صُدم الكثيرون بداية الأسبوع الجاري، مع تصريح مدير فريق الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، بأنه لا يستبعد، بل يرجح، أن تبلغ وفيات وباء كورونا الحالي أكثر من مليوني شخص، حتى بعد تحسن سبل العلاج المستخدمة، ونجاح العلماء في تطوير تطعيم فعال. هذا الرقم على ضخامته، يتضاءل أمام الوفيات التي تقع سنوياً، بسبب وباء آخر، هو وباء التدخين.
وحسب إحصائيات المنظمة الدولية، يقتل التدخين، واستخدام باقي منتجات التبغ، أكثر من 8 ملايين شخص سنوياً، 7 ملايين منهم بشكل مباشر، و1.2 مليون نتيجة التدخين الثانوي. وبوجه عام، يقتل التبغ ومنتجاته، نصف مستخدميه، بشكل أو بآخر.
إحدى هذه الأشكال أو السبل التي يقتل بها التدخين مستخدميه، هي أمراض القلب والشرايين. حيث يقدر أن التدخين يعتبر مسؤولاً عن 20% من الوفيات الناتجة عن أمراض الشرايين التاجية المغذية لعضلة القلب، حسب تقرير نُشر نهاية الأسبوع الماضي عن الاتحاد العالمي للقلب (World Heart Federation)، بمناسبة اليوم العالمي للقلب (World Heart Day) والذي يحل غداً الثلاثاء، التاسع والعشرين من سبتمبر.
وفي الوقت الذي يزيد فيه تدخين بضعة سجائر يومياً، أو التدخين بين الحين والآخر، أو حتى التعرض للتدخين الثانوي، من احتمالات الوفاة بأمراض القلب، نجد أنه حسب التقرير المشار إليه سابقاً، يؤدي التوقف عن التدخين فوراً، إلى انخفاض بنسبة 50% في احتمالات الوفاة بسبب أمراض القلب، وذلك بعد مرور عام واحد فقط على الامتناع عن التدخين.
أضف إلى ذلك، أن ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، يزيدان من احتمالات التعرض للمضاعفات الخطيرة لكوفيد-19، وللوفاة، إذا ما أصيب الشخص بالعدوى. فحسب مسح أجرته منظمة الصحة العالمية مؤخراً، تبين أن 67% من الوفيات التي وقعت في إيطاليا بسبب فيروس كورونا، كانت بين مصابين بارتفاع ضغط الدم، وفي إسبانيا تبين أن 43% من المصابين بكوفيد-19 كانوا مصابين سابقاً بأمراض القلب والشرايين. وهو ما يجعل التدخين مسؤولاً بشكل غير مباشر عن الوفيات جراء كورونا، نتيجة تسببه في ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، واللذين يحتلان مراتب متقدمة على قائمة عوامل الخطر المسببة للوفاة، إذا ما تعرض المريض للعدوى بالفيروس.