك أحد لعلاج هذه التحديات ستأتي أجيال يقودها الجهل والتطرف بدل أن تقود أوطانها بنور العلم والمعرفة».
 المتابع لمشاريع مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، بتوجيهات ومتابعة سموه، يجدها جميعاً تتمحور حول الاعتناء والارتقاء بالإنسان أينما كان، وبالذات في عالمنا العربي الذي نكبت مناطق عدة منه بالفقر والجهل والأمراض، وضعف الموارد والبنى التحتية والفساد وسوء الإدارة، فنجد هذه المبادرات تبث وتصنع الأمل وتشرع أبوابه الواسعة للملايين من البشر، وتعتني بتحسين حياتهم بطرق أبواب أساسية، في مقدمتها دحر الفقر ومعالجة الحرمان من التعليم، انطلاقاً من حقيقة وواقع أن بيئات الجهل والتخلف لا تفرخ سوى أجيال تكون مطية سهلة الانقياد للمتطرفين، يجدون فيها التربة الصالحة لنشر الخراب والدمار، وتهديد أمن واستقرار المجتمعات الساعية للبناء والتنمية والسلام والرخاء والازدهار، والشواهد من حولنا لا تعد ولا تحصى.
مبادرة المدرسة الرقمية و«تحالف مستقبل التعلم الرقمي» قبسات من نور وضياء تشرق من أرض الإمارات، تضاف لمشاعل أمل من ثمار رؤى «أبو راشد» تضيء دروب الأمة لتستعيد مكانتها ودورها الحضاري.