- «يعني.. مرات يوقفك واحد نص الظهر، ويفتح دريشة سيارته، ويلزمك تفتح نافذتك في هالرطوبة والحر، فيخرب نظارتك بالغبش، وتضطر أن تنزلها من على وجهك، فلا تتبين ملامحه، فتخرج منديلاً لمسحها، رغم أنك كنت في سبحانيتك، ولا مضطر لكل هذا، ترجعها على وجهك لكنها ليست نظيفة كما كانت، تحدق فيه، وتتحسب أنه مضيع طريق دبي، ولما تشوف صحته، وخاصة الأكتاف المكتنزة أكثر من أكتافك المتخاذلة من دون سبب معين، تقول هذا أكيد شرطي، وتعتقد أنك ربما تخطيت «الهامش»، رغم أنك شخص ملتزم، ومواطن صالح، عين على الطريق، وعين على الهامش، أثره طلّاب من هالطلّاليب اللي لا يراعون جائحة، ولا يدرون عن شح الموارد، ولا نضوب الدخل، ولا مصاريف التعليم عن بُعد، اللي يعرفه يريد «معونة تكفى المهونة» على حد قوله في يوم درجة حرارته فوق الأربعين، وعيونك قلّ ماؤها، وما قادر تغمضها من الوهج، وما مسافر برا من عشرة أشهر، وودك تتخامط مع أي أحد»!
- «مرات.. في ناس يتعرضون لك، وأنت في أسوأ حالاتك، كأن تكون مفلساً، ومديرك مرسل لك رسالة تمهلك شهراً لانتهاء عقد عملك، ودافع ستة أشهر مقدماً لإيجار سكنك، وامرأتك حامل، وابنك البكر من الزوجة الأولى عنده شهادة الثانوية العامة، ويبدو أنه على بداية طريق الانحراف، وجالس وحدك في هالسموم تتفكر ولا قادر أن تتدبر، وما عندك إمكانية لعمل أي شيء عليه القيمة، إلا تتسمع أغاني ميحد حمد القديمة، وتتذكر قصصاً غرامية ضاعت بين تلك الرمال، ويقوم واحد من جمهورية شبه مستقلة ولا تثق في دستورها، وغير بعيدة عن نيجيريا، ويرسل لك «إيميلاً» يريد أن يبيع مصنعاً لإنتاج البلاستيك، مع إمكانية بيع خطوط الإنتاج مجزأة، إذا كانت لديك الرغبة الأكيدة في الاستثمار في هذا الجانب التجاري الناجح أو أقلها يطرح عليك المشاركة بنسبة مناصفة، ولكن بطريقته الخاصة، وعلى مبدأ (منك المال ومنه العيال)»!
- «أتفه مباراة يمكن للإنسان مشاهدتها هي مباراة المركز الثالث والرابع في كل مكان وزمان، والتي عادة ما تجرى وقت الظهر في شمس قائظة، حينما تشعر بتسلل خيط العرق خلف الأذن منحدراً بهدوء مزعج، مباراة ضائعة في وقت ضائع، والنَّاس غافلة عنها، وتتغافل إذا ما أحد ذكّرهم بها، حتى المدربون غير مقتنعين بها، ولا يتمنونها أن تحدث في مشوارهم الرياضي، ولو كان غير مشرف، أما اللاعبون فتجدهم كمن يخوض في «عامد فَليّ»، وهي بالنسبة للجمهور، أشبه بفيلم ممل تراه للمرة الثانية في قاعة جهاز التكييف فيها لا يعمل بطاقته القصوى، محدثاً رطوبة غير مستحبة مع السجاد غير الثمين»!
- «نفسي أعرف من يبيع «داتا» أرقام عباد الله على الكثير من الشركات الوهمية التي تبيع الأحلام للناس، بحيث يتصبح العبد الذاهب لعمله كموظف عمومي يراجع مرات، كيف سيتدبر مصاريفه لآخر الشهر، باتصال من شركة متخصصة في اليخوت الملكية، مع إمكانية التمويل والتقسيط أو ببيع منازل شتوية في سويسرا، لينعم أولاده الساقطين في الرياضيات بإجازة نصف السنة وسط جبال «الألب» أو شركة تطرح إنساناً آلياً ذكياً، بديلاً عن الشغالة الإندونيسية التي تظل تتثاءب طوال وقت الظهيرة بعد «الإندومي» أو شركة تلعب بالبيضة والحجر لتربحك ذهباً، ودخلاً إضافياً غير راتبك البائس، وأنت جالس في منزلك»!