الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«أشجار القرم والحفية بكلباء».. تنوع حيوي فريد

محمية أشجار القرم (وام)
27 أكتوبر 2020 00:06

الشارقة (وام)

تعتبر محمية أشجار القرم والحفية في مدينة كلباء من المناطق الغنية بتنوعها الحيوي، بسبب التنوع في الموائل الطبيعية في المنطقة من سواحل وسبخات وجبال، بالإضافة إلى غابات القرم، وتتميز المحمية بكونها موطناً رئيسياً لأنواع كثيرة من الكائنات الحية المهددة بالانقراض، مثل السلاحف الخضراء وسلاحف منقار الصقر، إذ تعتبر بيئة ملائمة لعيشها، بحيث إنها تتغذى على الإسفنج والنباتات البحرية والطحالب والسرطانات البحرية.
وتمتاز المحمية باحتوائها على العديد من النظم البيئية الخصبة والمتنوعة، تتمثل في البيئات الساحلية لأشجار القرم والمستنقعات والسبخات الملحية والطينية، وتلعب دوراً رئيسياً في توفير البيئة الملائمة لتكاثر أنواع عدة من الكائنات الحية. 
وقالت هنا سيف السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة: تم الإعلان عن محمية أشجار القرم والحفية في مدينة كلباء، محمية طبيعية بموجب المرسوم الأميري رقم 27 لسنة 2012، الصادر عن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وهي من أهم المواقع الإيكولوجية في الدولة، والتنوع الإيكولوجي والبيولوجي فيها يجعلها معقدة بيئياً، وبالتالي ذات أهمية عالية، وتُعد المحمية ملاذاً لعشاق الطبيعة، وهي موطن لأقدم غابات القرم الطبيعية في المنطقة، وملاذاً للعديد من الطيور النادرة والأنواع البحرية الفريدة التي توجد في هذا الموقع.
 ولفتت إلى أن عدد أشجار القرم التي تمت زراعتها في المحمية من خلال فرق «الهيئة» وشركائها الاستراتيجيين بلغ 200 ألف شجرة، وتسند زراعة القرم في المحمية إلى خبرة عريقة وتجربة ثرية تمتلكها إمارة الشارقة عموماً، وهيئة البيئة والمحميات الطبيعية خصوصاً، وهي تمتد على مساحة 4.997 كيلومتر مربع، وتمتاز بأنها أرض رطبة ذات أهمية دولية، حيث تم اعتماد تسجيلها ضمن اتفاقية حماية الأراضي الرطبة «رامسار» سنة 2013، بسبب دعمها لفصائل مهددة من الكائنات الحية، كما أنها تمتلك أهمية عالمية كبيئة مهمة لتكاثر العديد من أنواع الطيور النادرة، حيث تميزت بانفرادها كموقع تكاثر لطائر الرفراف المطوق العربي.
وأشارت إلى أن أشجار القرم تعتبر بيئة مهمة لتكاثر أنواع من الطيور الساحلية المحلية، ومحطة أساسية للطيور المهاجرة في فصل الشتاء، وتنمو هذه الأشجار في تربة ذات معدلات أكسجين منخفضة، وتتحمل ملوحة مياه البحر، ولها دور كبير في المساعدة على استقرار الساحل، عن طريق الحد من عوامل التعرية التي تسببها العواصف والتيارات والأمواج، كما تقوم بامتصاص وتخزين «الكربون الأزرق» بشكل مستمر وبمعدلات أسرع من الغابات الاستوائية، وتعمل على تخزين الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ما يسهم في التخفيف من آثار تغير المناخ والاحتباس الحراري.
وأضافت: هناك أهمية طبيعية وإيكولوجية لموقع محمية أشجار القرم والحفية، بالإضافة إلى أهميتها التاريخية والتراثية، حيث يوجد بالقرب من موقع المحمية العديد من المواقع التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، من بينها الحصون والمدافن ومجموعة من الأعمال الفنية والرسوم والنقوش المحفورة على الجدران الصخرية للجبال. ويتكون النظام البيئي للمحمية من قسمين، الأول: بيئة غابات أشجار القرم التي تمتاز بارتفاعها الشاهق وصلابتها، حيث تنمو هذه الأشجار في التربة ذات معدلات أكسجين منخفضة، وتعرف أيضاً بتحملها لملوحة مياه البحر، حيث إنها تتلاءم مع الحرارة المرتفعة، وتساعد أشجار القرم كذلك على استقرار الساحل عن طريق الحد من أضرار عوامل التعرية التي تسببها العواصف والأمواج، والتيارات، والمد والجزر. والثاني: البحيرة المتصلة التي أنشئت صناعياً، وتتميز بكثافة تكاثر الطحالب المهمة والضرورية في إتمام عملية التمثيل الضوئي، لتوفير الغذاء الوفير للأحياء البحرية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©