يتجلى ما ننعم به في منطقتنا الخليجية من استقرار ووحدة وطنية في الكثير من المظاهر والأسس التي حرص على غرسها قادتنا بما أنعم الله به عليهم من حكمة وبصيرة. وقد كنا خلال الأيام القليلة الماضية أمام إحدى أنصع تلك الصور في الانتقال السلس للسلطة، وتولي صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الصباح مقاليد الحكم في دولة الكويت الشقيقة خلفاً للأمير الراحل، أمير الإنسانية الشيخ صباح الأحمد الصباح، رحمه الله. وقبل ذلك في الشقيقة عُمان لدى تولي السلطان هيثم بن طارق الحكم، عقب رحيل المغفور له السلطان قابوس بن سعيد.
مظاهر وصور تبرز في مواقف دقيقة ولحظات عصيبة تعبر عن قوة مؤسسات الحكم ورسوخها وسلاسة تداول السلطة لحرص القادة على تحصين أوطانهم بالالتزام بالدستور وأنظمة الحكم المتوارثة عبر مئات السنين لتحقيق استقرار بلدانهم، الغاية الأسمى لكل قائد غيور على بلاده ومواطنيه.
 بالمقابل نجد تجار الشعارات الجوفاء وأصحاب المغامرات، يعمدون - وفق تعبير الزميل الكاتب هاني مسهور- إلى «تفخيخ الأوطان» بأشكال شتى، ومنها محاولة خلية إرهابية مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، تنفيذ عمليات تخريبية في المملكة العربية السعودية الشقيقة، والتي أعربت الإمارات عن استنكارها وإدانتها لها مشيدة «بيقظة وحنكة وكفاءة الأجهزة الأمنية في المملكة، وتصديها لهذه الأعمال الإرهابية، مجددة موقفها الثابت وتضامنها مع المملكة في التصدي لمثل هذه العمليات الإرهابية، وتأييدها ومساندتها في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها».
وقبل ذلك فخخ حزب الله الإرهابي بيروت بأطنان من مادة نترات الأمونيوم، وعند انفجارها تسببت في دمار هائل للعاصمة ذهب ضحيته عشرات الأبرياء إثر الانفجار الذي قدر خبراء قوته بعشر قوة القنبلة الذرية على هيروشيما اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية، واعتُبر أكبر انفجار تشهده البشرية في التاريخ، بينما قال آخرون إن قوته تعادل هزة أرضية بقوة 4.5 درجة على مقياس ريختر.
واليوم نتابع تفخيخ الميليشيات الحوثية الانقلابية المدعومة من طهران، ناقلة النفط «صافر» الراسية قبالة ميناء «رأس عيسى» لتصدير النفط، وهي عالقة منذ خمس سنوات محملة بـ1.5 مليون برميل من النفط الخام، ويهدد انفجار خزاناتها المتهالكة، جراء انعدام الصيانة بسبب الابتزاز الحوثي، بأكبر كارثة بيئية في البحر الأحمر ستمتد لشواطئ السعودية والأردن ومصر. القاسم المشترك بين النماذج الثلاثة الأخيرة.. أصابع إيران.