الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«تريندز»: الشراكة بين الإعلام ومراكز البحوث ضرورية لمواجهة كورونا

خلال ندوة «تريندز» (من المصدر)
13 سبتمبر 2020 00:50

أبوظبي (الاتحاد)

نظم مركز «تريندز للبحوث والاستشارات» مؤخراً، ندوة عن بُعد تحت عنوان: «المراكز البحثية والإعلام خلال أزمة كوفيد 19: شراكة تكاملية»، بمشاركة نخبة من الخبراء والباحثين، تناولت طبيعة التعاون بين المراكز البحثية ووسائل الإعلام في ظل جائحة «كوفيد 19»، كما ألقت الضوء على أفضل الممارسات الإعلامية والبحثية في التعامل مع هذه الجائحة، وآفاق التعاون بين مؤسسات الإعلام ومراكز البحوث في مرحلة ما بعد هذه الجائحة.
وأدار الندوة جوناثان فيرزيجر، زميل أول غير مقيم في المجلس الأطلسي - واشنطن، واستهلت الندوة فعالياتها بمداخلة الدكتور وين وانغ، العميد التنفيذي لــمعهد تشونغ يانغ للدراسات المالية ونائب رئيس مدرسة طريق الحرير - جامعة رينمين الصينية، تحت عنوان: «المراكز البحثية وعلاقاتها مع وسائل الإعلام»، أشار فيها إلى أن مراكز الأبحاث ووسائل الإعلام، يجب أن تلعب دوراً أكبر في جهود مواجهة جائحة «كوفيد 19»، التي تمثل التحدي الأكبر أمام البشرية اليوم. 
ورأى وانغ أن أداء مؤسسات الفكر والإعلام كان بعيداً عن الكمال، وينبغي تقديم المزيد من الجهود وتعزيز التعاون الدولي واقتراح التوصيات التي تساعد الحكومات على مواجهة الجائحة، خاصة أن العالم يواجه أزمة حقيقية وليست مؤامرة، وعلى مراكز الفكر ووسائل الإعلام أن تعمل على خلق التوافق بين الحكومات والابتعاد عن إثارة الانقسامات. 
وأكد الدكتور وانغ، على أهمية تعزيز مراكز الفكر لوظائفها الإعلامية، وضرورة نشر المعلومات الموثوقة المؤثرة على الرأي العام وصناعة القرار، ولفت الانتباه إلى أن الإعلام الغربي يحاول تشبيه الصين بالاتحاد السوفييتي السابق باعتبارها العدو، مؤكداً ضرورة ووجوب الابتعاد عن هذه اللغة، وتعزيز التعاون في مواجهة الأزمة الحالية، وتعزيز الحوار البناء بين الصين والولايات المتحدة الأميركية.

«تريندز» نموذجاً 
ثم تطرق الدكتور ستيفن بلاكويل، مدير إدارة الدراسات الاستراتيجية بمركز «تريندز»، إلى تجربة مركز «تريندز» باعتبارها نموذجاً للممارسات البحثية الجيدة في التعامل مع جائحة «كوفيد 19»، مشيراً إلى أن المركز أصبح من بين أنشط المراكز البحثية في الإمارات والعالم رغم حداثة سنّه، وتمكن من بناء شبكة علاقات بحثية عريضة ومتزايدة على صعيدي المنطقة والعالم، كما واكب تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، من خلال استشراف تداعياتها المختلفة.
وأشار بلاكويل، في سياق متصل، إلى أن «تريندز» عقد 11 ندوة عن بُعد، منذ بداية وباء «كوفيد 19»، إضافة إلى ظهور باحثيه المتكرر في وسائل الإعلام للإدلاء بآرائهم حول هذه الأزمة العالمية. 

 غياب الوضوح
وتطرق جيفري هيداي، مدير العلاقات الإعلامية لدى مؤسسة راند الأميركية، في كلمته إلى طبيعة مشاركة وسائل الإعلام والمراكز البحثية خلال الوباء، مشيراً إلى أن غياب الوضوح في ما يخص أزمة «كوفيد 19»، والكثير من القضايا الأخرى، يتطلب إجراء دراسات وتصحيح المعلومات الخاطئة، وهو ما يتطلب تعزيز التعاون بين المراكز البحثية ومؤسسات الإعلام. 
وقال بيت كليفتون، رئيس تحرير الرابطة الصحافية البريطانية، إن هذه الرابطة تمثل مصدراً رئيساً لما يُنشَر في وسائل الإعلام البريطانية، ما يُلقي على عاتقها مسؤولية جسيمة، وأوضح أن صحافييها كانوا مزودين بكل ما يلزم للعمل عن بعد، حتى يتمكنوا من الإسهام في نشر المعلومات الدقيقة، لافتاً الانتباه إلى أن المعلومات التي تنشرها الحكومة لا تُلبّي التوقعات دائماً، ولذا يعمل صحفيو الرابطة على تحليل البيانات وتتبُّع مصادرها. 

السرعة والدقة
وتناول مايكل هولتزمان، رئيس عمليات مجموعة سيك نيوغيت - الولايات المتحدة في كلمته التحديات والفرص خلال إدارة الأزمات من منظور وسائل الإعلام، مؤكداً أن الأزمات تتطلب السرعة والدقة في نقل المعلومات، وأن الحكومات هي الجهة الوحيدة التي لديها القدرة والشرعية في إدارة الأزمات، وتوفير المعلومات الصحيحة للجمهور. 
وأوضح هولتزمان، أن وسائل الإعلام والمراكز البحثية تواجه تحديات عديدة خلال هذه الأزمة، ولابد من التضامن في ما بينها بعيداً عن الانحيازات السياسية، لكي تخدم المصلحة العامة بطريقة سليمة؛ لأن من مهام الإعلام أن يُخضع الحكومات للمساءلة في كل جوانب تحركاتها، ويجب على المراكز البحثية أن تساعد الإعلام في هذه المهمة.
وبدوره، تطرق الدكتور جون بروني، المؤسس والمدير التنفيذي لمركز سيج الدولي - أستراليا، في كلمته إلى «التحديات والفرص خلال إدارة الأزمات من منظور المراكز البحثية»، مشيراً إلى أن غياب حالة اليقين التي يواجهها العالم اليوم، بشأن الجائحة وكيفية التعامل معها هو ما يشغل الحكومات والمؤسسات البحثية والإعلامية، وهذا الوضع يحتاج إلى تعزيز التعاون بين كل الأطراف.

تعزيز الشراكة 
خلص المشاركون إلى أهمية تعزيز التعاون بين مؤسسات الإعلام ومراكز البحوث، وإيجاد أرضية مشتركة بينها، والعمل على تعزيز دورها في مساعدة الحكومات، من أجل مكافحة هذه الجائحة وغيرها من الأزمات العالمية، كما شددوا على أهمية تضافر جهودها، من أجل ضمان صحة المعلومات التي تُنشر عن أي قضيةٍ تتعلق بهذه الجائحة.
كما أوصى المشاركون، بضرورة وضع خطط مشتركة للتصدي للشائعات والمعلومات المغلوطة، التي تجد رواجاً على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأزمات، وقيام المراكز البحثية بتطوير استراتيجية رصينة، تُمكّن من تعزيز دورها في دعم صناع القرار والسياسات العامة، وأهمية تكرار مثل هذه اللقاءات الدورية والمستمرة بين مراكز البحوث ومؤسسات الإعلام.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©