الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

رئيس «هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة» لــ «الاتحاد»: متفائلون بالمستقبل رغم التحديات العالمية

رئيس «هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة» لــ «الاتحاد»: متفائلون بالمستقبل رغم التحديات العالمية
14 سبتمبر 2020 01:02

مصطفى عبد العظيم (دبي)

قال خالد جاسم المدفع، رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة، إن المشاريع النوعية التي تشهدها الإمارة ساهمت في زيادة التدفقات السياحي، معرباً عن تفاؤله بمستقبل السياحة
في الشارقة على الرغم من التحديات التي يشهدها القطاع على المستوي العالمي والإقليمي.وأكد المدفع في حوار مع «الاتحاد» حرص الإمارة على مواصلة إطلاق مبادرات نوعية لتعزيز إمكاناتها السياحية والتجارية على المستويات المحلية والدولية، وتنفيذ المزيد من المشاريع التطويرية والسياحية والاستثمارية.

وأشار إلى أن مشروع توسعة مبنى الركاب في «مطار الشارقة الدولي» لزيادة الطاقة الاستيعابية إلى 20 مليون مسافر بحلول العام 2027، خطوة متقدمة لتلبية الحاجة المتنامية للخدمات والمرافق عالمية المستوى، وتعزيز آفاق النمو السياحي في الشارقة تحديداً، ودولة الإمارات عموماً.
وأكد المدفع لـ«الاتحاد»، قدرة القطاع السياحي في الشارقة على المضي قدماً في مسيرة التنمية السياحية، في ظل وجود عوامل محفزة، أولها الاستقرار الاقتصادي والدعم الحكومي، والاستثمارات الموسعة، ضمن القطاعات الحيوية الدافعة للتنويع الاقتصادي، إلى جانب المقومات التنافسية التي تجعل إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة اختياراً مثالياً، كوجهة للسياحة والعيش والعمل. وأوضح أن نجاح الشارقة في الوصول إلى مصاف الوجهات السياحية الرائدة في العالم بالدرجة الأولى، يُعزى إلى التوجيهات السديدة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في ترسيخ حضور الإمارة كوجهة استثنائية ذات مقومات سياحية عائلية وثقافية وبيئية وتاريخية وتراثية مميزة، مشيراً إلى تواصل مسيرة الإنجاز، في ظل المساعي السبّاقة التي تقودها «هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة»، للترويج للمنتج السياحي المحلي بطرق إبداعية. وأشار إلى أن الهيئة استطاعت تحقيق مكتسبات عالمية المستوى فيما يتعلق بتعزيز تنافسية وجاذبية القطاع السياحي، حيث واصلت مشاركاتها الناجحة في المحافل العالمية، مع التركيز على تنفيذ سلسلة من المبادرات التنموية والمشاريع الاستراتيجية، الرامية إلى تطوير القدرات السياحية، والارتقاء بالمقومات الضامنة لاستمرارية تميز الإمارة وتفوقها في الكثير من المجالات والقطاعات.
 
مساهمة القطاع
وحول دور المشاريع النوعية التي تشهدها الشارقة في تعزيز مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة، أوضح المدفع أن الهيئة تنفذ مشاريع مبتكرة ومطابقة لأعلى المعايير الدولية، من شأنها تعزيز مساهمة القطاع السياحي بأكثر من 9 مليارات درهم في الناتج المحلي الإجمالي لإمارة الشارقة والبالغ حاليا 97 مليار درهم، أي ما يعادل نسبة تقدر بـ 9.8%. 
وأوضح أن المشاريع النوعية، ضمن القطاع السياحي، زادت التدفق السياحي لتصل أعداد نزلاء المنشآت الفندقية إلى 1.8 مليون نزيل خلال الأعوام الماضية، ما يمثل دفعة قوية باتجاه تجسيد أهداف «رؤية الشارقة السياحية 2021»، لافتاً إلى أن قطاع الضيافة في الشارقة شهد مؤخراً نمواً مطّرداً، حيث بلغ عدد المنشآت الفندقية العاملة 104 منشآت فندقية، من ضمنها 62 فندقاً و42 شقة فندقية، توفر مجتمعة نحو 10.000 غرفة فندقية تلبي احتياجات السياح والزوار من داخل الدولة وخارجها. وتتطلع الإمارة إلى إضافة مجموعة من الغرف الفندقية الجديدة خلال الأعوام المقبلة.

ركائز استراتيجية
وعلى الرغم من التحديات التي يواجهها القطاع السياحي العالمي حالياً، أبدى المدفع ثقته بقدرة القطاع السياحي على ترجمة رؤى القيادة الرشيدة وتطلعات دولة الإمارات في خططها واستراتيجياتها وجهودها اللامحدودة للنهوض بالقطاع السياحي، حتي تسجيل 1.8 مليون نزيل بنهاية العام الماضي، مرجعاً هذه النظرة التفاؤلية إلى التعاون المثمر مع الشركاء الاستراتيجيين من القطاعين الحكومي الخاص، لتعزيز أطر العمل المشترك، وفق أربع ركائز استراتيجية، يتمثل أولها في الترويج لإمارة الشارقة كوجهة سياحية عائلية مثالية، من خلال تقديم باقات مميزة وعروض مصممة خصيصاً للعائلات، فيما تتمحور الركيزة الثانية حول اعتماد نهج سياحي مبتكر لتحسين التجربة السياحية، عبر توفير حلول مبتكرة، بالإضافة إلى العمل على تعزيز الكفاءات في قطاع السياحة، من خلال الشراكة التعاونية لتوفير مرافق وقدرات سياحية عالمية المستوى، إلى جانب الارتقاء بالمقومات الثقافية والتراثية لترسيخ سمعة الشارقة كمركز ثقافي عالمي.

نظرة متفائلة
وحول آفاق المشهد السياحي للإمارة، قال المدفع: «ننظر بتفاؤل حيال الآفاق المتاحة، ضمن المشهد السياحي المحلي، مدفوعين بالتزامنا بترجمة الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة، في إثراء التجربة السياحية للزائرين وجعل الشارقة الوجهة المُثلى للسياحة العائلية، استناداً إلى منهجيات تسويقية وترويجية مبتكرة».  وأضاف: «تكثف الهيئة نطاق المشاركة في المعارض الدولية، على النطاقين الافتراضي والواقعي، عبر حضور الحوارات والجلسات والمناقشات الافتراضية، أو تنظيم وفود رفيعة المستوى تضم ممثلين عن نخبة الجهات المعنية بالسياحة في الشارقة من القطاعين الحكومي والخاص».
وقال إنه وفي إطار استراتيجية طموحة، تتركز الجهود على استقطاب استثمارات نوعية تعزز تنافسية القطاع السياحي المحلي، وتلبي النمو المطّرد في التدفق السياحي سنوياً، مشيراً إلى استناد الاستراتيجية إلى دمج الممارسات الأكثر استدامة ضمن القطاع السياحي، من أجل ضمان تلبية الطلب على منتجات وخدمات السياحة المستدامة. وأشار إلى أنه وبصفتها إحدى الجهات الموقعة على أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية السياحية المستدامة، اعتمدت الشارقة تدابير استباقية لتعزيز المرافق السياحية بطريقة مستدامة، في إطار التوجه الوطني نحو بناء مستقبل آمن للأجيال القادمة.

مقومات تنافسية
وعن أهم ما يميز السياحة في الشارقة من معالم وعوامل، قال المدفع: إن إمارة الشارقة تزحر بمقومات تنافسية تضعها في موقع الصدارة بين أفضل الوجهات السياحية الجاذبة، متميزةً بمنتج سياحي يجمع بين عراقة الماضي وروح الحداثة.  وأضاف أن نمو القطاع السياحي المحلي جاء نتيجة الاهتمام اللا محدود من القيادة الحكيمة، لإبراز الإرث الثقافي والتراثي والحضاري الغني لدولة الإمارات العربية المتحدة، والذي تزخر به إمارة الشارقة، مشيراً إلى أن أبرز ما يميز الإمارة موقعها، كعاصمة للثقافة العربية الإسلامية، وجسر وطيد لتعزيز التواصل الحضاري والتلاقي الثقافي بين شعوب العالم، ما يتجسد في المعالم الأثرية والتاريخية والثقافية التي تحمل قيمة إنسانية عالية، أبرزها «دارة الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية»، إلى جانب سلسلة من المتاحف العريقة والغنية بكنوزها القيّمة، مثل «متحف الحصن»، و«متحف الشارقة للحضارة الإسلامية»، و«متحف الشارقة للتاريخ الطبيعي»، وغيرها الكثير، حيث تحتضن الإمارة ما يفوق 18 متحفاً.  وأشار إلى أن قطاعي الضيافة وإدارة الوجهات السياحية، يشكلان أيضاً أحد العوامل الدافعة لتميّز السياحة في الشارقة، حيث تستقطب المرافق الفندقية والسياحية والترفيهية المختلفة، مثل «واجهة المجاز المائية» و«حديقة المنتزه»، اهتمام السياح الذين يحظون بتسهيلات عدة وخيارات متنوعة لخوض تجربة سياحة متميزة. وتتكامل الأسواق الشعبية والتقليدية مع مراكز التسوق في مختلف أنحاء الإمارة، لتقدم كل ما يناسب أذواق السُيَّاح.

السياحة العائلية
على صعيد السياحة العائلية، قال خالد جاسم المدفع، رئيس «هيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة»: إن الآفاق إيجابية للغاية لهذه الشريحة السياحية، ولا سيّما وأنها ركيزة أساسية تترجم رؤى القيادة الرشيدة وتطلعات الدولة، حيث تحتضن إمارة الشارقة مرافق متعددة مثالية للعائلات، بما فيها المتنزهات والحدائق، والمحميات الطبيعية، والمرافق الترفيهية، والوجهات السياحية، والمراكز التجارية، والأسواق، والمتاحف التي تغطي المجالات ذات الصلة بالفن والخط والحضارة والتاريخ الطبيعي والتراث والعلوم والسيارات الكلاسيكية والطيران. 

خطط تطويرية
أكد خالد جاسم المدفع، رئيس «هيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة»، مواصلة العمل على تنفيذ المزيد من المشاريع التطويرية والسياحية والاستثمارية في مختلف أنحاء الإمارة، في سبيل تسريع وتيرة نمو وتوسع قطاع السياحة والضيافة، مشيراً إلى أن جهود التطوير السياحي خلال المرحلة المقبلة تتمحور حول تنمية عدد من المشاريع والمواقع المميزة، مثل القرى التراثية، وإقامة المرافق الحيوية والمتنزهات والمرافق البيئية، والمحميات ذات الطابع السياحي، لتعزيز مكانة إمارة الشارقة كوجهة عالمية المستوى، وبيئة مشجعة للسياحة العائلية، مع السعي إلى دخول أسواق جديدة ذات فرص واعدة، فضلاً عن استقطاب المزيد من السياح من مختلف أنحاء العالم، من خلال الترويج على نطاق واسع لمنتج الشارقة السياحي في المعارض الدولية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©