الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«تريندز» يحذر من توظيف الإخوان المسلمين للأزمات سياسياً

محمد عبدالله العلي
20 أكتوبر 2020 03:32

أبوظبي ( الاتحاد)

نشر «مركز تريندز للبحوث والاستشارات»، مؤخراً، دراسة جديدة تحت عنوان (جماعة الإخوان المسلمين والتوظيف السياسي للأزمات.. «كوفيد-19» نموذجاً) بقلم الدكتور محمد عبدالله العلي مدير عام المركز، أكد خلالها أن حركات الإسلام السياسي تشترك بوجه عام في سمة رئيسية، وهي الاستغلال السياسي للأزمات وتوظيفها سواء للوصول إلى السلطة أو التحريض ضد الأنظمة الحاكمة ومحاولة تشويه صورتها، أو في التغلغل في المجتمع وبناء قاعدة شعبية لها، وخاصة ضمن أوساط الطبقات الفقيرة والمهمشة؛ وتأتي جماعة الإخوان المسلمين في مقدمة هذه الحركات التي لم تترك أزمة أيّاً كانت سياسيةً أو اقتصاديةً أو إنسانيةً إلا وحاولت استغلالها لتعظيم مكاسبها وتعزيز نفوذها. 
وركزت الدراسة على جائحة «كوفيد-19» باعتبارها واحدة من الأزمات التي أظهرت انتهازية جماعة الإخوان، وتغليبها مصالحها على أي اعتبارات أخرى؛ فبرغم أن هذه الجائحة تعد أزمة صحية وإنسانية تتطلب التعاون لمواجهتها، فإن الجماعة استغلتها سياسياً واجتماعياً وأمنياً ليس في مصر فقط، وإنما في العديد من الدول العربية ومناطق الأزمات والصراعات وكذلك على الصعيد الدولي.
وكشفت الدراسة أن جماعة الإخوان غالباً ما تسعى إلى توظيف الأزمات، وتنظر إليها كـ «فرص» لتعزيز مكاسبها، وهذا نهج ثابت منذ نشأتها عام 1928 حتى وقتنا الراهن، وقدمت الدراسة العديد من الأمثلة لكيفية التوظيف السياسي للأزمات على مدار العقود الماضية، منذ بداية العهد الملكي في عشرينيات القرن الماضي وثلاثينياته حتى «ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011» في مصر. 
وانتقلت الدراسة إلى كيفية توظيف الجماعة لأزمة كورونا كإحدى أدوات الصراع مع النظام السياسي في مصر، سواء من خلال تديين الوباء واعتباره نوعاً من العقاب للشعب المصري الذي دعم ثورة الثلاثين من يونيو 2013 ضد حكم الإخوان، أو من خلال «تسييس» قرار الحكومة المصرية الخاص بإغلاق المساجد، كإجراء وقائي احترازي، وتصويره باعتباره «مؤامرة على الدين الإسلامي»، أو من خلال التشكيك في الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية لمواجهة الوباء والتحريض عليها. 
وتطرقت الدراسة إلى كيفية توظيف الجماعة للتداعيات الناجمة عن وباء كورونا في خدمة أهدافها السياسية، حينما حاولت بعض فروع الجماعة في العديد من الدول العربية، استغلال الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن هذه الجائحة، من قبيل تنامي البطالة وارتفاع معدلات الفقر، في إعادة تأكيد حضورها وتغلغلها في المجتمع من بوابة تقديم المساعدات للفئات المهمشة، والأكثر تضرراً من جراء هذه الجائحة، كما حدث في المغرب حينما تبنّى حزب العدالة والتنمية – الذراع السياسية للجماعة – حملة لتوزيع المواد الغذائية والتموينية في أقاليم مغربية عدة خاصة في المناطق الفقيرة، مصحوبة بدعاية سياسية تروّج للحزب وأهدافه.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©