الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

جلسة نقاشية بصالون «الملتقى»: دائرة السرد في «أن تعشق الحياة»

جلسة نقاشية بصالون «الملتقى»: دائرة السرد في «أن تعشق الحياة»
29 أكتوبر 2020 01:36

فاطمة عطفة (أبوظبي)

تعبر راوية الأحداث «بسمة» عن تجربتها مع جسدها، وتحاول أن تستعيد جسدها المريض المتشنج، كما تحاول أن تستعيد ذاكرتها، تسأل نفسها في البداية: لماذا شعرت بالمرض قبل «الربيع العربي»؟ وكأن جسدها توقع هذه الخيبات التي طالت المدن التي دمرتها الحروب. وهي تستعيد ذاكرتها ولا تعفي الذاكرة من المهدئات التي تتناولها. ولذلك لا يسير السرد هنا أفقياً، وإنما دائرياً وحسب استجابة الذاكرة. وهي تروي عن حياتها وعن طفولتها وعلاقة أمها بأبيها، وانتحار الأب، ومرضها في الحرب الأهلية اللبنانية وفي الطفولة. وكيف كان جسدها وهي طفلة، وكيف أصبحت تملكه، إلى أن لم يعد هناك تميز بينها وبين جسدها، لكي يكون حراً ومطواعاً من خلال الرقص.

انفعالات إنسانية
هذا ما افتتحت به الكاتبة الروائية علوية صبح مناقشة روايتها «أن تعشق الحياة» في جلسة افتراضية نظمها أول أمس صالون «الملتقى»، بإدارة رئيسته أسماء صديق المطوع، وحضور الناشرة رنا أدريس، وعدد من متابعي نشاط الملتقى الثقافي. وقد رحبت المطوع بالروائية والضيوف، قائلة: نلتقي اليوم مع الروائية والأديبة اللبنانية علوية صبح، لمناقشة روايتها الرائعة «أن تعشق الحياة». وهذه الرواية تستحق أكثر من قراءة. لقد أبدعت علوية بالغوص في أعماق المرأة من خلال بطلتها بسمة والشخصيات المحيطة بها، وأجادت التعبير عما تعيشه من انفعالات إنسانية مختلفة عبر موضوعات متنوعة، كعلاقة الأفراد بالحرب والفقد والحب والمرض ومفهوم الوطن والاغتراب. 
والرواية تعبر عن جوانب متعددة من حياة النساء، إذ ترصد تلك الوقائع اليومية لامرأة عربية، تشكل أحداثها حالة إنسانية محتشدة بالتفاصيل والصور التي أبدعت الكاتبة في توظيفها، من خلال حبكة درامية تتجاوز جمالية السرد إلى تثقيف القارئ بمفردات النساء ومعاناتهن، مستخدمة تقنية سردية خاصة تعتمد على شخصية بسمة التي تذكرنا من خلال السرد الروائي بأن «قلب البشر يتسع لتجارب حب عديدة، وأن مساحة العمر حقل كبير وواسع يشهد مواسم عدة باستمرار». وتسافر بنا الرواية من لبنان إلى موسكو، ومن ذكريات لبنان الحرب إلى ما سمي بـ«الربيع العربي»، مروراً بالكثير من الأحداث المهمة، وذلك بلغة جميلة من خلال البطلة بسمة التي تولد في الجنوب اللبناني لأسرة عادية. ويتناول السرد التناقضات العاطفية والمشاكل التي تجري داخل هذه الأسرة، معبرة عن تلك الهموم المختلفة ما بين المرض والحرب من خلال الشخصيات الفرعية، كالأم والأب والحبيب والأصدقاء.

شعرية الرواية
وعادت الروائية صبح لتوضح أن البطلة بسمة تحدثت عن حبها الأول مع الحبيب أحمد الذي كان يكتب لها رواية قبل موته، وطلب منها أن تكمل حياتها من بعده، ثم تحب يوسف وهو رسام وشاعر، مؤكدة بأن الحياة لا تنتهي، وهي الراقصة ومصممة الرقصات في عروض مسرحية متميزة، حيث تستفيض الكاتبة في السرد، مشيرة إلى أن هذا جاء متماثلاً بين الجسد المخرب والمدن المخربة، كما أن اللغة الشعرية في الرواية تعود إلى أن الكاتبة بدأت شاعرة، وأضافت قائلة: كان لدي إحساس بضرورة إظهار شخصيات قد دمرتها الأحداث مثل شخصية أمينة التي تمثل الجوع العاطفي عند المرأة، كما حاولت أن أحفر على شخصية يوسف عندما دخل السجن في سوريا ورصدت تحولاته كيف أصبح أصولياً، لافتة إلى أن هذه الرواية هي رسالة إلى شخص متخف، أي مثل شهرزاد من خلال جسد البطلة. وتقع رواية «أن تعشق الحياة» في 350 صفحة وهي صادرة عن دار الآداب في بيروت.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©