السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«سلطان الغيب».. عمل رؤيوي ثري بالأبعاد الميثولوجيّة والشعريّة

خلال الندوة النقدية عن بعد (من المصدر)
24 سبتمبر 2020 00:58

محمد عبدالسميع (الشارقة)

أشاد روائيّون ونقّاد وناشرون برواية «سلطان الغيب» للكاتب اليمني د. عمر عبدالعزيز، مؤكّدين ثراءها بالأبعاد الميثولوجيّة والشعريّة كعمل رؤيوي له تصوّره المسبق، واشتغالها على تقنيات المونتاج والمشهد والصورة وغنى التجربة الإنسانيّة فيها، إضافةً للثقافة المعرفيّة في لغتها والتتابع الدائري للزمن وتواشج الغرائبيّة والواقعية السردية خلالها، لتكون هذه الرواية سيرة مكان بامتياز.
ورأى الروائي الليبي إبراهيم الكوني، في الندوة النقديّة التي أقامها النادي الثقافي العربي في الشارقة أول من أمس بإدارة الإعلامي محمد ولد سالم، أنّ الرواية الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت، هي عمل مهم، يُضاف إلى أعمال د. عبدالعزيز السابقة «الحمودي» و«مريوم»، متحدثاً عن الروح والذخيرة اللتين يتمتع بهما الكاتب واحترافه في السيرة الغنيّة التي تصبح ملحمة، متناولاً الشيفرات الإنسانيّة لكثير من الأعراق التي عاشها الكاتب، في اليمن وأفريقيا وأوروبا كهويّة ثقافيّة، مؤكداً أن اليمن هو وطن ميثولوجي، وملح الرواية الميثولوجيا، بما للأسطرة من فوائد جمّة على النص.

  • عمر عبد العزيز
    عمر عبد العزيز

وبدوره، قال الناقد د. سمر روحي الفيصل إنّ «سلطان الغيب» عمل يتكامل بصورة جديدة مع أعمال د. عمر عبدالعزيز السابقة، موضّحاً أنّ الروايات السابقة كان السرد فيها مرسلاً، أما في روايته الجديدة فهناك مزج بين السرد الخطي والسرد المرسل مع الحفاظ على تقنية السارد العليم، حيث يوحي هذا السارد بأنّه يكتب سيرة د. عبدالعزيز كفرد من أفراد سيرة الحمودي أو حفيد من الأحفاد، في منطقتي اليمن والصومال، لنكون أمام نص مشبع بالتفاعل النصّي، حيث الكاتب مولع بالاستشهاد بالشريعة وأعلام الثقافة العربية والفلاسفة والمتصوفين، ويستفيد من تقنيات السينما من خلال المونتاج والمشهد والصورة.
ولفت الناشر د. ماهر الكيالي، مدير الدار العربية للدراسات والنشر، إلى غنى التجربة الإنسانيّة في العمل، كما تحدث د. همدان دماج عن أسلوب د. عمر عبدالعزيز في موضوع اللغة باعتبارها الكينونة الأولى لعمل الكتابة، والاسترجاعات الأدبية والمعرفيّة التي يتميز بها في أعماله، وكذلك التتابع الدائري للزمن وإعادة تصنيع السرديات لديه وتواشج الغرائبية والواقعية السردية.

  • الغلاف
    الغلاف

ورأى د. محمود العزاني أنّ التضادات أو التلازمات الثنائيّة أعطت النصّ حيويةً داخليّةً ملحوظةً، مؤكّداً حضور الوصف ومشهدياته الجميلة خارج إطار المألوف.
وبدوره، قال الناقد عبدالفتاح صبري إنّ الرواية تمثّل نوعاً من سيرة المكان، بما تفتحه من مجالات للبحث في سيرورة هذا المكان، حيث التنقل بين اليمن والصومال وإيطاليا، وعلائق ذلك المكان الثقافية، وهو ما يعطي لهذه الرواية خصوصيتها، بوصفها سيرة مكان بامتياز.
وأشادت د. أم السّعد مكي بالثراء اللغوي والمشارب المتنوعة، لعمل يخالف نمطية الرواية العربيّة، كخلاصة لمجموعة من التجارب والسياقات المكانية والزمانية المختلفة جداً. 
ومن جانبه، تحدث كاتب الرواية د. عمر عبدالعزيز عن ارتباط عمله برواياته السابقة، فهي رواية بوليفونيّة متعددة الأصوات إلى حدٍّ ما، مع عدم تفضيله تجنيس كتاباته، مفضلاً تركها مفتوحةً، كاشفاً أنّ «سلطان الغيب» تحمل ما أراد تأكيده من أنّ الوجود الحقيقي هو الوجود في الغيب، معترفاً بمقدرة اللغة العجيبة على التجريد والواقعيّة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©