«لقد كان للشيخ راشد مساهمة كبير وإنجازات أكبر في ما نشهده أمامنا، وكان دأبه طوال حياته بذل الجهد للخير العام. ليس هذا رأيي وحدي، فقد رأينا كلنا هذه الحقائق بأم العين. إن خسارته تفرض علينا جميعاً أن نحذو حذوه ونتمثل بسيرته سائرين على النهج الذي خطه، ولكن بمزيد من العزيمة والاندفاع، ترسيخاً لأركان الاتحاد وتدعيماً للأسس التي يقوم عليها هذا الوطن». 
تلك هي مقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي رثى فيها رفيق دربه في مرحلة التأسيس، المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، والذي شهدت فترة حكمه العديد من الإنجازات التاريخية، سواء عندما كان حاكماً لإمارة دبي منذ العام 1958، أو عندما تولى منصب نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، منذ قيام الاتحاد في العام 1971 وحتى وفاته في العام 1990. ولقد كانت رؤيته – رحمه الله - ترتكز إلى الصفات القيادية، وتحمل المسؤولية، واستشراف المستقبل، والإيمان بأهمية اتحاد دولة الإمارات، والاستثمار في العنصر البشري المواطن، وتسخير ثروات الوطن للتنمية والتقدم وإرساء بيئة آمنة ينعم فيها المواطن والمقيم بحياة مستقرة مطمئنة.
ويذكر التاريخ أن كافة أعوام حكم المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، قد شهدت إنجازات نحو بناء دبي الحديثة. ففي العام 1959 تم حفر خور دبي وتأسيس شركة الكهرباء العامة، ثم إنشاء شركة التلفون والبرق واللاسلكي، وافتتاح مطار دبي الدولي، وتأسيس دائرة الأراضي والأملاك في عام 1960، وفي 1961 تم إنشاء بلدية دبي. وفي العام 1962 تم افتتاح أول جسر يربط ديرة ببر دبي (جسر آل مكتوم)، كما قام في 1963 بتأسيس شركة نفط وبنك دبي الوطني، وهو أول بنك وطني. أضف إلى ذلك، توسيع خور دبي في العام 1970، فبناء ميناء راشد عام 1972، ثم بناء مركز دبي التجاري العالمي عام 1978، بجانب إنجاز ميناء جبل علي عام 1979. 
ولقد تخللت تلك الإنجازات على مستوى إمارة دبي، الجهود التي بذلها رحمه الله، بجانب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، منذ العام 1968 لإصدار وثيقة الوحدة بين دبي وأبوظبي، إيماناً منه بأن ضمان الاستقرار الاجتماعي والمضي قدماً نحو مستقبل أفضل لن يتحقق إلا من خلال الوحدة بين إمارات الساحل المتصالحة. وقد أثمرت جهوده الكبيرة، رحمه الله، ولادة دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971، لتنتقل إنجازاته إلى المستوى الوطني في كافة إمارات الدولة. 
ولعل من أبرز إنجازات المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، عندما تقلد منصب نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، وضع حجر الأساس لحكومة تتطلع دائماً إلى تحقيق التنمية في كافة مناحي الحياة، ليس لينعم المواطن بحياة مستقرة وحديثة في حاضره، بل ليضمن مستقبلاً زاهراً لأبنائه وأجيال المستقبل. والمتتبع لمسيرة الاتحاد لا يسعه سوى التيقن بضخامة الإنجازات، التي تحققت لمواطن الإمارات في المجالات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية والأمنية، والتي نتج عنها وصول دولة الإمارات العربية المتحدة إلى المراكز الأولى في تقارير التنافسية العالمية خلال العقدين الأخيرين، وانطلاق برامج الإمارات لاستكشاف المريخ والقمر، والعديد من الإنجازات التاريخية الأخرى، التي وضع حجر أساسها المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم رحمه الله.