لفتة إنسانية نبيلة جميلة وحضارية جسدتها زيارة سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، أمس الأول لمدينة «شخبوط الطبية» للاطمئنان على صحة وأحوال عدد من العاملين ممن أصيبوا إثر حادث تسرب للغاز الأسبوع الماضي في أحد المطاعم الواقعة على شارع الشيخ راشد بن سعيد (المعروف باسم شارع المطار) في العاصمة أبوظبي.
كما جسدت الزيارة مستوى الرعاية والاهتمام الذي توليه قيادتنا الرشيدة لكل إنسان، وتقديره ودوره في خدمة المجتمع، وقد عبرت الزيارة عن صورة من صور تلك الرعاية والاهتمام بتوجيهات سموه لدائرة تنمية المجتمع بأبوظبي بـ«متابعة أوضاع المصابين، وتلبية احتياجاتهم وتقديم  أنواع الدعم كافة، متمنياً لهم الشفاء العاجل».
كما شملت التوجيهات كل «الجهات المعنية في الإمارة بمراجعة كافة متطلبات الأمن والسلامة في جميع وسائل نقل وتخزين وتوصيل الغاز الخاص بالمباني، حسب القوانين والأنظمة المعمول بها في الإمارة وتحديثها، وفق أحدث الممارسات العالمية، لضمان توفير أفضل سبل الحماية اللازمة لأفراد المجتمع».
توجيهات جاءت في وقتها ليس فقط بالنسبة للبنايات والدور السكنية القديمة، بل وحتى الجديدة مع التوسع والتمدد الكبير والتطور والنمو المتسارع الذي تشهده العاصمة ومختلف مناطق الإمارة، وما استتبعه من الاعتماد على الغاز المركزي عوضاً عن الأسطوانات التقليدية القديمة. ولحين استكمال هذه الجوانب يتطلب الأمر المزيد من الاعتناء والمتابعة للمواقع والأبنية من قبل رجال الدفاع المدني الذين يبذلون جهوداً كبيرة ومقدرة لحماية وتأمين المواقع كافة، ولعل مشروع «حصنتك» واحد من المشاريع المبتكرة والمتطورة لتحقيق غاية سامية وهدف استراتيجي لدعم «تحقيق الأجندة الوطنية الإماراتية 2021 لتصبح الإمارات من أكثر الدول أماناً في العالم».
حادثة التسرب تلك تقع مثيلات لها في كل مكان وبصورة شبه يومية، لكنها كانت درساً ليس للدفاع المدني، بل وللاتصال الحكومي في الجهات المعنية، وبالذات دوائر «الإعلام الأمني» حول أهمية سرعة التحرك ونشر الحقائق كي لا تُستغل حادثة عادية جداً كهذه في النيل من منجز كبير وصورة زاهية لإمارات المحبة والعطاء. التأخير في نشر المعلومة الصحيحة في وقتها لم يعد مقبولاً في زمن مواقع التواصل الاجتماعي، وعصر الهواتف الذكية، الذي أصبح معه الكل مراسلاً يبث على الهواء مباشرة.
كل الشكر والامتنان لسمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد، وحفظ الله الإمارات.