عدد اليوم
هالة الخياط (أبوظبي)
نجحت جهود هيئة البيئة في أبوظبي في الحفاظ على أعداد أبقار البحر الحالية والبالغة 3000 بقرة بحر، مسجلة أقل معدل نفوق تم رصده خلال السنوات الخمس الماضية.
وتشكل مياه أبوظبي موطناً لما يزيد عن 40% من العدد الإجمالي لهذه الحيوانات في الخليج العربي والبحر الأحمر، وتعتبر إمارة أبوظبي موطناً لثاني أكبر تجمع لأبقار البحر (الأطوم) في العالم، والأعلى كثافة للمتر المربع بمنطقة الخليج العربي، وتتركز بشكل أساسي في المياه المحيطة بمحمية مروح البحرية للمحيط الحيوي.
وساهم تفعيل القرار الوزاري بشأن تنظيم صيد الأسماك السطحية بواسطة الشباك بطريقة الحلاق في مياه الصيد التابعة لإمارة أبوظبي، بانخفاض ملحوظ في معدل نفوق أبقار البحر، حيث رصدت الهيئة في أبريل الماضي 10 حالات نفوق، خلال فترة الذروة في الموسم 2019-2020 مقارنة بـ 23 حالة نفوق خلال الموسم السابق.
شباك الصيد
وكانت هيئة البيئة في أبوظبي، بالتنسيق مع وزارة التغير المناخي والبيئة، قامت بتعديل أحكام القرار الوزاري بشأن تنظيم صيد الأسماك السطحية بواسطة الشباك بطريقة الحلاق «التحويط»، ومنع استخدام الشباك في مياه إمارة أبوظبي منذ ديسمبر 2018، حيث تم رصد ارتفاع ملحوظ في حالات نفوق أبقار البحر، في ذلك الحين، بلغ 23 حالة، وهي الأعلى خلال الخمس سنوات السابقة.
وتزامناً مع القرار، قامت فرق الرقابة والتفتيش لدى الهيئة وبالتعاون مع جهاز حماية المنشآت الحيوية والسواحل وجمعيات الصيادين بتعزيز التعاون المشترك والجهود للحد من النفوق العرضي لأبقار البحر، وإنفاذ القرار.
وقال أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي بالإنابة لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري بالهيئة «إن الهيئة تعكف على مراجعة التشريعات التنظيمية التي تساهم في استدامة المخزون السمكي الاستراتيجي، بالإضافة إلى حماية الأنواع البحرية الرئيسة وموائلها الطبيعية».
ويستمر عمل فرق الرقابة والتفتيش لدى الهيئة مع جهاز حماية المنشآت الحيوية والسواحل لزيادة الدوريات والرقابة في المحميات الطبيعية، ومناطق الاستراحات البحرية لرصد الاستخدام غير القانوني لشباك الصيد، فضلاً عن العمل مع الجهات المعنية لزيادة وعي ملاك الاستراحات البحرية والعاملين لديهم عن الحياة الفطرية البحرية، بالإضافة إلى التوعية بشأن التشريعات البيئية للمحافظة عليها.
وأوضح الهاشمي أن حالات نفوق أبقار البحر سجلت خلال هذا الموسم أقل معدل خلال السنوات الخمس الماضية، الأمر الذي يؤكد على فعالية القرار الصادر بشأن تنظيم صيد الأسماك السطحية بواسطة الشباك بطريقة الحلاق في تعزيز الجهود التي تبذلها الهيئة، والجهات المعنية الأخرى، لحماية الأنواع البحرية المهددة بالانقراض مثل أبقار البحر والسلاحف البحرية».
أسباب النفوق
وتشير بيانات الهيئة إلى أن السبب الأكثر شيوعاً للنفوق خلال الموسم الحالي هو الغرق بعد وقوعها في شباك الصيد، حيث تم رصد 7 حالات نفوق لأبقار البحر بسبب ذلك، فيما لم يتم تحديد أسباب نفوق الحالات الثلاثة الأخرى. وتتضمن الأسباب الأخرى التي تؤدي بالعادة لنفوق أبقار البحر، فقدان وتدهور موائلها الطبيعية، والتلوث البحري، الاختناق بعد وقوعها في شباك الصيد غير القانونية، واصطدامها بالقوارب السريعة.
وتعتبر أبقار البحر من الأنواع المدرجة على قائمة الحيوانات المعرضة لخطر الانقراض، مما يجعل قضية الحفاظ عليها أمراً في غاية الأهمية بالنسبة لدولة الإمارات.
وتتغذى أبقار البحر بشكل حصري على أعشاب البحر، وتتنفس من خلال الوقوف على ذيلها ورأسها خارج المياه، ويتراوح وزنها بين 230 إلى 500 كجم، وتعيش إلى 70 سنة، وهي مثل الانسان ، تحب أن تعيش بجوار بعضها البعض، وغالباً ما تسبح على شكل قطعان مؤلفة من مائة بقرة أو أكثر وتقطع مسافة تصل إلى 30 كيلومتراً يومياً.
وتتسم أبقار البحر بالخجل والتحفظ وصعوبة الوصول إليها. كما أنها ضعيفة البصر، ولكن حاسة السمع حادة للغاية، سواء على السطح أو تحت المياه. وعلى الرغم من قدرتها على البقاء تحت الماء لفترة تصل إلى 6 دقائق، إلا أنها يجب أن تصعد للسطح بشكل منتظم لمدة ثانيتين على الأقل، عند الشعور بالخوف تصدر صوتاً يشبه الصفير، بينما تصدر عجولها ثغاءً يشبه البكاء.
ويبلغ عمر أبقار حوالي سبعين سنة، ويتراوح سن التكاثر بين 10 -17 سنة. كما أن فترة الحمل تتراوح بين 12 – 14 شهراً. وتلد في المياه الضحلة، ويبدأ المولود في السباحة إلى السطح مباشرة بعد الولادة لاستنشاق أول نسمة هواء. يلزم المولود الصغير ظهر أمه ويصعد للتنفس أو يهبط للتغذية بصحبة الأم. يرضع العجل من أمه تحت الماء وهو في وضع مقلوب، وتظل العجول مع أمهاتهم لمدة عام.
