الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الثقة في كفاءة النظام الصحي لا تعني التهاون في الوقاية

الثقة في كفاءة النظام الصحي لا تعني التهاون في الوقاية
15 سبتمبر 2020 02:59

سامي عبد الرؤوف (دبي) 

أكد أطباء نفسيون، أن الشعور بالأمان النفسي والثقة في كفاءة نظام الرعاية الصحية، لا يعني تهاون بعض أفراد المجتمع في تطبيق الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس «كورونا» المستجد، مشددين على أهمية الجمع بين الأمرين، حيث يقوم الأفراد بدورهم بالتوازي من الجهود الكبيرة جداً والخدمات المتميزة التي يقوم بها خط الدفاع الأول. 
وقالوا، في تصريحات لـ«الاتحاد»: إن «الأخذ بالمسؤولية الصحية بشكل جماعي يساعد على تجنب الزيادة في حالات الإصابة بفيروس« كورنا المستجد»، مشيرين إلى أن المسؤولية المجتمعية إحدى الأدوات المهمة جداً في الحد من انتشار الفيروسات في أي مجتمع. 

وأضافوا: «يجب أن نهتم بصحة غيرنا، لأنه في حالة إصابتنا أو إصابة من حولنا بالفيروس، فإن ذلك يؤدي بالضرورة إلى إمكانية تعرض الآخرين للخطر والإصابة، فحماية الآخرين واجب أخلاقي، لا بد من القيام به من خلال حماية أنفسنا، وتوعية الآخرين، ومن حولنا بضرورة تطبيق الإجراءات الاحترازية». 
وأشاروا إلى أن إحساس الشخص بأهمية المحافظة على حياة الآخرين، كأحد الحقوق المجتمعية، يعزز الحافز النفسي لهذا الشخص للاهتمام بصحته، والقيام بدوره في محيط أسرته أو عمله بالتأكيد على دور الأفراد في مساندة الجهات الصحية في مواجهة فيروس «كورونا»، عن طريق تنفيذ توجيهات وتوصيات هذه الجهات التي تصدر بشكل مستمر ومتجدد. 

تقدير المخاطر 
 وقالت الدكتورة أمل شيخو، أخصائية الطب النفسي في المستشفى الأميركي دبي: «هناك فئات عمرية ليست لديها القدرة الكافية على تقدير المخاطر، خاصة من سن 18 عاماً إلى 30 عاماً». 
وأضافت: «هذه الفئة يهتمون بأنفسهم بشكل كبير وتفكيرهم ينحصر بذواتهم، بالإضافة لأنهم  يتمتعون بالصحة الجسدية، وبالتالي لا يظهر بينهم المرض بدرجة كبيرة، وإذا ظهر يكون ذلك بدون أعراض، وبالتالي ينتقل بينهم من دون دراية مما يؤدي إلى الانتشار». 
وأشارت إلى أنه بالمقابل الفئة العمرية الكبيرة في السن، تعاني في الغالب من أمراض مزمنة، مثل الضغط والسكري، مما يساعد على إصابتهم بفيروس «كورونا» المستجد، وعندهم النضوج الفكري ولكن أصبح لديهم الاستعداد ليعيشوا حياتهم بشكل طبيعي بنسبة كبيرة جداً، رغم إدراكهم خطورة ذلك عليهم. 
ولفتت شيخو، إلى أن الحكمة التي يتحلى بها الأشخاص أحياناً قد يصيبها نوع من الغشاوة، أو ما يمكن أن نسميه «الانحياز نحو التفاؤل»، حيث يعتقد الشخص أن هذا الشيء لن يحدث معه، رغم علمه أنه قد يحدث مع غيره، مشيرة إلى أنه وفقاً لاستطلاعات رأي حديثة أجريت في العديد من الدول الأوربية، أكد نحو 50% من المستطلعة آراؤهم أنهم لن يصابوا بفيروس «كورونا». 
وذكرت أخصائية الطب النفسي، أنه في البداية التزم الناس وقللوا الخروج وأخذوا بالإجراءات الاحترازية، ولكن قلت فيما بعد القدرة على التحكم في ظروفها والسيطرة على أمورها وحياتها، فبدؤوا يقللون من الاهتمام بالتباعد الجسدي وغيره من التدابير الوقائية. 
واعتبرت شيخو، وقوع نوع من سوء الفهم لطبيعة مرض «كورونا» وعندما حدث الانخفاض في أعداد المصابين يومياً، حدث لدى العديد من شرائح المجتمع حالة من الثقة الزائدة بآن المرض في طريقه للانحسار. 
وقالت: «الناس يميلون بطبيعتهم إلى التجمع، ولكن هذا مقبول ومهم الأخذ به في الظروف العادية، أما الوضع الاستثنائي، مثل انتشار الأمراض السارية كالفيروسات، فيجب أخذ الحيطة والحذر واتباع توجيه الجهات والسلطات الصحية بشكل دائم ومستمر». 
وشددت شيخو، على ضرورة تطبيق التباعد الجسدي لتجنب المرض، مشيرة إلى أن الإحساس بأهمية المحافظة على حياة الآخرين، يعزز الحافز النفسي للاهتمام بصحتنا.

الخطر مستمر 
 قال الدكتور عادل الكراني، استشاري الطب النفسي: «عالمياً يوجد في الوقت الحالي بعض شرائح المجتمعات تتهاون في الإجراءات الاحترازية للوقاية من الإصابة بفيروس« كورونا» بالرغم من أن خطر المرض ما زال مستمراً». وأضاف: «من أهم هذه الفئات، الأشخاص الذين هم بطبيعتهم متساهلون في حماية أنفسهم، وهم موجودون منذ بداية المرض، حيث يتميزون بنفسية تستمتع بالمخالفة سواء كانت مخالفة القوانين أو الإجراءات الحازمة، سواء تتعلق بكورونا أو غيره، وأكثرهم من فئة الشباب».  وأشار إلى مسألة «الطبيعة البشرية وخاصية التعود»، حيث أصبحوا متعودين ولم يتأثروا، نافياً أن هذا يعني أنهم غير مكترثين بالمرض، وإنما السبب أن الإنسان بطبيعته يتأقلم مع ما حوله بما في ذلك المخاوف.  وشدد الكراني، على أن القدرة على التعايش مع جميع المصاعب وتحملها شيء جيد، لا يعني التهاون أو التخفيف من الإجراءات الاحترازية للوقاية من الأوبئة مثل «كورونا».  وأفاد بأن الأخبار الجيدة التي تتناقل حول العالم بشأن فيروس «كورونا» خلال الفترة الماضية، بما في ذلك قرب التوصل إلى لقاح للمرض، جعل الناس تقلل الاهتمام بالاحترازات، وهذا الأمر يجب تصحيحه. 
ودعا استشاري الطب النفسي، إلى تبني رسائل توعية جديدة تتناسب مع مستجدات وضع الفيروس بما في ذلك الجوانب العملية للوقاية وسط التجمعات. 

فحص الحالة النفسية لمرضى السكري
أوصت الدكتورة سوسن حلاوي استشارية العلاج النفسي في مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري بأبوظبي، مرضى السكري، وأولياء الأمور الذين يصاب أحد أطفالهم بمرض السكري، بضرورة طلب الاستشارة والمساعدة النفسية اللازمة، وذلك عند الشعور بأي تغيير في الجانب النفسي للمريض، مشيرةً إلى وجود صلة وثيقة بين مرض السكري من جهة، والحالات المتعلقة بالصحة الذهنية والنفسية مثل الاكتئاب والقلق من جهة ثانية.
وأشارت إلى أن التقديرات تشير إلى أن حوالي 25 - 50% من الحالات النفسية لدى هؤلاء المرضى، لا يتم تشخيصها ومعالجتها عادة على النحو المطلوب.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©