تتبنَّى دولة الإمارات العربية المتحدة مبادرات ومشروعات لدعم العالم العربي كلّه، ولاسيما الأجيال الشابة، انطلاقًا من شعور الدولة وقيادتها بالمسؤولية إزاء أشقائها، وأهمية الاستثمار في الشباب الواعدين بصفتهم من أبرز صُنَّاع المستقبل. وتركز دولة الإمارات على تقديم فرص لتدريب الشباب العربي وتأهيله واستثمار قدراته في المجالات التي تؤدي دوراً فارقاً في التفاعل مع ما يشهده العالم من تطورات، والاستعداد للمستقبل بالمعرفة والوعي اللازمَين. ويمكن أن نرى مثالاً واضحاً على ذلك في برنامج «نوابغ الفضاء العرب» الذي يُقدّم فرصة إلى الموهوبين العرب للانضمام إلى برامج لتأهيلهم وتطوير قدراتهم في هذا المجال الحيوي. وكذلك نجد نموذجًا حديثًا لهذا الجهد في توقيع «مركز الشباب العربي»، أول من أمس الأحد، اتفاقية شراكة مع «أكاديمية الإعلام الجديد» لتطوير القدرات الإعلامية للشباب العرب، و«تدريبهم على ابتكار وإبداع وإنتاج المحتوَى لمختلف منصات الإعلام الجديد، وترسيخ هوية إعلامية عربية متميزة تخاطب العالم بوسائط إعلامية حديثة».
و«مركز الشباب العربي» الذي يرأسه سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، هو إحدى مبادرات دولة الإمارات، التي يتمثل فيها طموح الدولة إلى تقديم فرص للشباب من مختلف الدول العربية لإطلاق مواهبهم وتنمية قدراتهم الإبداعية في كل المجالات. وقد بدأ المركز نشاطه منذ عام 2018، حيث أسسه سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، ليكون مؤسسة لصنع المبادرات الشبابية وبنائها في العالم العربي. ومارس المركز هذا الدور بنشاط منذ بدء عمله، من خلال عدد من الفعَّاليات التي أضافت الكثير إلى المشاركين فيها من شباب العالم العربي الواعد.
و«أكاديمية الإعلام الجديد» هي مؤسسة تجسِّد السعي إلى إعداد الإعلاميين للمستقبل، ومراعاة أحدث التطورات والاتجاهات العالمية في مجال الإعلام الجديد، مع الحرص على معايير عالية جدًّا للبرامج التدريبية وللقائمين على التدريب فيها، إذ يُختارون من بين الخبراء المرموقين عالميًّا، وأصحاب السيرة المهنية المتميزة في مجال التدريب وتطوير القدرات. ويظهر الهدف من الأكاديمية في تغريدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عند إطلاق الأكاديمية في 15 يونيو 2020، قال فيها سموه: «أطلقنا اليوم أكاديمية الإعلام الجديد، مؤسسة جديدة لتجهيز أجيال جديدة من المتخصصين بالإعلام على وسائل التواصل الاجتماعي، الإعلام الجديد هو علم جديد له أدواته وأسراره، ونريد لكوادرنا أن تكون في مقدمته».
واتفاق الشراكة بين «مركز الشباب العربي» و«أكاديمية الإعلام الجديد» سوف يُتيح لنُخبة مختارة من الشباب العربي تدريباً متطوراً على «استراتيجيات وتصميم وإدارة وسائل الإعلام الجديد، من قنوات الإعلام الاجتماعي والرقمي ومنصاته، لتمكين جيل قادر على أن يواكب المستقبل الرقمي، ويستشرف تحولاته، ويصنع إعلام الغد»، وفقًا لرؤية مسؤولي الأكاديمية. وقد صُمِّمت البرامج التدريبية في الأكاديمية لتغطي هذه المهارات من جوانب مختلفة، ومن بين هذه البرامج «برنامج تطوير خبراء ومديري التواصل الاجتماعي»، و«البرنامج المفتوح لابتكار المحتوى»، و«برنامج رعاية مؤثري التواصل الاجتماعي».
وإلى جانب ما سبق تشير الشراكة الجديدة إلى تعزيز دور دولة الإمارات بصفتها منصة لتقديم الخبرات الرفيعة في المجالات المؤثرة إقليميًّا وعالميًّا، وتأكيد ريادتها في فتح آفاق جديدة أمام الدول العربية للانخراط أكثر في الحراك العالمي الذي لا يتوقف عن طرح أولويات جديدة كل يوم في مختلف مجالات النشاط الإنساني، لاسيما الإعلام الذي يتغير كليًّا بفعل ثورة التكنولوجيا والمعلومات المتسارعة الخطوات، إذ تستمد دولة الإمارات من اتصالها العميق بالعالم، واستجاباتها السريعة لكل ما يشهده من تغيرات، والانخراط الفاعل فيها، القدرة على توجيه أنظار العالم العربي نحو المسارات الأكثر أهمية من أجل مستقبل أفضل لدوله وشعوبه.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية