الانتظار للقاح يُنقذ العالم من فيروس كوفيد -19 بات قاسماً مشتركاً لكل شعوب العالم. فالجميع يترقب الأخبار وينتظر كل ما يبشر بنهاية هذه الجائحة، حتى أخبار السياسة وحروبها لم تعد تعني أحدا إلا أهلها.
صار الهدف اليوم والهم عودة الحياة إلى طبيعتها، عودة حرية الخيارات، وحرية السفر لأية وجهة كانت، وحرية التنفس من دون كمام يكاد يخنق الأنفاس، حرية الدراسة على مقاعد جامعية ومدرسية.
هذا الشلل الذي أصاب الكرة الأرضية وتمخض عنه شلل في كل مفاصل الحياة الحيوية، لن يتوقف إلا عبر التغلب على الوباء بالعلم والابتكار، والحلول العملية. 
وفي غمرة التوتر الذي أصاب كثيرين جراء الجائحة طفت أسئلة، وظهرت هستيريا اتهامات من كل اتجاهات العالم، جعلت من الصعب الوصول إلى قناعات، أو التوصل إلى حقائق، خاصة أن الكل يرى أنه يمتلك الحقيقة كاملة.
والحقيقة أن العودة إلى الحياة الطبيعية هي الهدف الأقوى الذي يحرص الجميع عليه في كل أرجاء العالم، ولذلك فمن المنطقي الاهتمام بتطوير لقاح مضاد لجائحة كوفيد -19.
خير البشرية يكمن في عودة الحياة إلى سابق عهدها، فاستئناف الأنشطة في كافة المجالات لا يفوق أهميته شيء الآن.
قد يكون من الغريب وجود تناقضات، أو حالة من الهلع، خاصة أن البعض يجد نفسه في حيرة من تصريحات منظمة الصحة العالمية، التي يعتبرها البعض متخبطة، والتي لم تستقر إلى اليوم، فتارة يُقال إنه لا توجد موجة ثانية، وقد تم التحذير عدة مرات منذ عدة أشهر بخطر الموجة التالية من المرض خلال شهر أكتوبر.
فنحن أمام حقيقة ربما لا تزال غائبة، هل هو مرض تم التركيز عليه فتحول إلى جائحة؟ الواقع يحذرنا من أنه فعلا مرض خطير يستحق كل هذه الإجراءات، وينبغي الالتزام والتعامل بجدية مع كل التوجيهات الاحترازية أملاً في تعافٍ قريب من هذه الجائحة.
والحقيقة أن تداعيات الجائحة ظهرت للعيان في بلدان كثيرة في وفيات وإصابات، وأيضاً في تساؤلات متراكمة حول نظرية مناعة القطيع، وهي ما كان يفترض أن يطبق حتى لا تقف الحياة بكل ما فيها من أنشطة متنوعة.
أن يفقد الإنسان وظيفته ومصدر رزقه ليس أبداً سهلاً، ولا أنسى الشاب الأردني الذي التقت به إحدى المحطات التلفزيونية، والذي قال: فقدي لوظيفتي أسوأ ألف مرة من إصابتي بالمرض أو حتى الموت.
هذه المعادلة لن يعيها إلا من قاسى مرارتها، فقدان الرزق شكل من أشكال الهلاك المحقق. التعايش مع متطلبات المرض، سواء بالمواجهة والبحث عن لقاح، وأيضاً الوقاية المستمرة، صار هو الأمر الواقع اليوم.
لا بد أن تعود الحياة وتعود معها الأعمال، وتستعيد الدنيا توازنها الذي فقدته من شدة تضارب القرارات العالمية.
تصدعات الجائحة آن لها أن تنتهي مهما كانت الانعكاسات، فما حدث كان قاسياً لدرجة أن المفاضلة، لدى بعض المجتمعات، بين المرض أو الموت جوعاً كان وضعا هزليا يبعث على الأسى وعلى اختيار الأصعب.