الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الفرحة تصنع الدموع في «بيت الملك»

الفرحة تصنع الدموع في «بيت الملك»
20 أكتوبر 2020 03:30

 علي معالي (الشارقة)

قبل نهاية المباراة بـ 3 دقائق، تحجرت الدموع من عيون عشاق الملك، ولكنها انسابت بغزارة على الوجوه في المدرجات وأرض الملعب، بعد أن أطلق الحكم صافرة نهاية مباراة الشارقة مع شباب الأهلي في ختام دوري رجال السلة، وتحقيق الفريق لحُلم ظل يراودهم 16 عاماً، ليعود الفريق لأمجاده، في المقصورة الرئيسية تواجد عيسى هلال رئيس مجلس الشارقة الرياضي، والدموع تملأ عينيه قبل النهاية، وإلى جواره علي سالم المدفع رئيس مجلس إدارة نادي الشارقة متعطشاً للقب يعيد التاريخ للملك.
وأهدى الشرقاوية اللقب إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لدعم سموه المستمر، وإلى سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة.
 سير أحداث المباراة جعل الشرقاوية تنهمر دموعهم بغزارة بعد النهاية، حيث وصل الفارق في أوقات كثيرة إلى أكثر من 20 نقطة، وهو ما جعل اليأس يتسرب لنفوس البعض، ولكن قبل نهاية المواجهة بـ 3 دقائق انتفض الملك بنجومه الكبار، ليتعادل 91/‏‏‏‏91، ثم 93/‏‏‏‏93، وانطلق بعدها ليتخطى حاجز الـ 100 نقطة ويصل إلى 106، ويطارده شباب الأهلي بكبرياء البطل، لتنتهي المباراة 106 مقابل 103 في ماراثون أكثر من رائع.
 وبعد إطلاق الحكم لصافرة النهاية، وقع لاعبو الفريق على أرض الملعب غير مصدقين ما حدث، لنجد البكاء والأحضان بين كابتن الفريق جاسم محمد ومحمد محمود وعمر خالد ومحمود وسيم، ويونس خميس ومحمد عزمي ويوسف وسيم وحميد هاشل وسعيد محمد ومعهم حمد يعقوب غابش الغائب للإصابة، مع المدرب البارع المواطن عبدالحميد إبراهيم، الذي استعاد مجده الماضي مع نفس الفريق بعد غياب 16 عاماً أيضاً.
 المباراة جاءت عصيبة للغاية خاصة في ربعها الرابع، الذي شهد تألقاً غير عادي من الملك، ليقلب الطاولة تماماً وأنهى الربع بفارق لم يكن يتخيله أي فرد بالصالة بنتيجة 41/‏‏‏‏ 29، وأدارها طاقم دولي متميز بقيادة محيي الدين خطاب وسالم الزعابي وعامر سيجري.
 وعلق الكابتن عبدالحميد إبراهيم مدرب الشارقة على النهائي قائلاً: «شباب الأهلي لديه نقص كبير، ولكنهم تفوقوا على أنفسهم وتقدموا طوال المباراة، وهذا لم يكن تقصيراً من لاعبي فريقي، بقدر تفوق الفرسان، وهذه طبيعة البطل، ولا ننسى أنه قبل هذه المباراة بـ 3 أيام تقريباً واجهناهم وحققنا فوزاً عريضاً بفارق 24 نقطة، وهناك كانت الصعوبة، بأن تحقق انتصارين في وقت قصير على منافس بطل بحجم شباب الأهلي».
 أضاف: «نظام البطولة تم تغييره في المربع الذهبي للظروف الحالية، وكنت متوقعاً أن نصل للعب مع شباب الأهلي، ولكن ما لم أتوقعه أن يصل الفارق لصالح المنافس 21 نقطة في بعض أوقات المباراة، ولذلك استطعنا أن نحقق هدفنا نتيجة العمل المكثف للملك من سبتمبر 2019، واللمسة السحرية التي قلبت لنا المباراة بعد الوصول للتعادل 93/‏‏‏‏93، هي اللياقة البدنية، والتي رجحت فريقي في النهاية، ونمتلك حالياً ترسانة من اللاعبين خارج الحدود أقوى من المتواجدين في أرض الملعب، لكن ظروف المباراة جعلتني أعتمد نسبياً على أصحاب الخبرة لأننا دخلنا متأخرين في اللقاء».
 وأكد علي سالم المدفع رئيس مجلس إدارة نادي الشارقة، بأن وراء عودة البطولة للبيت الملكي ثمرة جهود كبيرة سواء داخل الملعب أو خارجه من لاعبين ومدربين وإداريين، وقال: «إحساس اللاعبين بالمسؤولية جعلهم يتفوقون على أنفسهم في نهاية المباراة، وهذه قمة العطاء من اللاعبين، نظراً للفارق الكبير الذي رأيناه جميعاً».
 وأضاف: «مثلما حدث لفريق الكرة وتوج بلقب دوري الخليج العربي ليمنح الحافز والقوة لجميع المشاركين، ها هو فريق السلة أيضاً يفتح المجال أمام كل الأندية للتنافس القوي والمثير في أرض الملعب، وما حدث من السلة سيكون دافعا آخر لكرة اليد بالنادي وبقية الألعاب لمواصلة تحقيق الألقاب».
 وتابع: «علينا أن نستثمر الدور الكبير الذي يقوم به مجلس الشارقة الرياضي في دفع عجلة الرياضة بمنتهى القوة نحو الارتقاء بكل الألعاب، ونمتلك في الشارقة كفاءات تدريبية عالية من المواطنين، وخير دليل ما حققه عبدالعزيز العنبري مع فريق الكرة، وها هو عبدالحميد إبراهيم مع السلة، وهذا فخر كبير للإمارة».

عيسى هلال: عصر جديد
 يرى عيسى هلال رئيس مجلس الشارقة الرياضي، أنه بعد تحقيق الشارقة لهذه البطولة ستكون بمثابة عصر جديد للملك مع اللعبة، حيث يمتلك الفريق مجموعة متميزة من اللاعبين بقدرات رائعة، ومثل هذا اللقب سوف يبعث فيهم الثقة الكبيرة مستقبلاً.
 وقال: «كان التحدي كبيراً لدى هؤلاء اللاعبين، في ظل الفترة الحالية الصعبة، ومع ذلك صمدوا في وجه كورونا، ولم يبخلوا بأي وقت وجهد في التدريبات، سواء «أون لاين» أو في المباريات، حتى توجوا جهودهم في النهاية بلقب اشتاقوا إليه كثيراً، وأرى أنه حان وقت حصاد عمل سنوات طويلة مع هذا الجيل الذي تابعته عن قرب من فترات طويلة».
 وعن سبب البكاء قال: «عايشت هذه اللحظات عندما كنت لاعباً، وخشيت أن يضيع اللقب من بين أيدي لاعبي الشارقة، كونهم بذلوا جهداً كبيراً، ليس هذا الموسم فقط، بل من سنوات، ولا يحالفهم الحظ، ولكن الموسم الحالي اختلف الوضع وعاد اللقب بعد حرمان طويل».

100
أكد عبداللطيف الفردان نائب رئيس اتحاد السلة، بأن تخطي الفريقين لحاجز الـ 100 نقطة يؤكد الإصرار الكبير نحو البطولة، ومن الصعب أن تجد نهائيات بهذا العدد الكبير من النقاط، مما يدل أن المباراة كانت مفتوحة وشهية اللاعبين عالية للتسجيل، لذلك كان الاستمتاع كبيراً بالمستوى، ليكون خير ختام لأطول موسم في تاريخ اتحاد السلة، ونبارك لشباب الأهلي الأداء الكبير وللشارقة العودة للألقاب من جديد.



جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©