السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

د. شريف عرفة يكتب: تقبل مشاعرك

د. شريف عرفة يكتب: تقبل مشاعرك
13 نوفمبر 2020 00:42

كثير من الناس لا يتقبلون أفكارهم ومشاعرهم.. يضايقهم أن يجدوا أنفسهم في حالة حزن مثلاً، أو لحظة ضعف، أو توتر.. هذا الرفض قد لا يكون صحياً، لأنه يؤدي لعدم الكفاءة عند مواجهة ظروف الحياة الصعبة.. فحين يواجه الإنسان موقفاً يثير فيه شعوراً سلبياً، فإن رفضه وضيقه من هذا الشعور، سيراكم من المشاعر السلبية ويزيده ضيقاً على ضيق!
ولذلك ينصح الباحثون بتبني استراتيجية تقبل الذات.. تقبل مشاعرك وأفكارك مهما كانت سيئة.. فاستجابتك الشعورية لأي مؤثر خارجي، مهما كنت رافضاً لها، ما هي إلا انفعال مؤقت.. سيضيء لحاله لو تقبلته وتفهمت مصدره.. دعني أضرب لك مثالاً على هذا.
هذا الموظف يشعر بالتوتر عندما يقابل مديره.. ما موقفه تجاه هذا الشعور الذي ينشأ بداخله في هذا الموقف؟ لو كان رافضاً له غير متقبل لوجوده، سيستدعي هذا أفكاراً ناقدة للذات ناقمة عليها.. قد يقول لنفسه: لماذا أشعر بهذا؟ هل أنا غير كفء؟ هل أنا جبان لهذه الدرجة؟ وهي عبارات ستسبب له المزيد والمزيد من الضيق والألم.
الحل الثاني، حسب المدرسة النفسية الحديثة التي تسمى العلاج بالتقبل والالتزام ACT، هو تقبل الذات بما تحمله من مشاعر وأفكار.. يشعر الموظف بالتوتر فيتفهم هذا، ويعرف مبرراته وأسبابه، فيستطيع التعامل مع الأسباب والدوافع وتخفيفها، دون أن ينزلق في دوامة لوم الذات واحتقارها وعدم تقبلها فلا يستطيع الخروج منها أبداً.
أي أن التحكم في المشاعر يبدأ من تقبلها.. الاعتراف بها.. الإصغاء لها.. فالمشاعر السلبية ما هي إلا محاولة من العقل اللاواعي لتنبيهك بأن هناك شيئاً ما لا يسير على ما يرام في حياتك.. أنت تواجه خطراً فاقلق.. أنت تواجه فقداناً فاحزن.. أنت تواجه كل المشاعر السلبية تلعب نفس الدور.. لو كتمتها، فكأنك تسجن ساعي البريد في قبو مظلم.. سيظل صياحه يتردد في أعماقك.. إلى أن تسمع صرخات سعاة البريد الذين تسجنهم على مدار حياتك.. ولهذا لا ينصح علماء النفس بكبت المشاعر كاستراتيجية صحية، لأنها لن تلبث أن تنفجر في وجهك بعد فترة..
تقبُّل نفسك.. هو أول خطوة لتغييرها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©