جاء إعلان عملاق صناعة الأدوية والعقاقير «فيزر» بداية الأسبوع الحالي، عن إظهار النتائج الأولية للتطعيم الذي تطوره بالتعاون مع شركة «بيو آن تك»، لمستوى فعالية يبلغ 90%، أي القدرة على تحقيق الوقاية لتسعة من كل عشرة أشخاص يتلقون التطعيم، مما أحيى الآمال في إمكانية توفر خط دفاع فعال ضد الوباء الحالي، قبل نهاية العام الجاري.
لكن يجب أن نتوقف قليلا هنا عند كون هذه النتائج «أولية»، حيث تم استخلاصها من دراسة أجريت على أكثر من 43 ألف شخص، نصفهم تلقى التطعيم والنصف الآخر محلول ملح لا أكثر. ومن بين الجميع، ظهرت أعراض وعلامات الإصابة بالفيروس على 94 متطوعاً، الغالبية العظمى منهم كانوا من المجموعة التي تلقت محلول الملح، تم تأكيد إصابتهم معملياً.
أولية هذه النتائج، تتطلب الانتظار حتى الحصول على النتائج الكاملة، ومراجعتها من قبل خبراء ولجان متخصصة، حتى يمكن الجزم بشكل قطعي بمدى فعالية التطعيم، ومن سيتمكن من حمايتهم؟ وإذا ما كان سيتمكن من منع انتقال الفيروس من شخص إلى آخر؟
هذه المحاذير والأسئلة التي لا زالت في حاجة لإجابات، دفعت بالشركة للتقديم على تصريح خاص محدود، يعرف بالموافقة على الاستخدام في الطوارئ (Emergency Use Authorization)، وهي موافقة تمنحها هيئة الأغذية والعقاقير الأميركية في حالات الطوارئ الصحية، سواء للتطعيمات أو غيرها من الأدوية والعقاقير، للسماح بالاستخدام حتى قبل أن يستكمل المنتَج جميع الشروط والمعايير للاستخدام الواسع غير المحدد.
الصفة الأخرى التي يتصف بها هذا التطعيم، ولم تلقى التغطية الإعلامية الكافية، هي الحاجة إلى تبريده لدرجة حرارة منخفضة جداً، وبالتحديد أكثر من 70 درجة مئوية تحت الصفر، وهو في الغالب ما سيتطلب استخدام النيتروجين السائل، بتقنية معقدة، لن تتوفر في جميع دول ومناطق العالم، خصوصاً القرى والمناطق الريفية. لكن إذا ما تم إخراج التطعيم من هذه الدرجة المنخفضة جداً، فيمكن استخدامه بحد أقصى خلال فترة خمسة أيام.
ولا يتوقع أن يكون هذا التطعيم، أو غيره، إجبارياً في غالبية دول العالم، بناءً على أن الجميع سيطلبون تطعيمهم، في ظل التزايد الحالي لأعداد الإصابات والوفيات. ولا يتوقع أيضاً أن يتم تطعيم الأطفال، بناءً على أن هذه الفئة العمرية تعتبر الأقل عرضةً للمضاعفات الخطيرة للفيروس.

*كاتب متخصص في القضايا الصحية والعلمية