الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الإندبندنت»: «حزب الله» يغرق لبنان سياسياًً واقتصادياًً وأمنياًً

«الإندبندنت»: «حزب الله» يغرق لبنان سياسياًً واقتصادياًً وأمنياًً
23 أكتوبر 2020 01:01

دينا محمود (لندن)

اعتبر محللون غربيون أن الحراك الشعبي غير المسبوق، الذي انطلق في لبنان قبل عام، أظهر أن ميليشيا «حزب الله» الإرهابية، هي المشكلة الحقيقية التي تغرق هذا البلد، في أزماته السياسية والاقتصادية والأمنية. وحمّل هؤلاء الميليشيا قدراً كبيراً من المسؤولية عن التراجع، الذي تشهده الحركة الاحتجاجية في الوقت الحاضر، باعتباره جزءاً من الطبقة الفاسدة، التي تسعى للبقاء في السلطة بأي ثمن، دون اكتراث بمصالح اللبنانيين. 
وأبرزوا في هذا الصدد المحاولات المستميتة، التي انخرطت فيها الميليشيا خلال الفترة السابقة، لعرقلة جهود تشكيل حكومة جديدة في بيروت.
وأكد المحللون في تصريحات نشرتها صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، أن الممارسات المشبوهة لهذه الميليشيا الطائفية، وحرصها على إحاطة نفسها بشبكة علاقات قوامها المحسوبية والفساد، أدت إلى تقليص فرص المشاركين في الانتفاضة اللبنانية، في تحقيق هدفهم المتمثل في إزالة الطبقة الحاكمة بكل مكوناتها دون استثناء. 
وحذروا من أن ذلك يجعل الصعوبات التي تكتنف تفكيك النظام الحاكم، لا تختلف عن نظيرتها التي أحاطت بإزالة نظام الفصل العنصري، الذي كان يقبض على زمام الأمور في جنوب أفريقيا، حتى العقد الأخير من القرن الماضي، مؤكدين أن إصرار «حزب الله» المُصنّف إرهابياً في كثير من دول العالم، على إفشال الحراك، يعود لخشية قادته من أن يؤدي حدوث أي تغيير كبير على الساحة الداخلية اللبنانية، إلى تقليم أظافره وتقليص نفوذه. 
ورغم إقرار المحللين بأن زخم الحراك اللبناني، ربما يكون تراجع خلال الشهور الماضية، إلا أنهم أبرزوا ما حققته هذه الحركة من نجاحات، وعلى رأسها إجبار حكومة سعد الحريري السابقة وحكومة وحسان دياب على الاستقالة، والاضطلاع بجهود ذاتية، بمهمة إزالة آثار الانفجار المدمر الذي ضرب مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس، في ظل الغياب شبه الكامل لدور السلطات الرسمية. 
ونقلت «الإندبندنت» عن نشطاء في الحراك قولهم: «إن نجاحهم في أداء هذه المهمة بكفاءة، أظهر لمواطنيهم من اللبنانيين وجهاً آخر للثورة، يتمثل في القدرة على توفير نظام بديل يركز على تقديم الخدمات، ويفضح عدم كفاءة الساسة القابعين في سدة السلطة».
ومن بين الإنجازات الأخرى التي حققتها الاحتجاجات منذ العام الماضي، إبراز قدرة من شاركوا فيها، على تجاوز انتماءاتهم الطائفية. وقال أحد المشاركين في الحراك إنه وزملاؤه، كسروا «الحواجز الطائفية والمحرمات التي كانت تحيط برفع راية العصيان ضد أمراء الحرب القابضين على زمام الأمور في لبنان، وإزالة هالتهم كذلك». 
وأشارت «الإندبندنت» إلى أن الضعف الذي يخيم على الحراك، يعود إلى محاولات النخبة السياسية، اختطاف هذه الحركة، جنباً إلى جنب مع مواجهة السلطات للمتظاهرين بالعنف والاعتقال والترهيب، واستغلالها عدم وجود قيادة واضحة.
وعزا الناشط والخبير الاقتصادي اللبناني جاد شعبان تراجع الاحتجاجات في الفترة الحالية، إلى أن الساسة في بلاده أعادوا في الفترة السابقة ترتيب صفوفهم ووزعوا الأدوار لحماية بعضهم بعضاً، وشنوا ثورة مضادة على مستوى الاقتصاد، بالتزامن مع تصعيد وتيرة التعامل الأمني الشرس ضد المحتجين. وأكد الباحث نديم شحادة، من المعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن المعروف باسم «تشاتام هاوس» أن المشكلة في لبنان تتمثل في «حزب الله» لا نظام الحكم، مهما كانت ثغراته وعيوبه.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©