ألقت شرطة دبي مؤخراً، القبض على واحد من أخطر المجرمين الدوليين، وهو المدعو دينيس ماتوشي، أحد زعماء عصابة «كومبانيا بيلو» الإجرامية العابرة للحدود، و«الضالعة في جرائم اتجار بالمواد المخدرة، وتهريبها بين أميركا الجنوبية وأوروبا، وصلت قيمتها إلى أكثر من 1.5 مليار درهم»، وكانت تطارده بشراسة السلطات الإيطالية «لترؤسه عصابة إجرامية منظمة لترويج المخدرات، وتمكنه برفقة زعماء العصابة الآخرين من جلب وتهريب ونقل مئات الأطنان من المخدرات إلى أوروبا».
«كومبانيا بيلو» تعني باللغة الإيطالية «الصحبة الجميلة»، ولكن عصابة «صحبة الشر» كما غيرها من عصابات الجريمة المنظمة تنشر الشر والقبح بأفعالها وجرائمها لإغراق بلدان العالم بالسموم، مستهدفة الشباب على وجه الخصوص، لتقويض المجتمعات في تحالف محور الشر الذي يجمعها بالتنظيمات الإرهابية في كل مكان.
 سقوط ماتوشي جاء في إطار عملية دولية مشتركة، ومتزامنة الثلاثاء الماضي الخامس عشر من سبتمبر الجاري، حملت اسم «لوس بلانكوس»، وتعني «الأبيض» باللغة الإسبانية، مع 10 دول، وساهمت في القبض على 20 مطلوباً من زعماء العصابة في ساعة صفر واحدة، ومنهم الألباني ماتوشي، الذي كان موجوداً في دبي، لتبادر السلطات الأمنية الإيطالية بتوجيه الشكر والامتنان لدولة الإمارات ووزارة الداخلية، ممثلة في القيادة العامة لشرطة دبي، على سرعة إلقاء القبض على الرجل الذي يعد أحد أخطر زعماء العصابة، وكانت تطارده منذ أكثر من خمس سنوات.
جهود كبيرة، عظيمة وجليلة لأبطال العيون الساهرة في وزارة الداخلية والإدارات الشرطية في مختلف مدن وإمارات الدولة، لحماية شبابنا وتحصين مجتمعاتنا، والتعاون مع نظرائهم في الدول الشقيقة والصديقة، وهي جهود واضحة للعيان، لأنها تنطلق من رؤية شاملة لمفهوم الأمن، لا يستوعبها ضيقو الأفق من تجار الصحف الصفراء في لندن، تحديداً الذين يحاولون تصوير دبي والإمارات على أنها مكان مفضل لأمثال ماتوشي، متناسين أن الإمارات سلمت خلال الفترة القليلة الماضية 52 مطلوباً دولياً عالمياً، ممن قبضت شرطة دبي عليهم، والمطلوبين دولياً في قضايا الإرهاب والجريمة المنظمة وغسل الأموال والقتل والمخدرات لعدد من الدول الصديقة من بينها هولندا، وبلجيكا، وبريطانيا، والسويد، وأستراليا، وباكستان، والهند، والصين وغيرها، لتؤكد للجميع أن هذه الأرض الطيبة لا تقبل ولا ترحب إلا بالشرفاء، وستظل وفية دائماً لالتزاماتها، بأن تظل في الصفوف المتقدمة لمكافحة الجريمة، والجريمة المنظمة، والإرهاب بأنواعه.