بصّرت وفتشت كثيراً عن أكثر بطولة منحوسة في العالم فلم أجد أكثر من بطولة أندية أفريقيا، التي لاتزال يحوم حولها الغموض، بعد حالات التأجيل أكثر من مرة، وآخرها التأجيل من 25 سبتمبر، حيث كان موعد نصف النهائي المصري المغربي، إلى 16 أكتوبر، على أن تقام المباراة النهائية في الأسبوع الأول من نوفمبر.
وبرر المكتب التنفيذي ذلك التأجيل بانتشار فيروس كورونا بين عدد من لاعبي الوداد والرجاء.
وبالطبع، فإن ذلك التبرير لم يكن مقنعاً بالقدر الكافي، لأن لا أحد يستطيع أن يتكهن بانتهاء كورونا مع التاريخ الجديد الذي حدده الاتحاد الأفريقي.
وبكل أسف بات «كاف» رمزاً للارتباك، ومن ينسى ما حدث في لقاء نهائي البطولة الماضية بين الترجي والوداد، الذي لم يكتمل، وتواصلت تداعياته لعدة شهور، حتى حسم الكاف الأمر، واعتمد فوز الترجي باللقب، والطريف أن استئناف الوداد تم نظره بعد مشاركة الترجي في مونديال الأندية، بصفته بطل القارة، وبعد مشاركته في مباراة السوبر الأفريقي، والأطرف أنه بعد مناقشة استئناف الوداد، بعد الهنا بسنة، أبدى محامي الترجي مخاوفه من إعادة النهائي الأفريقي بين الوداد والترجي !
واللافت للانتباه أنه أصبح لدى المصريين قناعة بأن الأشقاء المغاربة باتوا يتحكمون في بوصلة الاتحاد الأفريقي، بدليل استجابة الكاف لرغبة الوداد والرجاء في تأجيل نصف النهائي والنهائي لمدة تقارب الشهر الكامل، والأهم من ذلك أن أخبار الاتحاد الأفريقي باتت تظهر في وسائل الإعلام المغربي قبل أن تناقشها لجان الاتحاد، ولا أدل على ذلك من قيام الاتحاد المغربي بتحديد يوم 24 سبتمبر موعداً لمباراة القمة ما بين الوداد والرجاء، قبل أن يعلن الاتحاد الأفريقي تأجيل مباراة 25 سبتمبر ما بين الزمالك والرجاء في نصف النهائي الأفريقي، مما أثار دهشة الأوساط الكروية في مصر، والتي فسرت ذلك بقوة تأثير فوزي لقجع نائب رئيس الاتحاد، وعبد المنعم باه السكرتير العام، وكلاهما شخصيتان مغربيتان لهما ثقلهما في الكرة الأفريقية، وكانا وراء إقناع المكتب التنفيذي للاتحاد بإجراء انتخابات رئاسة الكاف في المغرب في شهر مارس المقبل، وكانا أيضاً وراء إقناع مسؤولي الكاف بإقامة نصف نهائي ونهائي الكونفيدرالية بالمغرب، برغم وجود فريقين مغربيين (نهضة بركان وحسنية أغادير)، في تلك المرحلة الحاسمة من البطولة، وذهبت احتجاجات بيراميدز المصري وحورية الغيني على ذلك الوضع «غير المنطقي» أدراج الرياح !