أيام قليلة تسبق الاستحقاق الرئاسي، أشعر بالهدوء تقريباً بشأن ما قد يكون أهم انتخابات رئاسية في حياتي، من ناحية، ستكون الولاية الثانية لإدارة ترامب في حال فاز في انتخابات 3 نوفمبر.
ومن ناحية أخرى، فقد سبق أن كونت في شهر أبريل رأياً مسبقاً حول هذه الانتخابات: خسر ترامب التصويت الشعبي، وحقق بالكاد فوزاً في المجمع الانتخابي في عام 2016. ستكون انتخابات نوفمبر بمثابة استفتاء على رئاسته، وستكون البلاد أسوأ حالاً بكل طريقة ممكنة مقارنة بأربع سنوات مضت، وهكذا، فهل يخسر الرئيس دونالد ترامب؟
حتى الآن، تم تأكيد هذا التوقع، فقد تعزز موقف جو بايدن خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، وهو تطور مدمر لحملة ترامب، لقد أدت محاولة فرض التعيين في المحكمة العليا إلى حشد «الديمقراطيين» على الأقل مثل «الجمهوريين»، وكانت المناظرة الأولى سيئة للغاية بالنسبة لترامب، ولم يتصدرها سوى إصابته بكوفيد-19، المرض الناجم عن فيروس كورونا المستجد، لقد أضاع ترامب شهوراً متجاهلاً ثم رفض صفقة تحفيز مالي كانت من الممكن أن تساعده، وكانت جهود حملته لتحقيق مفاجأة في شهر أكتوبر مثيرة للشفقة، وفوق كل ذلك، أصبحت حملة ترامب الآن في نفس حالة ممتلكاته الخاصة: تفتقر إلى السيولة.
كل هذا تم إثباته في بيانات الاقتراع، كان تقدم بايدن ثابتاً خلال الأشهر الستة الماضية. واتسعت قليلاً في شهر يونيو ثم انكمشت قليلاً في شهر أغسطس، على عكس ما حدث في انتخابات عام 2016، عندما لحق ترامب بهيلاري كلينتون في استطلاعات الرأي في مناسبات متعددة، ظل تقدم بايدن آمناً.
لدى صحيفة «بوليتيكو» الآن توقع بأن بايدن سيفوز بأغلبية أعضاء المجمع الانتخابي. تُظهر نظرة سريعة على استطلاعات الرأي التي أجرتها مواقع «فايف ثيرتي إيت» و«ريال كلير بوليتيكس»، أن الميزة الانتخابية لبايدن قد زادت منذ شهر أبريل.
صنف «هاري إينتن» من شبكة «سي. إن. إن» السباق الحالي بعبارات فظة في أواخر الأسبوع الماضي: «إن نظرة عبر التاريخ تكشف أن بايدن في وضع أفضل في هذه المرحلة من أي منافس منذ عام 1936، عندما أجريت الاستطلاعات العلمية الأولى في سباق رئاسي، متوسط استطلاعات الرأي تضع تقييماً لبايدن عند حوالي 52% أو 53% وبزيادة ما بين 10 و11 نقطة، وهذا موقف غير مسبوق لمنافس أمامه 23 يوماً فقط حتى يوم الانتخابات.
فلماذا أنا هادئ «تقريباً»؟ لأنه لا تزال هناك شكوك حول حالة العالم السياسي، من المرجح أن يصوت «الديمقراطيون» عن طريق البريد، مما سيزيد أيضاً من احتمالية رفض الأصوات، خاصة في الولايات المحورية مثل بنسلفانيا، ويبدو أن بعض حكام الحزب «الجمهوري» والمحاكم الصديقة للحزب «الجمهوري» مصممون بشكل فظيع على تقييد الوصول إلى الاقتراع.
لكن ما يخيفني حقاً هو أن استطلاعات الرأي قد تكون خاطئة، لقد حاول منظمو الاستطلاعات التعلم من أخطائهم في عام 2016، ولكن بين الوباء والتصويت بالبريد ومعدل الاستجابة المنخفض لعمليات المسح، لا تزال هناك شكوك، الآن، يمكن أن يكونوا مخطئين في كلتا الحالتين، ربما تكون استطلاعات الرأي غير النموذجية صحيحة، ويتقدم بايدن في جورجيا بسبع نقاط، أو ربما تقلل هذه الاستطلاعات من دعم ترامب، وفي هذه الحالة يخسر بايدن فلوريدا وولايات حزام الشمس: فلوريدا وأريزونا وأركانسس وجورجيا ولويزيانا وميسيسيبي ونيوميكسكو وساوث كارولينا وتكساس، وأجزاء من ولاية كاليفورنيا ونيفادا وأوتا.. وعلينا جميعاً الانتظار حتى يتم احتساب ولايات الغرب الأوسط لمعرفة من الذي فاز.
تكمن المشكلة في أنه حتى الأميركيين الأذكياء يجدون صعوبة في التمييز بين النتائج المحتملة والنتائج المؤكدة، يمنح موقع فايف ثيرتي إيت ترامب فرصة بنسبة 13% للفوز بأصوات المجمع الانتخابي، وهناك احتمال أكبر لنتيجة تستغرق أياماً ليتم تحديدها.
إذا اتضح أن استطلاعات الرأي كانت مخطئة بشكل كبير في عام 2020، فسوف تغذي السخرية عبر الطيف السياسي، قد يفسر الحزبيون عدم وجود استطلاعات واسعة النطاق ليس نتيجة عدم اليقين الحالي ولكن علامة على شيء أعمق، قد يعود البعض إلى نظريات المؤامرة، وسيرفع آخرون أيديهم ويعلنون عدم جدوى مؤسسة الاقتراع بأكملها.
حتى لو انتصر بايدن حتماً، فإن كابوس نوفمبر يتمثل في وجود عالم لا يثق فيه أحد في استطلاعات الرأي أو بيانات المسح بعد الآن، الجميع يعمل بدلاً من ذلك على «الصدق».
الشك أمر صحي للعلوم الاجتماعية، لكن السخرية تفسد المشروع، لقد كان هذا العام بالفعل شديد السمية، آمل أن تثبت ليلة الانتخابات أنها مسألة سريعة ويمكن التنبؤ بها، في هذه النتيجة، لن يخسر ترامب فحسب، بل سيخسر أيضاً جيش المتشائمين المكرسين لنهب بعضٍ من أكثر أدوات البحث الاجتماعي فائدة لدينا، لكني أخشى أنه بغض النظر عمن سيفوز، فإن الخاسر سيكون تطبيقاً عقلانياً لبيانات المسح على المشاكل السياسية.

*أستاذ السياسة الدولية بكلية فليتشر للقانون والدبلوماسية بجامعة تافتس.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»