الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«التغير المناخي والبيئة»: تطوير شامل لقطاع النـحل في الدولة

«التغير المناخي والبيئة»: تطوير شامل لقطاع النـحل في الدولة
26 أكتوبر 2020 00:18

شروق عوض (دبي)

أكد محمد أحمد الظنحاني، مدير إدارة التنمية والصحة الزراعية في وزارة التغير المناخي والبيئة، أنّ الوزارة تعكف على إعداد خطتين خاصتين بتطوير قطاع النحل المحلي، الأولى تأسيس منصة إلكترونية لبيانات النحّالين الإماراتيين، لإظهار توزعهم في الدولة ومعلومات خاصة بأسمائهم وأعداد خلايا النحل في مزارعهم والغرض من الإنتاج ومواقع ومواسم الإنتاج وعدد سنوات الخبرة وغيرها، بهدف تطوير الإنتاج وتحقيق أكبر فائدة للنحالين من خدمات الوزارة المقدمة لهم وتسريع الإجراءات، والثانية ربط منتجي العسل مع منافذ البيع مباشرة، بهدف تحقيق أفضل عائد للمنتجين ومد تلك المنافذ بأجود الأنواع المحلية.
وأوضح الظنحاني في تصريحات لـ «الاتحاد»، أنّ هذه الخطوة لم تأت من فراغ وإنما جاءت نتيجة حتمية لإيلاء وزارة التغير المناخي والبيئة أهمية خاصة لقطاع نحل العسل، حيث تعمل على تنميته وتطويره، وذلك انطلاقاً من الهدفين الاستراتيجيين لها المتمثلين في تعزيز التنوع الغذائي وضمان استدامته واستدامة النظم الطبيعية، وإدراكاً منها للدور الذي يلعبه نحل العسل في تحقيق عوائد اقتصادية واجتماعية وبيئية.
وأشار إلى أنّ الوزارة وضعت عدة محاور لتنمية قطاع النحل خلال السنوات الماضية، منها التشريعات الخاصة باستيراد وتداول نحل العسل ومنتجاته والتي تحدد سلالاته المسموح باستيرادها والمحظورة ومواصفات النحل المستورد وتنويع مصادر استيراد ملكات النحل لضمان الحصول على أفضل السلالات، وتنفيذ برامج الإرشاد المتخصصة، وتدريب النحاليّن، وإصدار النشرات الفنية، والترويج والتعريف بالنحالين الإماراتيين ضمن الفعاليات والمهرجانات الخاصة بالنحل، بالإضافة إلى تعزيز برامج الرقابة على المنتجات، بالتعاون مع السلطات المختصة، وغيرها الكثير.

 120 نحالاً 
وأضاف: علاوة على خطة الوزارة التي تعكف على إعدادها في الوقت الراهن والخاصة بربط منتجي العسل مع منافذ البيع مباشرة، فقد أطلقت مؤخراً خدمة إلكترونية لاعتماد أغذية ومكملات غذائية لنحل العسل، حيث تقدم مجاناً للشركات وتهدف إلى دعم قطاع النحل وتسهيل الإجراءات الخاصة باستيراد الأغذية والمكملات الغذائية لنحل العسل، مشيراً أنه وفقاً للإحصائية الأولية، فإن العدد التقريبي للنحالين والمهتمين بتربية النحل حالياً بلغ حوالي 120 نحالاً تم حصر عددهم من خلال الفعاليات والورش والملتقيات على مستوى الدولة، وهذا العدد قابل للزيادة أو النقصان، كما أن تربية نحل العسل تلقى اهتماماً خاصاً في دولة الإمارات، وبحسب الجمعية العربية لتربية النحل يوجد ما يزيد عن (1,200,000) خلية نحل في إمارات الدولة، ويتم إنتاج آلاف الأطنان من عسل النحل سنوياً للاستهلاك المحلي والتصدير، وتقام سنوياً العديد من المعارض والمهرجانات الخاصة بهذا المجال والتي تعمل على تطويره وتنميته وضمان استدامته.

جودة وإنتاج
وأكد أنّ العسل الإماراتي متواجد في معظم منافذ البيع، ويمكن تمييزه من خلال عبواته وأنواعه المميزة مثل عسل السدر وعسل السمر والذي يلقى طلباً من المستهلكين، مشيراً أنّ العسل المحلي يتصف بجودة عالية كونه ينتج عن نباتات طبيعية تنمو في بيئة جافة ومناطق جبلية، ما يعني أنّ العسل المنتج يتصف بنسبة رطوبة منخفضة وأفضل صحياً، كون الرحيق الذي يجمعه النحل لصنع العسل طبيعياً وينتج أفخر الأنواع مثل عسل «السدر» و«السمر» واللذين يعدان من أفضل الأنواع لدى المستهلكين.
وحول عوامل زيادة إنتاج العسل المحلي أوضح الظنحاني أنّ الإنتاج يعتمد على عدة عوامل منها المواسم ووجود المراعي والمحميات المناسبة، حيث كلما زادت كمية وتنوع النباتات الزهرية المناسبة في المراعي والمحميات ووفرتها على مدار العام كان ذلك عاملاً مهماً في استدامة النحل وزيادة إنتاجه، الأمر الذي يمنح النحل فرصة مناسبة لجمع الرحيق وحبوب اللقاح بكميات كافية على مدار العام لاستمرار دورة حياته وإنتاج كميات وافرة من الشمع والعسل، كما أنه كلما كان الموسم المطري جيداً، سينعكس ذلك على إنتاجية العسل، كون الأمطار تساهم في زيادة النباتات الزهرية الخاصة بنحل العسل وتنوعها مما يزيد من إنتاجيته، بالإضافة إلى عامل آخر يتمثل في اختيار السلالة المناسبة لظروف الدولة، على أن تكون متحملة للظروف المناخية مع التركيز على اختيار ملكة ذات مواصفات جيدة وخالية من الأمراض ومن مصدر موثوق، ولا يتجاوز عمرها سنتين لضمان إنتاج نحل نشط وصحي، في حين يعد الاهتمام برعاية النحل وحمايته من الآفات والأمراض عاملاً مهماً لزيادة إنتاج العسل المحلي.

تحديات المهنة
أما بشأن أهم التحديات التي تصادف النحالين في مهنتهم فلفت إلى أنّ وفرة المراعي والمحميات التي تحتوي على النباتات الزهرية والسماح بدخولها تعتبر من أهم التحديات التي تواجه النحالين، بالإضافة إلى تحديات أخرى مثل الآفات والأمراض وخصوصاً آفة «الفاروا» والتي تتغذى على النحل في كافة أطواره وتسبب له أضراراً كبيرة قد تصل في بعض الحالات المتطورة إلى القضاء على مجتمع النحل في الخلية المصابة بالكامل، إضافة إلى تحديات أخرى منها تطوير سلالات مناسبة للبيئة المحلية، ويتم العمل عليها حالياً من قبل الجهات المختصة بهذا الجانب، ومنافسة العسل المستورد للمحلي من ناحية انخفاض سعره وقلة جودته.

مواسم العسل الإماراتي
وأوضح محمد أحمد الظنحاني، مدير إدارة التنمية والصحة الزراعية في وزارة التغير المناخي والبيئة، أنّ إنتاج النحل للعسل يرتبط مع توافر الموارد الطبيعية من رحيق وأزهار في الطبيعة، وتقسم مواسم الإنتاج وفيض العسل في الدولة تبعاً لفترة الإنتاج ومصدر التغذية، حيث يبدأ موسم «العسل الربيعي» بالإنتاج في الفترة ما بين (منتصف شهر فبراير- منتصف شهر أبريل) من كل عام ويتغذى على النباتات المزهرة كافة، في حين يبدأ موسم «عسل السمر» بالإنتاج خلال الفترة ما بين (منتصف مايو- منتصف يونيو) ويتغذى على زهور «السمر»، أما موسم «عسل السدر» فيبدأ بالإنتاج خلال الفترة ما بين (بداية أكتوبر - منتصف نوفمبر) ويتغذى على زهور «السدر»، في حين يبدأ موسم «عسل الغاف» بالإنتاج في الفترة ما بين (بداية مايو - لنهاية يوليو) ويتغذى على زهور «الغاف»، كذلك الأمر بالنسبة لموسم «عسل القرم» الذي يبدأ بالإنتاج في الفترة ما بين (يونيو- يوليو) ويتغذى على زهور «القرم»، في حين يبدأ موسم «عسل السنط العربي» بالإنتاج في الفترة ما بين (يناير- فبراير) ويتغذى على زهور «السنط».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©