الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

تربية النحل.. علم يُدرّس وحرفة تدر أرباحاً

تربية النحل.. علم يُدرّس وحرفة تدر أرباحاً
3 أكتوبر 2020 00:11

ساسي جبيل (تونس)

تحظى تربية النحل في تونس بأهمية كبرى من الناحية الاقتصادية وكذلك الاجتماعية، وتُعد من الأنشطة المزدهرة نتيجة للظروف المناخية الملائمة وتوفر الزراعات على مختلف أنواعها، بما في ذلك النباتات الرعوية المتنوعة، فضلاً عن تميز البلاد بكثرة النباتات العطرية، وهي ميزة جعلت تونس من أهم الدول المنتجة للعسل ذي الجودة الرفيعة، باعتبار أن إنتاج العسل المميز يحتاج إلى بيئة ورعاية مناسبة لطبيعته، وهو ما يتوفر في تونس.
ويوجد في تونس قطاعان لتربية النحل أولهما القطاع التقليدي الذي ينتشر في المناطق الريفية، دون أن يكلف المربي تكلفة باهظة باعتباره يعتمد على التقنيات القديمة مما يجعل إنتاجه ضعيفاً، فضلاً عن مواجهته للعديد من الصعوبات في مكافحة الأمراض. 

أما القطاع الثاني فهو عصري، ويتطلب تكلفة باهظة، حيث تتم فيه تربية النحل في بيوت خشبية، يتجلى فيها تطوره السريع مقارنة مع القطاع التقليدي، فضلاً عن سهولة الكشف عن الخلايا للقيام بأعمال الانتقال والترحيل.

خلايا النحل
وفي هذا السياق، يقول مربي النحل محمد بن يونس، وهو شاب في مقتبل العمر: «الطريقة التقليدية تعتمد على إمكانية عيش النحل في تجاويف الشجر والفراغات الموجودة في جدران البنيان أو في غيرها من الأماكن المحمية، لذلك صمم جدودنا وآباؤنا عدّة أنواع من خلايا النحل، مثل خلايا النحل ذات الطراز القديم والتي يتمّ إعدادها من المواد البسيطة، مثل الصناديق العادية، وجذوع الأشجار الجوفاء، وسلال القش، إلا أن لهذه الخلايا العديد من العيوب، ومنها قلة الإنتاج، أمّا ما تعلمته في مراكز التكوين فإنه يختلف عن ذلك تماماً، حيث خلايا النحل الحديثة التي تُصنع مع إطارات متحركة تُسهّل عملية الرعاية بالخلية واستخراج العسل»، مضيفاً أن تربية النحل تعتبر حرفة ناجحة لمن يحسن إتقان عملها ويعرف أسرارها وفنونها، ويقبل عليها الرجال والنساء. 

رداء النحال
وقال بن يونس: «عادة ما يحتاج النحل إلى الماء، مثله مثل كل كائن حيّ وخاصة في أوائل الرَّبيعِ، وفصل الصيف، لذلك أوفر كمربٍّ أوعيةً مليئة بالماء أضعها بعيدة قليلاً عن خلايا النحل، كما على المربي أيضاً توفير أدوات أساسية لتربية النحل ومنها الخلية المُناسبة والمدخنة التي تعتبر أداة مهمةً نتيجة سيطرتها على النحل بما يُسهِّل على المربي مهمّة مراقبة الخلية وجمع العسل، خاصة حين يكون النحل هائجاً لسبب أو لآخر، وكذلك السترة، وهي رداء النحال وعادة ما يتمّ ارتداء القناع الأسود الذي يُسهّل عملية الرؤية، ويفضّل بعض النحّالين ارتداء بدلة النحل الخاصة، ويجب أن تكون ملابس النحل ذات ألوان فاتحة، باعتبار أن النحل لا يحبّ الألوان الداكنة ويميل إلى مهاجمة الأجسام المظلمة، كما يجب ارتداء قفازات النحل لحماية اليدين والذراعين من اللسعات».

العسل أنواع
من جهته، قال شقيقه المنجي وهو يصغره سناً ويساعده في العمل: «للعسل البيولوجي أو الطبيعي نوعياته، ومنه عسل الإكليل وعسل الزعتر وعسل أمّ الروبية وعسل الكاليتوس، وغيرها، والتي تبقى كلها مراقبة من قبل مخابر مختصة ومنها المعهد الوطني للتغذية والمخبر المركزي للتحليل والتجارب». 

خبرة وكفاءة
أما الخمسيني التيجاني بن عمران، فأكد أن أهمية خلايا النحل لا تنحصر في إنتاج العسل والشمع بل تلعب دوراً كبيراً في تلقيح الأشجار والنباتات التي تزداد مردوديتها وتتحسن جودتها، مشدداً على أن أغلب المزارعين التونسيين اهتموا بتربية النحل وإنتاج العسل على مرّ السنين، لذلك يمتلكون من الخبرة والكفاءة ما يجعلهم متقدمين على عدد كبير من مربي العسل في العالم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©