السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الخزّاف الطائش».. تراجيدية البؤس واليأس!

غلاف الرواية
6 نوفمبر 2020 01:05

هزاع أبوالريش (أبوظبي)

صدرت مؤخراً للشاعر والكاتب السوري الدكتور أديب حسن، رواية «الخزّاف الطائش»، عن دار موزاييك للنشر، حيث تعد الرواية محاولة لتسليط الضوء على بقعة جغرافية منسية في شمال شرق سوريا حيث عاش بطل الرواية ومحيطه معاناة مريرة.
وتغوص الرواية في عمق «التراجيديا»، ممخرة عباب اليأس والمأساة كما في الدراما الإغريقية، وهذا ما يميز رواية أديب الأولى هذه «الخزّاف الطائش»، حيث تدور الأحداث حول «سامان» بطل الرواية والشخصية الرئيسية والمحورية الذي يعيش تلك المعاناة ويحاول البحث عن أسباب مقنعة تقف خلفها. وبعد ما يدركه اليأس، من مرارة الواقع وسوداويته وعبثية التفكير في تغييره، يقرر الهجرة في زمن الحرب السورية عبر طرق التهريب المحفوفة بالمخاطر والأهوال. وخلال رحلة التهريب الطويلة برفقة المهرب العجوز «سمو» نتعرف مع «سامان» على طرفي تلك الجغرافية القلقة، وعلى مشهد تاريخي تختلط فيه الأزمنة على امتداد خمسين عاماً. 
وإلى جانب هذا الخط، وبالتوازي معه، هناك أيضاً خط قصة الحب بين «سامان» و«سوزي» الفتاة الأرمنية، ومن خلال هذه القصة يتم استعراض حقبة تاريخية مهمة من مذابح الأرمن وهجرتهم إلى سوريا فارين بأرواحهم من آلة القتل التي لا ترحم. وهناك أحداث عديدة تمر في الرواية من غموض وتحديات ومراحل شديدة البؤس واليأس ويظل البطل التراجيدي يصعّد الأحداث حتى تودي به إلى حتفه.
وقد جاء سرد الرواية بشاعرية عميقة، ولغة رفيعة بليغة المعاني، متجنبة الوقوع في السردية المباشرة، حيث وظف الكاتب العديد من الأساليب في الرواية مثل الأسلوب المسرحي والتقطيع السينمائي، واللوحات الدرامية المكثفة والمتتابعة التي يتعلق بعضها ببعض للوصول إلى المعنى الذي يسكن في نفس الكاتب.
وقال الدكتور أديب حسن لـ«الاتحاد الثقافي»: إن الرواية جاءت لتجعل القارئ يعيش في تلافيف القضية الإنسانية الموجعة، ومعاناة إنسان مريرة، مشيراً إلى أن الرواية تعكس صورة الصراع الداخلي الذي يعيشه هذا الإنسان المسحوق بحثاً عن العيش الكريم والحياة المليئة بالراحة والسكينة والطمأنينة، قاطعاً مئات الكيلومترات من مدينة القامشلي النائية في شمال شرق سوريا وصولاً إلى مدينة أزمير التركية، حيث طغيان الجنود الأتراك وتعاملهم اللاإنساني واللاأخلاقي، للظفر برحلة غير شرعية إلى أوروبا والحصول على لقب «لاجئ»، ويتخلل الرحلة الكثير من المعاناة والأحداث وأمواج التيه تلاطم جدران هذا الإنسان البائس، لتجعله يصارع الحياة لأجل الحياة. 
 الرواية جاءت في 175 صفحة من القطع المتوسط، وقد أصدر الكاتب ثمانية مجاميع شعرية كان آخرها «لا أشبهني»، إضافة إلى كتاب نقدي عن القصيدة الومضة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©