كرة القدم هي كرة القدم في كل مكان.. وردود الفعل تتراوح بين الفرح 
والغضب على نتائج الفرق والمنتخبات هنا وهناك.. ولا فرق بين فوز الأهلي على الوداد، وفوز الزمالك على الرجاء، وبين نتائج البرازيل في تصفيات المونديال، وبين نتيجة المباراة الودية لـ «الأبيض» مع أوزبكستان!
نعم لا فرق في ردود الفعل.. فالجميع يستند على النتائج لتقييم أداء الفرق والمنتخبات، بينما تحليل المستويات يحتاج إلى نظرة أعمق من جانب إدارات اللعبة ولجان المنتخبات، والبداية تكون بالسؤال: «ما هي متطلبات أداء كرة القدم الجديدة؟ كيف نلعب من أجل الفوز في أصعب المباريات؟.. ما هو الفرق بين أسلحة البديهة، وبين أسلحة الضرورة؟.. هل نملك الأدوات والمهارات والسرعات؟
الآن على كل فريق يمارس هذه اللعبة الصعبة، أن يدرك أن الضغط الجماعي ضرورة، وأن تكتيك المدرب يفرض شكل هذا الضغط وموقعه في الملعب، كما فعل موسيماني مدرب الأهلي أمام الوداد، فجعل الفريق يدافع بالضغط الجماعي في ملعبه، لأنه يلعب خارج أرضه، أما الباقي فهو مجرد تفاصيل. 
كذلك ماذا فعل مدرب الزمالك باتشيكو أمام الرجاء؟ لقد هاجم بجرأة وشجاعة مسجلاً مفاجأة في الشوط الأول، وأصاب منافسه بالارتباك، ثم عاد وتأخر في الشوط الثاني مدافعاً تقليدياً، ووقع في أخطاء كادت تكلفه التعادل، وخسارة تقدمه.
ممارسة كرة القدم الآن تختلف عنها قبل أربعة أعوام.. اليوم الضغط الجماعي للفريق سلاح حتمي.. والتمرير بقوة وتبادل الكرة بدقة سلاح حتمي.. والتحرك بسرعة سلاح حتمي.. ودون اللياقة البدنية الهائلة وعلوم الاستشفاء لن يملك أي فريق سلاحاً واحداً يسمح له بالانتصار في أي مباراة صعبة، أمام منافس يملك عناصر اللعبة الجديدة. 
لقد بدأت الأفراح والاحتفالات في مصر، بتأهل الأهلي والزمالك إلى المباراة النهائية، وهو خطأ كبير من الجمهور وكثير من الصحفيين والإعلاميين وبعض المسؤولين، ومن حسن الحظ لم يقع فيه موسيماني ولا باتشيكو.. فهما يؤكدان على أن التأهل لم يتحقق.. وقد يكون مقبولاً انفعال الجمهور، وسرعة تحوله واشتعاله.. وسرعة أحكامه.. لكن غير مقبول أن تكون النتائج سنداً للتقييم فقط من جانب النقاد والخبراء وإدارة اللعبة. 
قبل 6 سنوات ظن الجميع أن سلالة البرازيل الكروية مثل ديناصورات الكرة الأرضية على وشك الانقراض.. وعندما تولى أدينور ليوناردو باتشي المعروف باسم تيتي مهمة تدريب المنتخب، قال: «نحتاج إلى التحديث، والتميز وإلى الكرة الجديدة». 
** أعتقد أن هذا ما يجب أن يفعله أيضاً كل مدرب يعمل مع المنتخبات، وفي الدوريات العربية حتى نلحق بكرة القدم الجديدة!