الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الروائي إبراهيم عبد المجيد لـ«الاتحاد»: «الأيام الحلوة فقط».. قطعة من حياتي

الروائي إبراهيم عبد المجيد لـ«الاتحاد»: «الأيام الحلوة فقط».. قطعة من حياتي
24 أكتوبر 2020 00:58

إيهاب الملاح (القاهرة)

لا شيء يعادل متعة قراءة روايات إبراهيم عبدالمجيد سوى الاستماع إلى حديثه! حينما هاتفته لأجري معه هذا الحوار المكثف القصير حول آخر مشروعاته التأليفية، وبعضها حول «نشاط العزلة في زمن كورونا»، ضحك ضحكته الرنانة القوية، وقال لي بصوته الجهوري الواضح «والله الواحد ينام في اليوم أربع أو خمس مرات.. لم أعد أعي النهار من الليل ولا الصباح من المساء، أنام وأصحو.. وأصحو وأنام إلى أن تنقضي هذه الأيام التي لا يعلم بها إلا ربنا». ولكنه استعاد جديته فجأة ونبراته القوية، وهو يقول: «أقرأ وأكتب ولا أنقطع عن مشاهدة الأفلام، الحديثة منها والقديمة على السواء، الأفلام التاريخية وأفلام الكاوبوي لهما مكانة خاصة في قلبي، تقريباً أنا مشترك في معظم قنوات الأفلام التي تتيح لي مشاهدة أحدثها وأقدمها معاً».
وآخر ما صدر من أعمال روائية لعبد المجيد روايته «العابرة» التي صدرت عن منشورات المتوسط مطالع العام الجاري، يقول عنها: «صدرت -العابرة- في آخر يناير الماضي، في معرض القاهرة الدولي للكتاب الأخير، وللأسف لم نستطع أن ننظم لها أي حفلات توقيع أو ندوة لمناقشتها لظروف كورونا، ولكنني راضٍ تماماً عما لاقته من استقبال القراء وردود أفعالهم تجاهها، ظهر هذا في التعليقات التي انتشرت بكثافة على السوشيال ميديا وخاصة تويتر، وكتبت عنها مقالات جيدة جداً وقراءات ذكية وعميقة».

الأيام الحلوة
في الوقت نفسه، انتهى الروائي الكبير من كتابه الجديد «الأيام الحلوة فقط» الذي صدر منذ أيام قليلة عن دار الياسمين، وقد نُشرت حلقات منه في إحدى الصحف العربية الكبرى على مدار عشرة أيام متتابعة في سبتمبر الماضي. ويمتلك صاحب ثلاثية الإسكندرية كنوزاً من الذكريات التي ظهر بعضها في رواياته وكتبه المهمة، كما يمتلك أيضاً بساطة آسرة وخفة ظل رائعة وبديهة حاضرة، حيث لا يحلّ في أي مكان حتى يملأ الدنيا سرداً ممتعاً، وحكايات متدفقة، ومخزوناً لا ينضب من الذكريات، ويمتاح من ذاكرة حية وخيال روائي خصب قل مثيله حيوية وابتكاراً.

جمع شتات الذكريات
وكل هذا تقريباً سيتجسد في كتابه الأخير «الأيام الحلوة فقط»، الذي يدور حول ذكرياته المبكرة في فترات شبابه وعمله في بعض الوظائف المتصلة بوزارة الثقافة المصرية أو المؤسسة الرسمية عموماً وتجربته الإنسانية والعملية فيها.. ومن هنا كان السؤال عن ماهية هذه الذكريات وسياقاتها.. ويجيب عبد المجيد:
«كنت دائماً ما أستدعي بعض الذكريات عن أصدقاء وأماكن ووقائع امتزج فيها الشخصي بالعام، والذاتي بالموضوعي، وتقاطعت بعض هذه الذكريات مع محطات في تاريخ الوطن والناس. حينها ألح عليّ كثير من الأصدقاء، وأنت منهم، في جمع شتات هذه الذكريات وضمها في سياقٍ كلي وإطار موحد، وها أنا قد استجبتُ لكل من تمنى عليَّ قراءة هذه الذكريات بين دفتي كتاب، فلعلكم تجدون فيها ما يمتعكم».
وبسؤالي عن تفاصيل الكتاب وملامحه العامة، يرد عبد المجيد قائلاً: صدَّرت الكتابَ بهذا الشعار «العالم واسع فسيح الأرجاء»، شعار رفعته لنفسي ولم أتخلَّ عنه ولم يخذلني. مرّت في حياتي شخصيات لا أنساها، مثل سعيد الكفراوي وإبراهيم أصلان ومحمد البساطي وأحمد الحوتي وأحمد عفت.. وغيرهم، استحضرتهم جميعاً واستحضرت أجمل وأحلى أوقاتي وذكرياتي معهم في سلسلة مقالات نُشرت على مدار عام أو أكثر بمجلة «الهلال» الثقافية الشهرية.. وها هي مع غيرها من الذكريات تظهر أخيراً بين دفتي هذا الكتاب.

استدعاء نجيب محفوظ
وكان سؤالي الأخير: لمَ اخترتَ هذه الشخصيات تحديداً لتكتب عنها هذا الكتاب الذي خصصته بعنوان «الأيام الحلوة فقط»؟! ويجيبني صاحب «البلدة الأخرى»:
«لقد قابلت بشراً عظماء جعلوني أثق في نفسي وأحب ما اخترته، أن أكون أديباً. منهم المهندس أحمد عفت رئيس مجلس إدارة شركة الترسانة البحرية بالإسكندرية والذي سيصير وزيراً للنقل فيما بعد. وكتبت عن نجيب محفوظ بعد عشر سنوات من رحيله، وتساءلت مندهشاً ومستذكراً: هل مرت فعلاً عشر سنوات على وفاة الروائي العظيم نجيب محفوظ؟! إنه كاتب جعلني منذ الصبا أقرر أن أكون أنا أيضاً كاتباً للرواية. أحبني هو، وأعلن ذلك بعد قراءته لرواية لي، لكني عشقته عمري كله رغم لقاءاتنا القليلة».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©