الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الرئيس السابق لجامعة القدس: التعاون العلمي بين الإمارات وإسرائيل نافذة لـ«مشاركة» فلسطينية

الرئيس السابق لجامعة القدس: التعاون العلمي بين الإمارات وإسرائيل نافذة لـ«مشاركة» فلسطينية
29 سبتمبر 2020 01:27

دينا محمود (لندن)

أكدت مجلة «ذا نيتشر» العلمية المرموقة، أن الانفراجة الدبلوماسية الهائلة، التي أفضت إليها الخطوات الإماراتية الأخيرة على طريق السلام «تعزز آمال التعاون العلمي بين دول المنطقة، في مجالات مثل استكشاف الفضاء والمياه والأمن الغذائي، بل والبحوث الأثرية كذلك».
وقالت المجلة، المتخصصة في نشر الأبحاث العلمية العالمية: «إن السلام بين البلدين يُوفّر «فرصاً حقيقية للتبادل العلمي بين الباحثين في كلا البلدين، وكذلك لإطلاق برامج بحثية مشتركة، وإقامة مؤتمرات علمية إقليمية»، مشيرة إلى أنه بات بوسع العلماء الإسرائيليين، الاستفادة من الاستثمارات الإماراتية المتزايدة، في مجالات البحث العلمي والانتفاع بالبنية التحتية التكنولوجية المتقدمة المتوافرة في دولة الإمارات.
ولفتت «نيتشر» إلى أن بوسع الأكاديميين الفلسطينيين الاستفادة بشكل كبير من مثل هذا التعاون. ونقلت عن سري نسيبة، الرئيس السابق لجامعة القدس، قوله: «إنه واثق من أن ذلك سيصب في صالح الباحثين الفلسطينيين، وتأكيده على أن الإمارات قادرة على تسخير تلك الروابط العلمية المستقبلية، من أجل إفادة الجانب الفلسطيني».
 وأبرزت «نيتشر» حقيقة أن الأسابيع القليلة التي انقضت منذ إعلان التوصل إلى المعاهدة منتصف الشهر الماضي، شهدت بالفعل التوقيع على اتفاقيات بين مؤسسات بحثية إماراتية وإسرائيلية، من قبيل مذكرة التفاهم التي وُقِعَت قبل أقل من عشرة أيام، بين جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، ومعهد وايزمان للعلوم.
ونقلت المجلة في تقرير لها عن شي لي سبيجلمان، المدير العام لوزارة العلوم والتكنولوجيا الإسرائيلية، إشادتها بالاجتماعات التي عُقِدت بين المسؤولين الإماراتيين والإسرائيليين قبل أسابيع حول سبل تعزيز التعاون العلمي، وذلك خلال الزيارة التي قام بها وفد أميركي إسرائيلي مشترك إلى أبوظبي.
وقالت سبيجلمان: «إن التعاون في هذا المضمار، يُشكل أولوية قصوى للطرفين»، مشيرة إلى أن الاجتماعات التي عقدها الجانبان خلال زيارة الوفد المشترك، شملت «نقاشات أوليّة حول التعاون المحتمل بينهما في مجال الفضاء، والتنسيق بشأن أي زيارات مقبلة لرواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية»، خصوصاً في ضوء تجربة الإمارات في إرسال رائد فضاء إلى هذه المحطة العام الماضي، وإطلاقها مسباراً صوب المريخ قبل شهور قليلة.
وأشارت المسؤولة الإسرائيلية كذلك إلى أن التعاون العلمي المرتقب بين الجانبين، سيركز على الأرجح على «ملفات الذكاء الاصطناعي، والأمن المائي والدراسات المتعلقة بالصحراء، إلى جانب الطاقة والأمن السيبراني وتقنيات تحلية المياه». 
إلى ذلك، أكد خبراء أن معاهدة السلام التاريخية تُوفر الفرصة الأفضل من نوعها لمنطقة الشرق الأوسط للاحتفاء برؤى الاعتدال والحداثة، ومد جسور التعاون بين شعوبها في شتى المجالات، وهو ما يسمح لهذه المنطقة بمواكبة بقاع العالم الأخرى، التي قطعت أشواطاً واسعة على طريق التقدم الاقتصادي والتكنولوجي.  وشدد فريدريك كيمب، الرئيس التنفيذي لمركز «المجلس الأطلسي» للأبحاث والدراسات المتعلقة بالشؤون الدولية، على أن المعاهدة الإماراتية الإسرائيلية، ستفتح الباب أمام قيام «سلام دافئ، ربما لا يتعلق بإنهاء العداء، وإنما يرتبط أكثر بالشراكة في مجال التكنولوجيا، وتنمية الاستثمارات، وإبرام الاتفاقات الاقتصادية والصفقات التجارية».
 وفي تصريحات لشبكة «سي إن بي سي» التليفزيونية الإخبارية الأميركية، أكد كيمب أن إبقاء المعاهدة على «حل الدولتين» قائماً من خلال الحيلولة دون ضم إسرائيل لنحو ثلث أراضي الضفة الغربية، من شأنه جعل «الفلسطينيين يصبحون في نهاية المطاف، المستفيد الأكبر من تفعيل هذه الرؤية للتسوية، التي تضمن قيام اقتصاد شرق أوسطي أكثر حيوية وتكاملاً».
 وأشار كيمب إلى أن التوصل إلى معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل تطلب التحلي بقدر كبير من «الشجاعة، وهو ما يوجب على الشركاء الدوليين، اغتنام هذه الفرصة التاريخية، ودعمها لتحويل الآلام التي طالما كابدها الشرق الأوسط، إلى آمال عريضة» لكل شعوبه.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©