الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«عائد من الإدمان»: المخدرات .. كذبة كبرى

«عائد من الإدمان»: المخدرات .. كذبة كبرى
22 سبتمبر 2020 03:44

خلفان النقبي  (أبوظبي)

مرحلة الإدمان تبدأ دائماً بدافع الفضول وحب التجربة، بجانب تصوير رفاق السوء للشخص بأن المخدرات مصدر للسعادة، وما أن يقع الشخص في شباكها حتى يكتشف الكذبة الكبرى، وتتدهور علاقاته بكل المحيطين به، ويكون جميع أهدافه التعاطي والتمتع بنشوة المخدرات. 
هذا ما حدث ل (أ.ن) الذي لم يفق من كبوته إلا عندما حكم عليه بالسجن، ليقرر بموافقة الأهل اللجوء للمركز الوطني للتأهيل، والذي دخله بداية إرضاء لزوجته، ظناً منه أنها فترة ويعود بعدها ليواصل التعاطي.
أدمن (أ.ن) تعاطي الهيروين والأفيون والحبوب والحشيش وهو في الثانية والعشرين من عمره، كما أن لديه زوجة و4 أبناء، حيث حصلت له عده اضطرابات نفسية جعلته شخصاً عصبياً وعدوانياً ولا يستطيع السيطرة على تصرفاته، أو التحكم في سلوكياته مع زوجته وأبنائه الذين يخافون من أبيهم بدرجه تفوق الخيال. وقال (أ.ن): كنت أضربهم، ولم توجد علاقة بيني وبينهم كأي رب أسرة بعائلته، حتى انعدم الاهتمام بالكامل، ويوماً بعد يوم أصبحت العلاقة أكثر سوءاً، وفي يوم أمسكت ابني وأردت أن ألقيه من الشباك، ولولا تدخل زوجتي لكنت ارتكبت ذنباً وجريمةً، وأصبح كل اهتمامي ماذا سأتعاطى اليوم ومع من وأين. 
وأَضاف (أ.ن) أنه يرى نظرة الخوف والحزن في عين أبنائه، ولم يستطع فعل شيء لهم، فقد كان الإدمان يسيطر على تصرفاته وسلوكياته، وزيادة على هذه الأفعال الحوادث والسرقات والسلوكيات غير السوية التي كان يقوم بها، واعترف (أ.ن) بأنه ندم على كل يوم كان فيه أنانياً بالتفكير في إسعاد ذاته فقط، حيث أنه كان يسير وراء ملذاته والفواحش التي نهى الله عنها، وقال: كنت أضر صحتي وجسدي وأؤذي أبنائي وأهلي وأهملهم بشكل كلي وما يشعرني بالحزن الشديد أنني مصدر حزن وتعاسة لهم.

قرار حاسم
وعن كيفية اتخاذ القرار الحاسم بضرورة العلاج، والذي أخذه بعد أن تم الحكم عليه بالسجن في قضية ما، عندها كانت له وقفة مع نفسه، حيِث أنه لجأ إلى المركز الوطني للتأهيل بعد إصرار من عائلته وتشجيعهم له على العلاج، كما أنه وافق مبدئياً دون الاقتناع وكانت لغرض إرضاء عائلته لا أكثر، ولكن المركز غيّر معتقدات (أ.ن) وقدم له  جميع الخدمات العلاجية والصحية والوقائية، وكان يخضع لتحاليل وفحوص بشكل دوري ودائم، وتحت إشراف طبي متمكن، فالعلاج بالمركز يمر بمراحل تختلف من مدمن إلى آخر. وأشار (أ.ن) إلى أن للمركز أدواراً كثيرة جعلتني أتحدث معكم اليوم وأخبركم بقصتي وتجربتي بكل شفافية وحصولي على الثقة بالنفس واكتساب خبرة وثقافة تحفزني، وهذا على يد مختصين نفسيين واجتماعيين بالمركز يقومون بإعطاء محاضرات توعية.

إنسان جديد
وصف (أ.ن) حياته قبل دخول المركز بأنها كانت  مليئة بالمآسي والظلام، أما بعد دخول المركز فتغيرت حياته كلياً، وتحول إلى إنسان آخر مليء بالراحة والسعادة والفرح، ومنذ أول يوم حصل على الدعم المعنوي والنفسي في المركز، ويثنى عليه ويتم تشجيعه دائماً، وقال (أ.ن): سأعمل على حماية أسرتي من الإدمان، وذلك بالتوعية الدائمة وملء أوقات الفراغ بأشياء مفيدة وهوايات تسعد أبنائي، والتقرب منهم والجلوس معهم دائماً، وإشباعهم عاطفياً وإعطائهم الوقت الكافي وسماعهم، فالأبناء بحاجة للوقت الكافي، وبعد تخلصي من الإدمان تعلمت حسنة واحدة فقط وهي التعرف على أصدقاء أبنائي حتى لا يقعوا بالخطأ الذي دفعني للهلاك في الماضي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©