الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

السيتي وليفربول.. «معركة الواقعية»

السيتي وليفربول.. «معركة الواقعية»
8 نوفمبر 2020 01:16

عمرو عبيد (القاهرة)

قبل انطلاق الموسم الحالي «الاستثنائي»، والذي تحيط به ذكريات «كورونا» في النسخة الماضية، ومراقبة الأوضاع الصحية الحالية في كل جولة، توقع الخبراء استمرار الصراع الناري بين عملاقي الكرة الإنجليزية الحاليين، مانشستر سيتي وليفربول، على لقب «البريميرليج»، الذي خضع لسيطرتهما خلال آخر 3 سنوات، بجانب تبادلهما مركزي «البطل» و«الوصيف» في الموسمين السابقين، وكان التصور الأقرب لخيال عشاق الكرة، أن المنافسة على القمة تنحصر بينهما فقط، وبصورة متقاربة جداً، وتحدث البعض عن إمكانية استمرار تحطيم الأرقام القياسية، من أحدهما أو كليهما، سواء فيما يتعلق بإجمالي عدد النقاط أو الأهداف، أو غيرها، في نهاية الطريق، لكن الأمور سارت عكس جميع التوقعات، وغادرت المعركة على اللقب الإنجليزي عالم الخيال، لتهبط إلى أرض الواقع.
رغم ظهور فرق أخرى في المقدمة، وتغير الخريطة التنافسية في توقيت مبكر في «البريميرليج»، إلا أن مباراة القمة التي تجمع العملاقين، لا تزال مؤثرة بالنسبة الأكبر في صراع اللقب، سواء لكليهما أو لمنافسيهما، الذين ينتظرون تعادلاً يوقف الفريقين، ويطلق أقدام الآخرين نحو المقدمة، وإذا كان السيتي لا يزال بعيداً عنها، بفارق 5 نقاط، إلا أنه يدرك أن الفوز في مواجهة «الريدز»، ثم مباراته المؤجلة، يقفز به نحو القمة، ويمنحه دفعة معنوية، تكفي لاستكمال المسيرة بنجاح حتى النهاية.
وعلى الجانب الآخر، خسر ليفربول 5 نقاط خلال 7 جولات فقط، ولن يتحمل فقد نقاط حاسمة في «معركة ملعب الاتحاد»، والوضع الحالي للفريقين يؤكد أن تحطيم الأرقام القياسية، الذي حدث في السنوات الأخيرة، يصعب تكراره في الموسم الحالي، الواقعي جداً.
وربما بقيت قوة ليفربول الهجومية واضحة للعيان، خاصة أنه يملك ثاني أقوى الخطوط، بتسجيل 17 هدفاً في أول 7 جولات، لكن دفاعاته تعاني بشدة، بعدما تعرضت للقصف 15 مرة، بل إنه لم يخرج بشباك نظيفة سوى مرة واحدة فقط، وجاءت إصابة نجم الخط الخلفي، فان دايك، لتزيد «الطين بلة»، وصحيح أن قوة «البلومون» الهجومية تقلصت، مقارنة بالمواسم الماضية، في ظل تأثره بغياب كبار هدافيه خلال الفترة الماضية بسبب الإصابة، واكتفى بإحراز 9 أهداف، لكنه لم يتوقف عن هز الشباك في أي من مبارياته، في حين حافظ على مرماه خالياً من الأهداف في مواجهتين من الـ6.
وبعيداً عن مواجهة «ثعالب» ليستر، الاستثنائية في أحداثها ونتيجتها، لم يستقبل دفاع السيتي أكثر من هدف واحد في أي مباراة أخرى.
الواقع الحالي يشير إلى معاناة الفريقين أيضاً من إصابات مؤثرة، تتمثل في غياب فان دايك، وهو ما أسهم في ظهور دفاع ليفربول بصورة مهزوزة دائماً، في حين أن إصابة أجويرو حرمت السيتي من أبرز عناصره الهجومية، الهداف التاريخي القادر على صناعة الفارق دائماً، واستمراراً لحالة الواقعية التي تغلف تلك المواجهة، بدأ الفريقان في استخدام أوراق مختلفة، بجانب النجوم والعناصر المعروفة، وأبرز مثالين هما دييجو جوتا، الذي تمكن من إنقاذ «الريدز» في مباراتي شيفيلد وويستهام، بهدفين قاتلين، بجانب المساهمة في حسم مواجهة أرسنال، وهو الدور الأكبر الذي حصل عليه فيل فودين مع السيتي، وكذلك الظهور المؤثر لفيران توريس، خاصة في مباراة ليدز الصعبة.
ولا يمكن توقع نتيجة تلك المباراة، التي تتسم بالواقعية والمنطق، بصورة نادرة الحدوث، وهو ما يظهر أكثر خلال تصريحات المدربين اللامعين، التي حملت احتراماً متبادلاً بينهما، ولم لا، فكلاهما يدرك صعوبة المواجهة، التي تحمل الرقم 20 في جميع البطولات، وخلال المباريات السابقة، يتفوق كلوب بفارق مباراة واحدة فقط عن جوارديولا، بعدما شهدت المواجهات تحقيق أحدهما الفوز في 89.5% منها، وصحيح أن الألماني قاد «الريدز» للفوز 5 مرات مقابل 4 لكتيبة «البلومون»، إلا أن بيب ألحق به هزيمتين يصعب نسيانهما، الأولى كانت في موسم 2017 - 2018، بخماسية نظيفة هي الأكبر في تاريخ المواجهات، ثم عاد ليسحق البطل في الموسم الماضي بـ «رباعية» في «ملعب الاتحاد»، الذي لم يبالغ كلوب في احترامه له، لأنه لم يحقق سوى فوز وحيد خلال خمس زيارات، مقابل تعادل واحد، و3 هزائم.
على الصعيد الفني، تبدو الأمور معقدة جداً، لأن السيتي يسجل النسبة الأكبر من أهدافه في الشوط الأول، الذي يحمل المعدل الأسوأ في اهتزاز الشباك لليفربول، بينما ينجح «الريدز» عادة في بلوغ مرمى منافسيه في الشوط الثاني، الذي استقبل خلاله «البلومون» أغلب الأهداف التي منى بها مرماه، ويُعد الطرف الأيمن لدى ليفربول هو الأقوى هجومياً، بعدما أنتج 41.2% من أهدافه، وفي المقابل تبرز الجبهة اليسرى لدى السيتي، بالمشاركة في 44% من حصاده الهجومي، وهو ما يعني مبارزة مخيفة على هذا الجانب من الملعب، في حين أن العمق الدفاعي هو الثغرة الكبرى في دفاع «الريدز»، الذي تسبب في استقباله 53% من الأهداف، مقابل معاناة «السماوي» على الأطراف الدفاعية، بواقع 50% للطرف الأيسر، و37.5% للجانب الأيمن، ورغم ذلك، لا يمكن التكهن بنتيجة تلك القمة الكبرى، التي ستلقي بآثارها على خريطة المنافسة في «البريميرليج» بكل تأكيد.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©