خلال الأيام القليلة الماضية ألمت بأهلنا في السودان كارثة إنسانية جراء السيول والفيضانات العاتية التي غمرت العديد من ولاياته، مما أغرق وهدم البيوت والمزارع وتسبب في غرق كثيرين وخسائر جمة في الممتلكات وتشريد آلاف الأشخاص الذين وجدوا أنفسهم فجأة دون مأوى.
وقد كانت الإمارات في مقدمة من هرع لإغاثتهم بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وأقيم جسر جوي لإيصال الاحتياجات الإنسانية العاجلة والضرورية للمتأثرين من الكارثة في أكثر من 16 ولاية هناك. 
كما أوفدت الهيئة وفداً، لإيصال المواد الإغاثية التي تتضمن كميات كبيرة من المستلزمات الطبية والمواد الغذائية والإيوائية والصحية. وكذلك للتعرف ميدانيا على الآثار المدمرة للفيضانات وتداعياتها و«يتلمس عن قرب» أهم الاحتياجات الأخرى التي تحتاجها الساحة السودانية في المرحلة القادمة من المساعدات تمهيداً لتوفيرها ضمن برنامج الهيئة الإنساني لصالح المتضررين.
عبرت هذه الاستجابة الإماراتية السريعة عن نهج راسخ ساطع قامت عليه بلاد «زايد الخير» وقيادتها الرشيدة في الوقوف بجانب كل من توالت عليه تصاريف الأقدار والكوارث الطبيعية منها أو تلك من صنع الإنسان في كل مكان وأي زمان دون النظر لأي اعتبارات غير إنسانية. يضاف إليها في الحالة السودانية ما يربط البلدين والشعبين الشقيقين من روابط وأواصر تاريخية. لذلك جاء التفاعل الشعبي الإماراتي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي معبراً عن المحبة والاعتزاز بهذا الشعب الشقيق، وتلك السواعد السمراء المطبوعة بدماثة الخلق وطيب المعشر وقمة التواضع، والتي جاءت في مراحل مبكرة منذ ما قبل تأسيس الدولة وفي مناطق مختلفة من الخليج والجزيرة، تساهم في مسيرة البناء من دون مَن أو استعلاء.
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي والجميع يردد «من قلبي سلام للخرطوم» و«نقف مع السودان» في هذه المحنة والظروف العصيبة التي يمر بها. ومن هنا نأمل التفاعل الواسع مع حملات ومبادرات الهلال الأحمر للمشاركة في التخفيف عن أهلنا هناك من تداعيات كارثة الفيضانات، و«من قلبي سلام» للسودان وأهله.