عدد اليوم
أصدقاءنا الأعزاء، مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة، وقراء جريدة «الاتحاد»..
إنه لشرف عظيم لي بصفتي رئيس تحرير صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن أكتب إليكم في مثل هذا اليوم التاريخي، الذي وقعت فيه الدولتان رسمياً على معاهدة سلام وتطبيع.
لقد بدأ بنيامين «زئيف هرتزل»، والد الحركة الصهيونية وصاحب رؤية الدولة اليهودية، حياته المهنية كصحفي. وكان يغطي محاكمات «دريفوس» في باريس عام 1894، حيث شاهد عن كثب ضابطاً يهودياً في الجيش الفرنسي وقد أدين بالتجسس، وتم خفض رتبته ونفيه. وفي وقت لاحق، تم تبرئة «دريفوس» وأعيد فتح محاكمته بعد نشر الرسالة الشهيرة التي تبدأ بكلمة «J›Accuse..!» والتي كتبها الكاتب الروائي «إميل زولا» في الصفحة الأولى من صحيفة «لورور» الفرنسية الرائدة.
وذكر «هرتزل» لاحقاً في مذكراته أن قضية «دريفوس» هي التي حولته إلى صهيوني. وأدى عمله الصحفي أخيراً إلى قيام إسرائيل، وطن ودولة اليهود.
بعد مرور 126 عاماً، عملت الصحافة مرة أخرى كعامل للتغيير الإيجابي، هذه المرة لبناء جسر للسلام بين بلدينا. إن الصحافة هي التي تمكنني، بصفتي رئيس تحرير إحدى الصحف الإسرائيلية، من الكتابة مباشرة إليكم، أي القراء في دولة الإمارات العربية المتحدة. وهذه المهنة هي التي تمكن رئيس تحرير صحيفتكم من مخاطبة قرائنا في إسرائيل مباشرة.
في شهر يونيو الماضي، نشر سفير دولة الإمارات في الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، مقالاً افتتاحياً نادراً وحصرياً في صحيفة «يديعوت أحرونوت». ونُشر مقال السفير كعنوان رئيسي في الصحيفة في ذلك الصباح، وأثار ردود فعل كثيرة في إسرائيل والعالم بأسره.
وبعد شهرين، وصلت عملية التطبيع بين بلدينا إلى ذروتها، مع إعلان «اتفاق أبراهام» من قبل رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب. وبالأمس، وفي حديقة البيت الأبيض، وقعت دولتانا على الاتفاقية التاريخية.
أصدقاءنا الأعزاء..
نأمل أن تتمكنوا قريباً جداً من القدوم إلى إسرائيل وزيارة مدينة القدس المقدسة، وتل أبيب النابضة بالحياة، والبحر الميت، ومتنزه متسادا، وعدد لا يحصى من المواقع التاريخية والجميلة التي تضمها بلادنا.
ونأمل قريباً أن يتمكن الإسرائيليون أيضاً من زيارة الإمارات العربية المتحدة، لينبهروا بجمال أبوظبي وروعة دبي، وليشاهدوا عن قرب «برج خليفة»، الذي يتألف من 163 طابقاً ويعد من العجائب، فهو أعجوبة معمارية لم نتمكن حتى اليوم من النظر إليها بإثارة سوى من خلال الصور.
ونأمل أن نجلس معاً قريباً لتناول القهوة في دبي وفي تل أبيب، ونقلب صفحات جريدتي «الاتحاد» و«يديعوت أحرونوت».
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
