يُقدِّم اللقاء الأخوي بين صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، أول من أمس الأربعاء، وما ناقشه القائدان خلاله من قضايا وموضوعات، صورة لأحد مصادر القوة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وعلى رأسها ذلك الطراز الفريد من القادة الاستثنائيين الذين استطاعوا، بتوفيق من الله تعالى، وبمزيج الحكمة والبصيرة والعزيمة والعمل الشاق، أن يُنجزوا تحولاً أقرب إلى المستحيل، ويغيروا وجه الحياة في الدولة التي نذروا أعمارهم من أجل رقيها ورفعتها، لتصبح واحدة من أكثر الدول التي تحظى بالاحترام والتقدير في المنطقة والعالم.
أولى القضايا التي تناولها القائدان في لقائهما تتعلق بإسعاد مجتمع الإمارات، وتوفير أرقى مستوى ممكن من الحياة لمواطني الدولة والمقيمين على أرضها الطيبة، وتيسير سبل العيش الكريم لهم، وهو الأمر الحافل بالدلالات. ويمثل هذا التوجُّه أحد الثوابت في دولة الإمارات، حيث كان الإنسان، وما يزال، هو هدف كل السياسات والإجراءات، وتحسين الظروف التي يعيش في ظلها هو المعيار الذي يُقاس به النجاح. ولقد نجحت التنمية في دولة الإمارات لأنها جعلت سلامة الإنسان وأمنه ورفاهيته وتوفير المستشفى والمدرسة والجامعة والمسكن والمرافق المتطورة على النحو اللائق أهم أولوياتها، جنباً إلى جنب مع الحفاظ على كرامة الإنسان وحريته وحقوقه المصونة بالقانون.
وتمثل إشادة القائدين بجهود خط الدفاع الأول في مواجهة جائحة «كوفيد-19» استمراراً لنهج تقدير المخلصين الذي أصبحت دولة الإمارات عنواناً له، ليكون ذلك بدوره من دوافع التطوير المستدام، حيث يثق كل من يؤدي واجبه بأمانة وإخلاص بأنه سيلقى التكريم المادي والمعنوي. ولقد أكدت دولة الإمارات خلال الأزمة التي خلفتها هذه الجائحة ريادتها وتقدُّمها من خلال احتلالها موقعاً متقدِّماً على قائمة الدول التي نجحت في مواجهتها، حيث اتسمت جهودها بأعلى مستويات التنسيق والكفاءة بين أجهزة الدولة، وتجسد ذلك في اتخاذ إجراءات وقائية سريعة وفاعلة أسفرت عن انخفاض كبير في عدد الإصابات والوفيات، وتقديم الرعاية الصحية الكاملة والشاملة للمصابين، واستقرار الإمدادات الغذائية والدوائية.
وقدَّمت الدولة حزماً للتحفيز الاقتصادي، نجحت في احتواء التداعيات السلبية للجائحة، وأكدت متانة الاقتصاد الإماراتي وقدرته على تجاوز التهديدات والتحديات، وهو ما يتجلى في المؤشرات والتقييمات الاقتصادية التي تصدرها المؤسسات الاقتصادية العالمية الموثوق بها. وبدا جليّاً تأكيد مواصلة الالتزام التام بالإجراءات الاحترازية، لدى الحديث عن دعم الحركة الاقتصادية والتجارية في الدولة وتعزيز الأنشطة والفعاليات الداعمة للاقتصاد، وذلك للحفاظ على ما تحقق من نجاحات في مواجهة الجائحة، ولاسيما مع ما تشهده دول عدة في العالم، وفي أوروبا خصوصاً، من تجدد حالات إغلاق المدن والمناطق وفرض قيود جديدة في ظل موجة ثانية من الجائحة.
هذه النجاحات وغيرها كانت أساساً للمكانة التي حظيت بها دولة الإمارات، وقدرتها على التأثير في القرارين الإقليمي والعالمي على النحو الذي يدعم الأمن والاستقرار في المنطقة. وتعود هذه المكانة المتنامية إلى ما تحققه الدولة من إنجازات، وإسهامها الكبير في الجهود الثنائية والجماعية والتحركات الدولية من أجل نشر السلام والتسامح ونزع أسباب التوتر والصراع والكراهية في العالم. وقد عبّر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، رعاه الله، عن هذه الحقيقة بقوله في تغريدة على موقع «تويتر» على هامش اللقاء: «الثقل الاستراتيجي الدولي للإمارات أضعاف ثقلها قبل عامين».
وختاماً، فإن لقاء القائدين يؤكد الثقة والتفاؤل اللذين يمكن لكل من يعيش على أرض دولة الإمارات أن يستشعر حضورهما القوي في كل جوانب الحياة، على النحو الذي جسَّده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في ختام تغريدته حول اللقاء، قائلاً: «نستعد لمرحلة جديدة.. والقادم أجمل وأفضل».

*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية