عدد اليوم
أسماء الحسيني، سمر إبراهيم (جوبا)
كشفت مصادر سودانية مطلعة لـ«الاتحاد» عن أن هناك اتجاهاً لاستحداث وزارات جديدة في الحكومة السودانية، لاستيعاب وزراء «الجبهة الثورية»، حيث ينص اتفاق السلام على أن تمثل الجبهة الثورية بعدد 5 مقاعد في مجلس الوزراء.
وأضافت المصادر أن الوزارات التي سيتم تفكيك كل منها إلى وزارتين هي وزارات «التجارة والصناعة، والطاقة والتعدين»، إضافة إلى استحداث وزارة جديدة هي «وزارة السلام».
وأضافت المصادر أن أول اجتماع بين وفد الحكومة السودانية ووفد الجبهة الثورية في جوبا بعد توقيع اتفاق السلام النهائي بحث تنفيذ الاتفاق، وكان إيجابياً للغاية. وعقدت لجنة الوساطة الجنوبية اجتماعاً مشتركاً مع الوفد الحكومي المفاوض السوداني، وقادة الجبهة الثورية لبحث آليات تنفيذ اتفاق السلام.
وعُقد الاجتماع برئاسة رئيس لجنة الوساطة الجنوبية المستشار توت قلواك، ومقرر اللجنة الدكتور ضيو مطوك، والوفد الحكومي المفاوض أعضاء مجلس السيادة السوداني الانتقالي الفريق أول شمس الدين كباشي، محمد حسن التعايشي، ورئيس الجبهة الثورية الدكتور الهادي إدريس، وجميع رؤساء الحركات المسلحة التي وقعت على الاتفاق.
وخلال الاجتماع، أكدت لجنة الوساطة ضرورة الانخراط في التشاورات بشأن عودة قادة الحركات المسلحة إلى الخرطوم قريباً، وأن السلام هو الضمان الحقيقي لتحقيق التحول الديموقراطي في السودان، موضحين أن اللجنة ستلعب دوراً أيضاً في تنفيذ الاتفاق ومسيرة السلام خلال الفترة المقبلة.
من جانبه، أكد وزير الإعلام السوداني فيصل محمد صالح أن المهمة القادمة بعد توقيع اتفاق السلام هي كيفية تنفيذ هذا الاتفاق وإنزاله على أرض الواقع، مشيراً إلى أن تنفيذ اتفاق ستواجهه عقبات وصعوبات سيتم تجاوزها بالإرادة والتصميم والرغبة في تحقيق السلام.
وأكد محمد حسن التعايشي، المتحدث باسم وفد الحكومة المفاوض وعضو مجلس السيادة، أهمية بدء تنفيذ الاتفاق ببند الترتيبات الأمنية، حتى يؤكد الطرفان للشعب السوداني أن الحرب قد توقفت، وبدأت مرحلة تشكيل المؤسسات. وأضاف التعايشي أن الأوضاع لا تحتمل التأجيل لتشكيل الحكومة، وأطراف العملية السلمية سيصبحون جزءاً منها بعد قدومهم للخرطوم قريباً.
من جانبه، أكد الهادي إدريس، رئيس الجبهة الثورية، جدية أطراف العملية السلمية في تنفيذ وثيقة الاتفاق. وأوضح أن الاجتماع بحث عدداً من القضايا الخاصة بقدوم مكونات الجبهة الثورية إلى الخرطوم، وبداية تنفيذ الاتفاق، وتضمين اتفاق السلام في الوثيقة الدستورية خلال أقل من أسبوعين.
وعقد رئيس لجنة الوساطة الجنوبية توت قلواك، مؤتمراً صحفياً عقب انتهاء اجتماع اللجنة مع أطراف العملية السلمية، أكد خلاله أن قادة «الجبهة الثورية» سيعودون إلى الخرطوم قريباً، مشدداً على مشاركة اللجنة في جميع الخطوات المستقبلية التي ستتم بشأن تنفيذ الاتفاق وتشكيل مؤسسات الدولة عقب دمج قادة الحركات بها بموجب الاتفاق.
وقال قلواك في تصريحات خاصة لـ «الاتحاد»، إن التفاوض مع رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال، بقيادة عبد العزيز الحلو، سيبدأ في الأسبوع الثالث من شهر أكتوبر الجاري في جوبا، موضحاً أن جميع الدول التي وقعت على الاتفاق بصفة «الضامن» وأبرزهم الإمارات، ستكون شريكاً أصيلاً في دعم وتنفيذ وتمويل ومتابعة الاتفاق وآليات تنفيذه.
كباشي لـ«الاتحاد»: أطراف العملية السلمية في الخرطوم قريباً
قال عضو مجلس السيادة السوداني الفريق أول شمس الدين كباشي لـ«الاتحاد»، إنه تم التوافق على تشكيل وفد ممثل لأطراف العملية السلمية للذهاب إلى الخرطوم قريباً للمشاركة في تلك الترتيبات، ومن ثم الشروع في تشكيل المؤسسات المختلفة كافة، مؤكداً أن الوفد لديه تفويض كامل بمناقشة جميع التفاصيل والترتيبات اللازمة لتضمين الاتفاق في الوثيقة، حيث إنه من المقرر تنفيذ ذلك خلال 10 أيام.
ومن ناحية أخرى، كشفت مصادر في السودان وجنوب السودان لـ«الاتحاد» عن ترتيبات تتم لحل القضايا الخلافية بين الوفد الحكومي المفاوض والحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو «التي لم تلحق باتفاق السلام بعد»، تمهيداً لاستئناف التفاوض بين الجانبين منتصف الشهر الحالي. وقال إبراهيم الشيخ، المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير، إن تحفظ الحلو على رئاسة حميدتي لوفد التفاوض يمكن تجاوزها، وأضاف: «ستتم مناقشة علاقة الدين بالدولة مع هياكل السلطة الانتقالية لحسم الأمر بصورة نهائية، وكشف الشيخ عن تشكيل آلية مشتركة بين قوى الحرية والتغيير وحركة الحلو تضم شخصين من كل طرف لحل العقبات التي تعترض مسار السلام».
