يبدو أن الارتفاع الطفيف في حالات الإصابة بفيروس كوفيد 19 خلال الآونة الأخيرة، قد جعل بعض أولياء الأمور يشعرون بالقلق على أبنائهم عندما ينتظمون في المدارس، خاصة مع بداية العام الدراسي. وبدأ البعض ينظر إلى التعليم الهجين على أنه قد لا يبدو حلاً مثالياً، ما جعل قرار «التعليم عن بُعد»، حلاً مناسباً لهذه المرحلة.
وقد كانت آراء أولياء الأمور والمهتمين بالمسيرة التعليمية في الدولة متقاربة إلى حدٍ ما لإيصال فكرة تشجيع «التعليم عن بُعد» حفاظاً على سلامة وصحة الأبناء. وقد أوضحت «منصة رأي ولي الأمر» المطروحة من قبل موقع وزارة التربية والتعليم أن 80% تقريباً من أولياء الأمور مؤيدون لنظام التعليم عن بعد وذلك لأسباب أولها خوفهم على أبنائهم الطلبة الصغار من ملامسة الأسطح وتناسي مسألة التباعد الجسدي وخصوصاً بأنهم لا يعون مفهوم الأزمة الحالية، وثانيها الخوف من انتقال العدوى لأبنائهم من أحد المصابين من أقرانهم الطلبة أو المعلمين أو العاملين في المدارس.
وتماشياً مع طلب أولياء الأمور في توفير الجهد للطالب ولذويهم في هذه المرحلة الاستثنائية، فإن وزارة التربية والتعليم لبّت هذه الرغبة وقدمّت المواد الدراسية الأساسية فقط وأوقفت بعض المواد الفرعية التي قد تستنزف الوقت. 
وعلى صعيد آراء المعلمين من خلال تجربتهم في أسبوع التعليم الهجين الفائت، فإن الغالبية العظمى منهم أعلنت عن رغبة في استكمال الدراسة عن بُعد، بعدما وجدوا أن التعليم الهجين أدى إلى حدث حالة من التشتيت بين الطلبة الحاضرين في الفصل وبين نظرائهم الحاضرين من خلف شاشات الحاسوب خصوصاً ما يتعلق بمسألة إيجابية الحضور والتفاعل والمشاركة. ورغم هذه العقبات، يبدو أن التعليم الهجين حل إيجابي ولكنه لم يحقق المأمول منه في هذه الفترة، ولذلك استمع فريق وزارة التربية والتعليم لاختيارات المعلمين التي مالت لصالح التعليم عن بُعد كخيار سليم في هذه المرحلة. والمسألة تتعلق بالصالح العام، وبقرارات الجهات المعنية التي تمتلك البيانات الكافية لإصدار التوجيه الأفضل. 
نسأل الله أن تزول هذه الغُمة لنرى أبناءنا الطلبة يعودون إلى مدارسهم وهم بصحة وعافية. 
*كاتبة إماراتية