الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«كوفيد- 19» يسرع هندسة السياسات الاستثمارية

جانب من جلسات الملتقى الذي عقد افتراضياً (الصور من المصدر)
21 أكتوبر 2020 01:51

مصطفى عبد العظيم (دبي)

اتفق مشاركون في النسخة الرقمية الأولى من ملتقى الاستثمار السنوي، على أهمية العمل على إعادة هندسة السياسات الاستثمارية والاقتصادية في مرحلة ما بعد جائحة «كوفيد- 19»، التي أظهرت الحاجة الماسة إلى تعزيز التعاون العالمي لمواجهة آثار تلك الأزمة على سلاسل القيمة وضرورة التركيز على الاستثمار الفعّال الموجه نحو التصدير.
ودعوا إلى ضرورة مواصلة تنسيق الجهود الدولية والسعي لتخفيف العبء على المستثمرين وأصحاب الأعمال، لافتين إلى أن الحكومات والشركات بحاجة إلى التكيف بسرعة مع البيئة المتغيرة للاستثمار في هذه المرحلة، وخاصة أن الدول باتت بحاحة الآن إلى التحرك نحو الاستثمار الأوسع في الإنتاج للأسواق الإقليمية، والمزيد من الاستثمار في القواعد الصناعية للمنتجات.
وشهدت أعمال اليوم الأول من الملتقى الذي تنظمه وزارة الاقتصاد تحت شعار «إعادة تشكيل الاقتصادات: التحول نحو مستقبل رقمي مرن ومستدام» العديد من الجلسات الحوارية التي شارك فيها كبار المسؤولين الحكوميين من مختلف دول العالم، لبحث فرص تشكيل مستقبل رقمي مستدام ومرن من أجل معالجة التأثير العالمي لجائحة «كوفيد- 19».

اقتصاد المستقبل
وقال معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، خلال افتتاح أعمال الملتقى إن: «دولة الإمارات تبنت الابتكار والرشاقة للاستعداد للمستقبل في تخطيطها وسياساتها ونموذجها الاقتصادي»، مشيراً إلى أن: هذا التفكير المستقبلي ساعد على تجاوز الجائحة الحالية حيث نجحت الدولة في الحفاظ على مكانتها كواحدة من أفضل دول العالم.
وقال إن الإمارات كانت من أوّل الدول التي أطلقت العديد من المبادرات وحزم التحفيز الاقتصادي للارتقاء بالاقتصاد ومساعدة جميع القطاعات على التكيف مع متطلبات هذا الانتشار العالمي، الأمر الذي انعكس على التصنيف العالمي لدولة الإمارات. وأضاف معاليه، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعمل بنشاط على تنسيق الجهود الدولية والسعي وراء سبل تخفيف العبء على المستثمرين وأصحاب الأعمال في الدولة. وقد أطلقنا حزمة مرنة تتكون من 33 مبادرة تُركز على إحداث تحول في 8 محاور يتم تنفيذها حالياً، وذلك بهدف تعزيز اقتصاد الدولة وقدرتها التنافسية التجارية. وأكد معاليه: على المدى الطويل ومع احتفالنا بالذكرى الخمسين في عام 2021، تخطط دولة الإمارات العربية المتحدة لرسم وتصميم الخمسين عاماً القادمة، نحو تحقيق رؤيتها 2071، حيث تولي رؤية قيادتنا الرشيدة لمرحلة ما بعد كوفيد- 19 أهمية كبيرة لتعزيز جاهزية القطاع الحكومي في الدولة ورفع الكفاءة والأداء على المستويين الاتحادي والمحلي. وأوضح أنه ولتحقيق هذه الرؤية، تم تحديد القطاعات التي لديها القدرة على تقديم مساهمات كبيرة في اقتصاد المستقبل، والتي تشمل السياحة وريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة وتجارة التجزئة والتجارة الإلكترونية للاقتصاد الرقمي والصناعة والأمن الغذائي والقطاعات الإبداعية وقطاعات الثورة الصناعية الرابعة وقطاع الفضاء.

المرونة والاستدامة 
ومن جهته، قال معالي أحمد علي الصايغ، وزير دولة ورئيس سوق أبوظبي العالمي، في كلمته الرئيسية الخاصة ضمن الجلسة الأولى لمحور المحافظ الاستثمارية الأجنبية، إن جائحة كوفيد- 19 أدت إلى تسريع استراتيجية الإمارات الحالية للاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة في مجالات من الذكاء الاصطناعي إلى التجارة الإلكترونية، وتسريع الجهود في جذب الشركات في القطاعات الحيوية مثل الزراعة والتكنولوجيا والرعاية الصحية والطاقة المتجددة، لافتاً إلى أن من أهم الدروس المستفادة من هذه الجائحة أهمية المرونة والاستدامة. وأوضح معاليه، أن دولة الإمارات كانت من أسرع الدول استجابة لاحتواء تداعيات جائحة كورونا على الصعيدين الصحي والاقتصادي، مشيراً إلى أنه في الوقت الذي لم تدخر فيه الحكومة جهداً لحماية شعبها ودعم الصناعات والشركات من خلال حزم تحفيز متعددة خلقت فرصاً جديدة للنمو، وقامت كذلك بمساعدة الدول الشقيقة والصديقة من خلال المساعدات الإنسانية وتدابير الإغاثة لمواجهة الجائحة.

إجراءات فورية 
بدوره، قال معالي محمد علي الشرفاء الحمادي، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي: «أثبتت نسخة هذا العام من ملتقى الاستثمار السنوي أنها جاءت في الوقت المناسب، وتعكس بنجاح التطلعات والرؤى التي وضعناها للمساعدة في معالجة التحديات التي تواجهها الاقتصادات من جميع أنحاء العالم في الفترة الحالية بسبب الجائحة».
وأضاف أن ما يسمى بالوضع الطبيعي الجديد، المصحوب بتأثيرات الجائحة على الاقتصاد العالمي، يعكس الحاجة إلى إعادة هيكلة السياسات الاقتصادية وتعزيزها، لافتاً إلى أنه وتماشياً مع ذلك، أدركت حكومة أبوظبي هذه الحاجة خلال المراحل الأولى للجائحة واتخذت إجراءات فورية من خلال إطلاق العديد من البرامج والمبادرات وحزم التحفيز المصممة لتوجيه ودعم القطاع الخاص عبر برنامج أبوظبي للمسرعات التنموية «غداً21».

تحديات وفرص
 بدوره، قال موخيسا كيتويي، الأمين العام لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية: «إن التحول في الإنتاج الدولي سيجلب تحديات وفرصاً استثمارية، وإن مواجهة التحديات تتطلب اقتناص هذه الفرص وتغييراً في نموذج تنمية الاستثمار من خلال التركيز على الاستثمار الفعّال الموجه نحو التصدير في قطاعات سلاسل القيمة العالمية المتخصصة». وأوضح أن البلدان ستحتاج الآن إلى التحرك نحو الاستثمار الأوسع في الإنتاج للأسواق الإقليمية، والمزيد من الاستثمار في القواعد الصناعية للمنتجات.
ومن جهتها، قالت أرميدا سالسياه أليستاهبانا، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ، إن التجارة والاستثمار أمران في غاية الأهمية لتعافي البلدان النامية، وليس فقط الانتعاش ولكن لما بعد ذلك أيضاً، مشددة على أهمية إعادة فتح الحدود على مراحل، وتسهل التجارة غير التلامسية من خلال بروتوكول صحي صارم بناء المرونة في تدفق التجارة، بالإضافة إلى دعم العملية من خلال توفير التسهيلات حتى يمكن تيسير التجارة. 
وبدوره، قال فهد القرقاوي، رئيس الرابطة العالمية لوكالات ترويج تشجيع الاستثمار، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، إن الاستثمار الأجنبي المباشر المؤثر يركز على المجالات ذات التأثير الإيجابي على الاقتصاد وعلى المجتمع، بجانب خلق فرص العمل، بالإضافة إلى التأثير الإيجابي على البيئة، مشيراً إلى أهمية أن أن تكون جميع الاستثمارات ضمن هذا النطاق.  وأوضح القرقاوي أن «هذه العناصر الثلاثة» الاقتصاد والمجتمع والبيئة «ضرورية لعملنا وهي ضرورية لأعمالنا وحياتنا واقتصاداتنا، مؤكداً على الدور المهم للاستثمار المؤثر في العقد المقبل». وبدوره أشار عمير بيرتس، وزير الاقتصاد الإسرائيلي في كلمته على هامش محور الشركات الناشئة، إلى أنه في الوقت الذي يبدو فيه العالم منقسماً بسبب الحدود السياسية والوطنية، جاءت جائحة كوفيد- 19 التي لا تميز بين العرق أو الجنس أو الدول لتؤكد أن العالم ليس له حدود. وأشاد بيرتس بالإنجاز التكنولوجي الذي حققته دولة الإمارات العربية المتحدة خلال مواجهتها لجائحة كوفيد-19، معرباً عن تطلعه لعمل البلدين معاً لأن يشكلا جسراً للابتكار العالمي والتعاون التكنولوجي الدولي.

الإمارات تستضيف اجتماعاً لمنتدى أعمال رابطة الدول المطلة على المحيط الهندي
أبوظبي (وام) استضافت دولة الإمارات، أمس، الاجتماع الـ25 لمنتدى أعمال رابطة الدول المطلة على المحيط الهندي، حيث يهدف هذا الحدث، الذي عُقد في إطار ملتقى الاستثمار السنوي تحت شعار «سُبل تحقيق الرخاء: التكامل الإقليمي والفرص المتاحة للقطاع الخاص»، إلى تعزيز النمو الاقتصادي والتجاري والاستثماري في منطقة المحيط الهندي. ترأس الاجتماع حميد بن سالم الأمين العام لاتحاد غرف التجارة والصناعة بالدولة، في إطار رئاسة دولة الإمارات لرابطة الدول المطلة على المحيط الهندي «أيورا» للدورة 2019 - 2021.
وضم الاجتماع ممثلين عن قطاع الأعمال من الدول الأعضاء، وشركاء الحوار في الرابطة لمناقشة سبل تعزيز التبادل التجاري والاستثماري في منطقة المحيط الهندي، ومستقبل منتدى أعمال الرابطة لفترة ما بعد «‏‏‏كوفيد-19»‏‏‏. ويعد منتدى أعمال رابطة الدول المطلة على المحيط الهندي الذراع الرئيسي الذي يقدم المشورة للوزراء والمسؤولين في الرابطة بشأن المسائل التجارية والسبل المقترحة لتحفيز التجارة، وزيادة تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في منطقة المحيط الهندي، وتتألف عضوية هذا المنتدى من كبار الأعضاء في غرف التجارة ومجتمع الأعمال الذين يمكنهم تمثيل المصالح التجارية الوطنية لاقتصادات دولهم بشكل فعّال.
جدير بالذكر أن دولة الإمارات انضمت إلى رابطة «أيورا» في عام 1999، وتولت رئاسة الرابطة في 7 نوفمبر 2019 أثناء انعقاد الاجتماع الوزاري التاسع عشر للرابطة في العاصمة أبوظبي، حيث تبنت الدولة شعار «نحو مستقبل مشترك ومزدهر لمنطقة المحيط الهندي» كعنوان رئيسي خلال فترة رئاستها للرابطة.
وقد عقد الاجتماع السنوي الأخير لمنتدى أعمال رابطة الدول المطلة على المحيط الهندي في ديربان بجنوب أفريقيا في 18 يونيو 2019.

تعزيز قدرة رواد الأعمال على تجاوز تحديات الجائحة 
أكد معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير دولة لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، في كلمته ضرورة منح الشركات الناشئة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة فرصاً للتعافي من تأثيرات الجائحة وتوفير بيئة مواتية تمكّنها من دعم النمو والتطور. وشدد على أهمية تعزيز قدرة رواد الأعمال على تجاوز التحديات التي سببتها الجائحة ودعمهم لاستخدام نموذج الأعمال المستدام باستخدام الرقمنة والابتكار التكنولوجي، متوقعاً أن يمهد الملتقى الطريق لعقد منصة حوار للخبراء لتبادل وجهات النظر وتحفيز مشهد الأعمال وتجهيز القطاع لمواجهة تحديات الجائحة.

تسارع اتجاه المجتمعات نحو الحيـــاة الرقميــة
قال محمد العبار، مؤسس شركة إعمار العقارية ومؤسس منصة نون دوت كوم «بينما كانت تتجه المجتمعات بشكل تدريجي نحو الحياة الرقمية، جاءت جائحة كوفيد 19 لتعجل من هذا التغيير من خلال الاعتماد على التكنولوجيا في إدارة الأعمال والتواصل مع الأصدقاء لتقديم الخدمات، الأمر الذي يضع ضغطاً على كل واحد منا».
وأضاف أنه: «ولكي نكون قادرين على التعامل مع هذه المواقف وهذه البيئة غير المستقرة، فإننا بحاجة إلى أفضل المواهب، مشيراً إلى أن امتلاك الأشخاص المناسبين الذين لديهم الذكاء والشغف لإدارة المؤسسات والشركات أصبح أمراً شديد الأهمية فيما نقوم به».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©