الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

معارك الضريبة الرقمية

معارك الضريبة الرقمية
1 نوفمبر 2020 01:38

«نواجه منافسة شديدة في كل المجالات»
 مارك زاكربرغ، رئيس شركة «فيس بوك»
 
 كانت شركات الإنترنت الكبرى المعروفة بمنصاتها الشهيرة، تتمنى أن لا تكون جزءاً من أي معارك تجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا على وجه الخصوص، لكنها دخلتها قسراً، ولم تستطع الانزواء أملاً في أن تمر العاصفة، لكن مشكلة هذه الشركات تتعاظم في موطنها الولايات المتحدة، أكثر منها في القارة الأوروبية، خصوصاً في ظل سياسة أعلنتها إدارة دونالد ترمب منذ وصولها إلى السلطة، بأن الشركات المشار إليها لا تدفع ما يكفي من الضرائب للخزينة الأميركية، بل إن الضرائب التي تسعى الدول الأخرى (الأوروبية وغيرها) لفرضها عليها، هي من حق الموطن الأصلي لشركات الإنترنت، أي أميركا. أضف إلى ذلك، المشاكل التي لا تتوقف بين إدارة ترمب وهذه الشركات، لأسباب سياسية معروفة، بما في ذلك اتهامها من قبل المسؤولين الأميركيين باستغلال موقعها المهيمن. 
 وفي ظل الضائقة الاقتصادية الراهنة في غالبية الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، تظهر نتائج أرباح شركات الإنترنت لتسجل أرقاماً فلكية أخرى «مغرية» للتحصيل الضريبي الكبير، شركة «أمازون» الرابح الأكبر في وقت جائحة «كورونا»، ارتفعت أرباحها أكثر من 37% إلى 96 مليار دولار في الربع الثالث لوحده، وزادت أرباح «فيس بوك» بنسبة 29% في الفصل نفسه، في حين قفزت مبيعات «ألفابت» 14% بأرباح وصلت إلى 11.2 مليار دولار، وهذه الأرقام لا تشكل مفاجأة، فلم تتعرض أي من شركات الإنترنت إلى أزمات في عوائدها منذ سنوات عديدة، وتمكنت طوال المرحلة السابقة من النجاة من مخططات حكومية تستهدفها في هذا البلد أو ذاك، بما في ذلك نقل مقارها لبعض الدول هرباً من «مقص» الضرائب الأميركية.
 السبب الرئيسي في ذلك يعود إلى عدم وضوح الرؤية في التعاطي مع شركات الإنترنت في المراحل الأولى، لدى الحكومات كافة بشأن كيفية فرض الضرائب الرقمية، حتى أن الدول عانت غياب تشريعات تضمن هذه الضرائب، وعندما قررت سن القوانين بهذا الخصوص، أخذ الأمر وقتاً طويلاً، ما وفر للشركات المعنية مساحة زمنية للنمو والتوسع والتنوع، والسيطرة بقوة على المشهد العام، الإدارة الأميركية الحالية، فتحت ملفات متنوعة في هذا المجال، منها ما يسمى بـ «الملاءمة الشخصية للإعلانات»، وهذه ساحة واسعة للخلافات، وتتطلب وقتاً طويلاً لحلها بسبب الصيغة «المطاطية» لهذا التوصيف، ناهيك عن الاتهامات التي لا تتوقف للشركات المعنية فيما يرتبط بضوابط السرية لهوية مستخدمي منصاتها، لكن في النهاية، تتصدر الضريبة الرقمية الساحة في هذا الميدان، خصوصاً مع تحرك ترامب لإعادة ما أمكن له من الشركات الأميركية إلى الولايات المتحدة. 
 وفي الوقت نفسه، تعيش شركات الإنترنت رعباً آخر على الساحة الأوروبية، فالاتحاد الأوروبي يستعد لتقديم مقترحات عبر رؤساء هذه الشركات سلفاً عن أضرارها المتوقعة الكبيرة، ليس فقط على صعيد ضرائب متصاعدة قد تصل لمستويات مرتفعة جداً، بل من جهة الملفات الأمنية العويصة. 

* محمد كركوتي
karkouti@hotmail.com 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©