الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الشارقة للآثار» تنظم محاضرة عن «مئذنة الحدباء» بالموصل

مئذنة الحدباء في الموصل
16 سبتمبر 2020 00:32

الشارقة (الاتحاد)- نظمت هيئة الشارقة للآثار، الاثنين 14 سبتمبر الجاري، محاضرة افتراضية بعنوان «مئذنة الحدباء- أيقونة الموصل المفقودة في العراق»، قدمها الدكتور عماد هاني العلاف، تدريسي في قسم الهندسة المعمارية بكلية الهندسة في جامعة الموصل بالعراق، وذلك عبر برنامج «زوم»، وعلى البث المباشر أيضاً لتطبيق انستجرام الخاص بالهيئة، حضره عدد من المُهتمين وطلاب كليات الآثار، تجاوز عددهم 80 منتسباً، حيث تم منح شهادة حضور إلكترونية للمشاركين.
واستعرضت المحاضرة لمحة تاريخية عن مئذنة الحدباء الشهيرة، التي يبلغ عمرها نحو ألف عام، والتي دمرها تنظيم «داعش» الإرهابي في 2017، خلال سيطرته على مدينة الموصل، وتبنت دولة الإمارات إعادة إعمار المسجد النوري ومنارته الحدباء، نظراً لقيمته الثقافية والتاريخية، عبر اتفاقية موقعة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونسكو».
وناقش الدكتور عماد هاني العلاف، خلال المحاضرة، سبل إعادة بناء المئذنة التاريخية، فعلياً ورقمياً وفق المواثيق الدولية للحفاظ على التراث العمراني العالمي، ومقدماً لمحة تاريخية عن أعمال الترميم والحماية المختلفة التي أجريت على المئذنة، وشارحاً بالتفصيل خصائصها الحضرية والمعمارية، وسبل إعادة إعمارها، كما كشف أن بناء الجامع النوري في الموصل، ومعه مئذنة الحدباء، تم في عهد الملك الأيوبي نور الدين زنكي، وذلك نتيجة لزيادة عدد الناس في المدينة، ومعاناة المصلين من ضيق الجامع فيها، واستمر بناء الجامع 3 سنوات من 1171 ميلادية، حتى 1173.
وقال الدكتور العلاف: «رغم تشابه مئذنة الحدباء مع عدة مآذن معاصرة لها بالعراق كمئذنة اليوسفية، سنجار، وغيرهما، إلا أنها فضلاً عن ارتفاعها الذي جعلها أعلى مئذنة في العراق بارتفاع 50 متراً فهي تمتاز بزخارفها الهندسية المتناسقة، الناجمة عن تباين قطع الطوب الأحمر المغلفة لواجهتها، وتفنن المعمار في أسلوب صف الطابوق، وقصه بأشكال هندسية معينة».
وتناولت المحاضرة أسباب الانحناء الشهير والمتزايد لمئذنة الحدباء على مر العصور، والذي تم تفسيره بأنه بفعل تأثير الرياح الغربية السائدة في مدينة الموصل، والتفاوت في أسس المئذنة، وتأثير المياه الجوفية، والفشل في تحمل المادة الرابطة للأوزان فوقها في بعض الأماكن، من المئذنة بدون غيرها.
كما تم التطرق إلى واقع حال عمليات الترميم الجارية للمسجد والمئذنة، مع عرض صور حديثة للموقع وآخر العمليات الجارية فيه، حيث تم اختتام المحاضرة بذكر مجموعة من المحاولات العلمية لإعادة إنشاء المئذنة رقمياً، والتي تفاوتت دقتها في بعض التفاصيل المتعلقة بالمجسم الافتراضي للمئذنة من الداخل والخارج.
يُذكر أن هيئة الشارقة للآثار تحرص على تجسير التواصل مع المهتمين بالآثار والمتخصصين، وذلك في إطار جهودها الحثيثة في مجال حماية الآثار وصون المكتشفات الأثرية، واتباع أفضل المعايير لحماية المواقع الأثرية والمناطق التاريخية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©