- للظواهر الصوتية التي تشبه الجعجعة دون طحين، للمكابرين، والمزايدين، والمرائين، وللذين يوصفون بالمحنكين في الشأن السياسي، المستشرفين، الدارين بالاستراتيجية، والذين يقرؤون بكائيات الماضي، ولا يبصرون خطوات المستقبل، الهاربين إلى الأمام فراراً من العقلانية، والتعامل مع الواقع المعيش، لدينا مثل بدوي بسيط، قد يلجم كثيراً منهم خاصة المتشدقين: «أركب الهزيل لين تلحق بالسمين»!
- للظواهر الصوتية أيضاً..لدي سؤال، لِمَ أي رئيس أو رئيس وزراء أو وزير إسرائيلي يتهم بالفساد يخرج من الحكومة أو يظل يحاكم حتى يُبرّئ ساحته القضاء أو يدان؟ مَن مِن القادة الفلسطينيين حوكموا بسبب الفساد رغم ثبوت التهمة أو استقالوا بسبب الأخطاء السياسية في المنعطفات الصعبة أو اعتذروا علانية للشعب الفلسطيني بسبب اللعب في الإعانات الخارجية الأجنبية، والمعونات المالية الخليجية العربية؟ ورغم ذلك ما زالوا يجاهرون عيني عينك، وما زالوا يخطبون بأن الاستقامة هي من أولوياتنا النضالية!
- للظواهر الصوتية أيضاً.. أصحاب الشائعات الإلكترونية السريعة، وكيف يمكن أن يحولوا العمل الإيجابي إلى سلبي، فقط لأنهم يستمتعون بفعل ذلك، فلو مثلاً قال رئيس الصحة العالمية إن هناك آثاراً جانبية للقاح كوفيد 19 الجديد، فإن سبعين في المائة سيجربون اللقاح وثلاثين في المائة سيمتنعون أو يترددون، لكن لو سرت شائعة إلكترونية مصدرها واحد جاهل أو مغرض أن اللقاح الجديد يؤدي إلى العقم فإن أكثر من سبعين في المائة سيترددون، وثلاثون في المائة سيجعلون تلك الشائعة تكبر مثل كرة الثلج.
- للظواهر الصوتية أيضاً.. المغردة نيابة عن الشيطان، والمدفوعة من أعوان الشيطان، والمؤتمِرة بأموال الشيطان، هؤلاء لا عمل لديهم في الحياة إلا الإمارات، حتى لو كحَّ مسؤول عندنا، ستجدهم ينبحون من دكاكينهم أنه مصاب بكورونا، وسيزيد عليه آخر مثله، أنه في مرحلة حرجة، وسيبالغ الثالث بقوله إنه كان في سهرة عرمرم في عرض المحيط مع عارضات أزياء ونجمات سينما، وسيكبرون من تلك الكحة العفوية للمسؤول بظواهرهم الصوتية الكاذبة، وهكذا عادة ما يبنون أحقادهم على الإمارات، وهناك متخصصون في كيل السباب والشتائم للإمارات، وهؤلاء بقدر ما تكون المسبة مفبركة بطريقة هوليودية، كلما كان الميزان راجحاً بثقله في حساباتهم التي عادة ما يقولون إنها من مال حلال في مصرف إسلامي حلال، ولا يقبلون الأموال إلا عن طريق «مسلمين» وحلال.
- للظواهر الصوتية التي أكلت حتى شبعت وتخمت، وشربت حتى ارتوت وبشمت، والله لولا «بَيبْ الظنة» لوجدتها اليوم ذاوية هرمة وبـ«حلاطها» لكن ما نقول إلا «عِمار يا أبوظبي»!