«الاتحاد» في الحادي والخمسين، كنبضة القلب، ورفة الرمش والجفنين، إنها الشمعة في جبين الصفحات ترتب مشاعر قارئها، وتشذب المعرفة، وعلى منوال الوثبة الحضارية في الإمارات، تدوزن النغمات، وتمضي حقباً، تخصب المعنى، وتسرد الحكاية من بائها إلى يائها، لأجل قارئ حصيف، منيف، يمضي في أبجدية اللغة نورس البحار، وتحت سحابة الوعي يعثر على أمنياته، ليخطب باتجاه الحقول، والفصول، ويقطف من ثمرات شجرة الاتحاد كل ما يوسع من محيط طموحاته، وكل ما يعمق من صلته بعالم زاخر بالمدهشات، فائض بالمذهلات.
الاتحاد في عامها الحادي والخمسين، تبرز في عالم الصحافة زاهية بفخامة المعطى، وجزالة المنجز، وبذخ الصورة، وزخرفة الكلمة، ومنمنمات الخبر، في تفاصيله، وفي موجزه، حيث لا مسافة بين الاتحاد والعالم، سوى وثبة الفرسان نحو غايات التفرد، والوصول إلى موقع الحدث.
الاتحاد في الحادي والخمسين، تتحلى بجمهورية الأخبار، وقافلة من البحوث والدراسات، والتحقيقات، تقودها أحلام الذين نظروا إلى السماء، فوجدوا نجمة، لها بريق التألق، ولما فتشوا في التلافيف، قابلتهم «الاتحاد»، وهي في ثوب الفرح، تمضي الخيلاء فرحة، مزهوة بوجوه ابتسمت ابتسامة الصباح مع كل خطوة تأخذها إلى جدول العطاء المخلص، وما بين بلوغ شمس، وبزوغ قمر، تأخذ الاتحاد مكاناً جديداً في عالم السرد الإعلامي، متكئة على غصن إرادة لا تلين ولا تثنيها عقبة، لأن الحب هو السراج، وهو المصباح المنير، الحب هو قاموس المحيط الذي به تستنير عقول العشاق، وتمضي إلى النهر، كي تروي الظمأ، وترتشف العذوبة، هناك حيث تبدو تستيقظ الأجنحة على صدى كلمات تفيض بسر نهوض الإمارات، ورقيها، ورونقها، وتدفقها في الذاكرة، جزل وعدل، وسهل ونهل، هي «الاتحاد» في الحادي والخمسين، تأخذنا إلى أسماء نقشت على صفحاتها بذل العمر، وكد السنوات، هؤلاء هم من أوصلوا الخيط الرفيع، لإبرة الذين يواصلون اليوم حياكة قماشة.
«الاتحاد» بكل رزانة، وأمانة، إيماناً منهم بأن الحياة شجرة، نحن الذين نضع الثمرات على أغصانها، ونحن الذين نخيط نسيج أعشاشها بكل الفرح والود، نستقبل أعوام «الاتحاد» المديدة، متمنين لها مديد المجد، ومدى الوثبات، آملين من المولى أن يعز وطننا الغالي، بجهود أبنائه المخلصين، والإمارات تستحق هذا النجاح؛ لأنها النهر الذي نزلت عند مضاربه كل الطموحات، وكل الأمنيات.